السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة ملك شادي..
كل عام وانتي بخير والجميع بخير يارب أعاده الله عليك وعلى الجميع بالخير والبركة..
موضوعك جميل ويطرح نقاش لأخوة لنا بالإسلام وواقع يعيشه مجتمعهم
وهو واقع قد يمر بأي شخص
برأيي بالنسبة لفكرة الزواج وإختيار الزوج كل ذلك مقدر من الله سبحانه وتعالى نحن نملك أن نستخير الله
ونسأله سبحانه بأن يوجهنا وينير بصائرنا إلى الخير من خلال الإستخارة التي شرعها سبحانه وتعالى لنا
فهو العالم أين هو الخير
فقد يكون الخير مع زوج لا تعلمين بخيره إلا بعد فترة طويلة من الزمن
لذلك فكرة أن يكون الشخص مظلوما أو يشعر بالظلم سواء كان للزوجة الأولى التي سيتزوج عليها زوجها أو كان للأرملة التي سيتزوجها الزوج فهذا شعور خاطئ
فالله سبحانه وتعالى عادل وقد شرع شرعه وهو أعلم العالمين بهذا الشرع وبما فيه مصلحة البشرية
فهو خالقنا وهو العالم بما فيه مصلحتنا
قد يكون به نوع من مشاعر الألم والغيرة أجل هذا صحيح
ولكن بالصلاة والصبر يستطيع الإنسان أن يتغلب عليها بإذن الله
وأحيانا قد يضطر الإنسان بسبب ظروف الحرب كما يحدث بفلسطين أن تكثر من هذه الزيجات
وهذا أمر قد يكون به خيرا للجميع ولكننا لا ندركه حقيقة..
فمنه كما قلتي سينشأون الأطفال بنفس العائلة ولن تتغير عليهم ظروف الحياة وسيعيشون بآمان نوعا ما
فلا يشعرون بتفكك من كل الجهات
ومنه ايضا الزوجة ستحصل على زوج على أن تعيش وحيدة بعيدة عن أطفالها أو تعيش بذكرى تقتلها من الألم
بل تسير بحياتها لتربي ويصبح لديها أهداف أقوى وأعمق وهي التركيز على تربية اولادها
ومنه أيضا ستر لها حيث الشباب الكثير منهم كما أخبرتي يستشهد وبالتالي من
الصعب أن تجد زوجا ثانيا أو دعينا نقول الفرص أقل لها.. وكل شيئ بإذن الله ممكن..
برأيي من المهم الأخذ بالإعتبار ظروف البلد وظروف الزوجة ووضعها وكل هذه يا غالية
أقدار وإمتحانات من الله سبحانة وتعالى فكلنا ذاهبون والخلد لله وحده
فالصبر الصبر.. ومع الصبر الفرج بإذن الله..
ولا تعلمين قد يكون زواجها من أخيه فيه خيرا كثيرا لا تدركه بصائرنا..ولا يعلمه إلا الله..
فكم من قصص حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفس المعنى
ففي الحروب يستشهد الكثيرون ويقوم الصحاية والإخوان بخطبة زوجاتهم ويكونون أفضل من أزواجهم المستشهدين..
وقد يحدث ايضا أن يتزوج الأخ طليقة أخيه وهو حي
حيث قد يطلق الزوج زوجته ومن ثم يتقدم الأخ ليخطبها وهذا يصح..
وقد يكون من باب الرحمة باولاد أخته وهكذا..
وقد تقبل وتجد خيرا كثيرا..
فهناك قصص كثيرة بهذا الموضوع ومنها قصة
زينب بنت خزيمة الهلالية (أم المساكين)
زوجها الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وقد طلقها فتزوجها أخوه عبيدة بن الحارث،
فقتل عنها يوم بدر شهيدا. ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان
ولكنها لم تمكث إلا ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر
على رأس تسعة وثلاثين شهرا من الهجرة فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع.
وكان عمرها ثلاثين سنة. وكانت أول من دفن من أمهات المؤمنين
ففي النهاية تزوجت من خيرة البشر صلى الله عليه وسلم...
علينا أن لا نحلل الأمور كثيرا ولكن أن نتوكل على الله ونأخذ بالاسباب ونستخير
فأحيانا تحكمنا ظروف كثيرة لا طاقة لنا بها
فالله وحده يعلم أين الخير لكل إنسان وماهو أخير شيئ له
فيكفي أنه قد إستخار العظيم بأمره
فهنيئا له ما سيقدره الله له لأنه إستخار الله..
ويكفي أن من توكل على الله حق التوكل فالله حسبه..
فهنيئا لمن عرف حقيقة التوكل و توكل على الله...
شاكرة ومقدرة لك طرحك
وفقك الله ويسر خطاك
أسأل الله تعالى أن يرحم موتانا وموتى المسلمين جميعا والمستشهدين في فلسطين وفي جميع أنحاء
العالم من المسلمين المسلمات
أسأل الله أن يربط على قلوبهم وينصرهم و يقويهم ويرحم موتاهم ويسكنهم فسيح جناته
آآآمين