أنا رجل ... والشرع حلل لي أربع - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2011, 12:43 AM
  #1
أبو حكـيم
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,384
أبو حكـيم غير متصل  
أنا رجل ... والشرع حلل لي أربع

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" أنا رجل ... والشرع حلل لي أربع "
كثيراً ما يُسمِع بعض الرجال هذه الجملة لزوجته عند حدوث خلاف معها
وكأن التعدد يُستخدم لعقاب المرأة !
ينطق بها البعض بعصبية عند حدوث تقصير ما من زوجته , وكأن التعدد هو سوط الجلاد الذي يربيها .

قد يُلاحظ على الرجل بعض الهموم والتوتر , نتيجة خلافات يعيشها مع زوجته
فتأتيه النصائح من أقرانه " أنت رجل ... والشرع حلل لك أربع "
يتشدقون بهذه النصيحة بعالي الصوت في مجالسهم , وأحداً منهم لم يهمس بأذن المهموم
لعله مقصراً بشيء ما مع زوجته , ليتلافى تقصيره وتسير عجلة الحياة بدون منغصات .

أيها الإخوة ... إن من مسوغات التعدد :
حماية المجتمع من الانزلاق للهاوية ... غلق منافذ الشيطان ... حماية الأعراض من الانتهاك ... حماية البيوت من الخراب ... الرأفة بحال من قلت فرصتها بالزواج , مطلقة ... أرملة ... متأخرة , ولا تمانع الاقتران بمتزوج
لتتزوج حكيماً قادراً على التعدد في كل جوانبه , وليس مجرد رجل مستمتع بجسد
وهناك مسوغات أخرى , ليس المجال هنا لبسط البحث بالحكمة من التعدد .

لن أناقش أمراً شرعياً محسوماً سلفاً بـ " قال الله وقال الرسول "
وإنما سألقي الضوء على جوانب , قد يغفل عنها بعض المعددين , أو لنقل أغلب المعددين .

هذا الموضوع موجه بالدرجة الأولى للرجال رحمة بحال أغلبهم
لظلمهم البالغ لأنفسهم وزوجاتهم وأطفالهم , بعد دخولهم عالم المعددين
إذا كان الرجل يُفكر مئة مرة قبل زواجه الأول , فعليه أن يُفكر ألف مرة قبل زواجه الثاني , ويفكر بالتبعات من جميع النواحي
ومنها .. التفكير بالزوجة الأولى وعشرتها , والتفكير بأولاده واحتمال تشردهم وتشتت البيت إذا أصرت الأولى على الطلاق
كما أن ليس كل رجل قادر على التعدد بضوابطه الشرعية الصحيحة , وعلى المعدد أن يفكر جيداً بالأمر قبل وقوعه , أفضل من التفكير بعده .

الملاحظ أن أغلب الرجال ممن ينوون التعدد , يذكرون أسباباً واهية للتعدد تدل على عدم أهليتهم له , ومن هذه الأسباب :
أولاً : سأتزوج بأخرى لأعف نفسي , خير من أن أفعل الحرام سواءً بالداخل أو في الخارج !
لماذا المقارنة بين الحلال والحرام هكذا , ولماذا إقحام الحلال بهذه الطريقة الفجة , وكأنه هو الوجه الآخر للحرام والعياذ بالله ؟
وبما أن هذا الرجل قد حدد خياراته مسبقاً ... هل سيمارس الحرام لو رفضت زوجته تعدده ؟
إذا مارس الحرام فهو قد جلب الدمار لنفسه وأسرته , وإذا لم يعدد ورضخ لزوجته - لأنه أصلاً غير مقتنع بتعدده - ستسقط هيبته ويقل احترامه .
هل الرجل الذي يهدد بالفساد والحرام , هو رجل مؤهل دينياً للتعدد ولديه القدرة على تحكيم شرع الله في نسائه ؟
ألا يحتاج هو المزيد من الالتزام الديني الضروري لأساسيات حياته , فضلاً عن التعدد ؟
الرجل قليل المخافة من الله , والذي كأنه ينتظر الفرصة ليخون زوجته سواءً في الداخل أو في الخارج , غير مؤهل أن يكون عادلاً لو عدد
قليل الدين ليس لو يعدد فحسب , بل لو يتزوج أكثر مما حلله له الشرع , لا يؤتمن جانبه , لأن علاج حالته ليس بالتعدد
بل بتقوية الجانب الديني لديه, والنساء من مرضه براء فلا داعي لأن نظلم النساء بسببه .


ثانياً : شكوى الرجل من قلة اهتمام زوجته به , وعدم تبعلها له كما يشتهي
لا أرى أن هذا السبب وحده كافياً للرجل لكي يعدد , بل إن هذا الأمر من الممكن أن يؤخذ ضمن السياق العام لحالة الزوجين عموماً
والبحث عن أسباب الخلل بعلاقتهما , والتي من نتائجها أو أسبابها قلة اهتمام المرأة بزوجها, وقلة تبعلها له .

إخوتي الأفاضل ...
على المعدد أن يقيم الأمور الهامة والمصيرية , بميزان العقل قبل حدوثها على أرض الواقع , ولا يسمح لرغباته بالسيطرة عليه , ويكون عبداً لها
بل عليه أن يسيطر هو على رغباته , وإلا ما فائدة نعمة العقل ؟
مجتمع المسلمين اليوم ليس كمجتمعهم قبل خمسمائة سنة أو ألف سنة , عندما كانت مخافة الله حاضرة في نفوس الناس أكثر, مقارنة بزمننا هذا
لقد رأيت وعايشت بنفسي حالات كثيرة لرجال عددوا , وفشلوا فيه , إما أن ينجذب للجديدة وينسى القديمة بكل ما فعلته لأجله ويهمل أطفاله
ويكونوا مشاريع نموذجية للانحراف والدمار , أو يندم ويظلم الجديدة , وبكل بساطة يحملها لقب مطلقة - وكأن الزواج لعبة - من أجل سوء تخطيط وتدبير منه
ويعود للقديمة يجر أثياب الفشل والخيبة , ولكن هيهات أن تعود المياه لمجاريها , فيخسر بسوء تدبيره وأفعاله وحماقته , القديمة والجديدة معاً .

فلا أدري لماذا لم يفكر الرجل بعقله قبل أن يعدد , وهو الرجل القوام ؟

أما الذين نجحوا في التعدد فهم قلة قليله , وهم ليسوا القاعدة , بل هم من نجح وشذ عن القاعدة , لأن القاعدة في زمننا هذا أصبحت فشل التعدد وليس نجاحه
والقليل منها ينجح , والسبب يعود لقلة وعي الرجال المعددين , وعدم إقامتهم الضوابط الشرعية , وليس للنساء يد في هذا الفشل
فالمرأة ما هي إلا مستقبل لفعل الرجل , ورد فعلها يأتي رداً على فعل الرجل
دققوا حولكم بمن تعرفون من نماذج المعددين , تجدون أن أغلب كلامي صحيحاً .

من تناقضات أغلب المعددين , أنهم عند زواجهم الأول يدققون بالسؤال جداً عن المرأة التي يودون الاقتران بها , وبكل التفاصيل الصغيرة
دينها .. أخلاقها .. صديقاتها .. تربيتها .. أخلاق أمها .. أخلاق أبيها .. من هم أرحام عائلتها .. أخوالها .. عباءتها ..
يختبرها ما إذا كانت تحادث رجالاً .. لون بشرتها .. عيونها .. أنفها .. طولها .. وزنها .. مخارج الحروف .......... الخ من القائمة الطويلة
أما عندما يتزوج الثانية , فإنه يتنازل عن كل أو أغلب هذه الشروط , وكأن الأولى فقط هي الزوجة , والثانية .....
لا أعلم ماذا أقول , ربما يكون لشعوره أن الثانية من أجل المتعة فقط , لذلك لا يدقق بالسؤال عنها
ولو قيل له أنها تود محادثتك قبل أن تتقدم لها لتتعرف عليك , لوافق بكل سعادة , ووصفها بالمتفتحة والمتحضرة , فضلاً عن أنه قد يتزوج عن معرفة سابقة بها !
أما الزوجة الأولى لو قيل له عنها أنها تود محادثتك لتتعرف عليك قبل أن تتقدم لها , لرفض بشدة فكرة الإرتباط بها , وربما أتهمها بشرفها وعفتها وأخلاقها !

وهناك نوعيات أخرى من المعددين , يذهب ليتزوج من خارج بلده , ومن بيئة وبيت لا يعلم عنهم أي شيء
ويشتري نعم أقول يشتري بماله صغيرة بالسن أصغر منه بعشرين أو ثلاثين سنة , لا يعلم شيئاً عن تربيتها وأخلاقها
أسره جمالها وصباها وملاحتها , فدفع الأموال الطائلة لأهلها ليوافقوا على بيع إبنتهم له , ثم تسمعه كلمتين بغنج
فيكذب على نفسه المغفل بأنها متيمة به , وأنه فارس حياتها الهمام المنتظر .

غني عن القول , أن أغلب المعددين ينظرون للزوجة الثانية أنها للمتعة فقط .

إخوتي الأفاضل ...
هيهات هيهات أن أحرم ما أحل الله , أقول أحل الله ولا أقول ما فرض الله وأوجب
التعدد حلال وله ضوابطه , ولكنه ليس بفرض , وبسببه في زمننا هذا , غالباً يضيع الأطفال ويتشتتوا ويكونوا عبء على المجتمع , وتتفكك البيوت
أما المحافظة على عمار البيوت وتربية الأبناء تربية صالحة , والاعتناء بهم ليكونوا أفراداً صالحين في المجتمع , فهي فريضة
فهل الأولى فعل السنة على حساب الفريضة ؟!
أليس من الأولى للرجل الاهتمام بفريضة تربية أبنائه , على فعل سنة التعدد , إذا كان يغلب على ظنه ضياع أبنائه وتدهورهم بسبب تعدده ؟
أليس من الأولى للرجل أن يهتم ببيته العامر , بدلاً من يهدمه ليبني بيتاً لشهواته فقط ؟

للأسف أغلب الرجال يتذكر دائما " أنا رجل ... والشرع حلل لي أربع " وينسى تماماً
قوله الله تعالى " وقفوهم إنهم مسئولون "
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم " كل راع مسؤول عن رعيته " أليس أبنائه من رعيته وهو مسؤول عنهم ؟!
بل هم من أولى رعيته , فلماذا يعدد إذا كان يغلب على ظنه أنه سيضيع مسؤوليته تجاههم , وسيحاسب على إهماله لهم ؟!
وللأسف هذا هو الغالب في المجتمع الآن .

عندما أقف هذا الموقف تجاه التعدد , فأنا ارحم الرجل قبل أن أرحم المرأة , لأنه هو من سيحاسب على إهماله تجاه إحدى زوجاته أو تجاه أبنائه
والمظلوم منهم سينهل من حسناته يوم القيامة .

نلاحظ أن أغلب إجابات النساء - إن لم تكن كلها - حول موضوع التعدد متشنجة ويستنكرنه على أنفسهن , وهذا أمر فطري لا احد يستطيع نكرانه عليهن
بل الأحمق هو من يستنكر أمر فطري على البشر !
ولكن البعض منهن يستدركن ويقلن , إذا كان قادراً على العدل الشرعي الصحيح , فسأستسلم للأمر الواقع , وهذا متوافق مع الشرع
فالشرع لم يستنكر على المرأة الغيرة , ولكنه استنكر وحرم الظلم على الرجل وأمره بالعدل .


السؤال العريض ...
كم نسبة الرجال القادرين على التعدد بزمننا هذا بضوابطه الشرعية الصحيحة ؟

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 05-06-2011 الساعة 12:52 AM
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 AM.


images