
الحقوق المشتركة بين الزوجين
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
الحق الأول : غض الطرف عن الهفوات والأخطاء :
وخاصة غير المقصودة منها سواء في الأقوال أو الأفعال ، فعلى كل من الزوج والزوجة أن يتحمل صاحبه ، ويتعلل له بما يحضره من المعاذير ، وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله ، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً بحده فعليه أن يكظم غيظه ولا يرد على الانفعال مباشرة وهذه النصيحة يجب أن تعمل بها المرأة أكثر من الرجل رعاية لحق الزوج ..
وما أجمل قول أبي الدرداء رضي الله عنه لزوجته ( إذا رأيتني غَضِبت فرضني . وإذا رأيتكِ غضبى رضيتكِ ، وإلا لم نصطحب )
الحق الثاني :المشاركة الوجدانية في الأفراح والأحزان في الهموم والمطالب
إن المودة لا تهبط علينا هبوطا ولا تنبع من تحت أرجلنا نبعا ، إننا إن لم نسع إليها ونأخذ بأسبابها الموصلة إليها لم نبلغها ، وان اعظم هذه الأسباب المشاركة الوجدانية والعاطفية التي إن لم يتشبع بها الجو الأسرى فقد المحبة والتعاون وحل محلهما الكراهية والتواكل ،
إن المشاركة في الأفراح تجعلها مضاعفة ، والمواساة في المصائب تكسر حدتها ، والمصيبة إذا عمت خفت. فليتعاون الزوجان في السراء والضراء على جلب السرور ودفع الحزن في قضاء الحاجات وتفريج الكربات .
الحق الثالث :أن ينصح كل منهما قرينه في طاعة الله تعالى وأن يتطاوعا في ذلك :
قال عليه الصلاة والسلام أن من افضل ما يتخذه الإنسان ( زوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ) .. أن التعاون على طاعة الله يتوج التفاهم بين الزوجين ويبلغ به القمة ، وله آثارا عظيمة علي الزوجين وعلى ذريتهما في الحاضر والمستقبل ، فإذا نشأت الذرية على طاعة الله وتعظيم دينه سهل عليهم أمر التكاليف الشرعية حين يبلغون .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلي فإن أبى نضحت في وجهه الماء ).رواه أبو داود
الحق الرابع : حفظ السر .
فلا يذكر أحدهما قرينة بسوء بين الناس ولا يفشي سره ولا يخبر بما يعرفه عنه من العيوب الخفية فهذا واجب على كلا الزوجين ، لكنه في حق المرأة أكد وأقوى لأن الخطر في تساهلها عظيم جدا ، فإفشاء الأسرار الزوجية يهدد بأفظع النتائج الدينية والدنيوية ويدمر الأسرة .
الحق الخامس : المبيت في الفراش .
يجب علي المرأة أن تلبي زوجها كلما أرادها على ذلك وإن لم يكن لديها ميل إليه إلا لعذر مانع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها )
ولم تقتصر الشريعة على مطالبة المرأة بأن تستجيب لزوجها ، بل طالبت الرجل أيضا أن يؤدي إليها حقها ويعفها ويغنيها . وأن لا يغفل عنها أو يتعمد هجرها فهو مأمور بأداء حقها بقدر حاجتها وقدرته .
الحق السادس : تزيين الزوجين .
تزين المرأة لزوجها وكذا الرجل لزوجته ينبغي أن يتخذ منه الزوجان الحظ المناسب ، فعلى المرأة أن تتزين لزوجها ومن حقه عليها أن تفعل ذلك وإن تجاوزت الشطر الأعظم من عمرها ، لأن التزين من أسباب الألفة والمودة والتودد بين الزوجين . لكن لابد أن تحرص أن لا تكون هذه الزينة محرمة ولو أمر بها الزوج جاء في الحديث ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )
كذلك ينبغي للزوج أن يتزين لزوجته بما يناسب رجولته ، كما يحب أن يرى امرأته تزدان له فإنها يعجبها منه ما يعجبه منها ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة 228
والحمد لله رب العالمين ...
تلخيص من كتاب ( عودة الحجاب ) محمد أحمد إسماعيل المقدم
__________________
يا باقيا والكل يفنى يا مجيبا داعيا..ادعوك يا ربي فلا تمنع جواب ندائيَ..
أسأل الله العظيم..رب العرش العظيم..الذي جمعنا في دنيا فانية..
ان يجمعنا ثانية..في جنة قطوفها دانية