"أمك.. أم.. زوجتك؟
•عندما يدخل الرجلُ الحياة الزوجية تتعدد وتتنوّع لديه مصادر العلاقات الاجتماعية؛ فلديه عائلته المكونة من أمه وأبيه وباقي إخوته وأخواته، وتغدو لديه عائلة أخرى مكونة من زوجته وأولاده، وما يلحق بالزوجة من والديها وإخوانها. وللعلم فإنّ أمَّ الزوجة تعد في مقام الأم تشريفاً، وتصبح محرّمة حرمةً أبديةً على هذا الزوج، ووالد الزوجة في مقام الأب كذلك.
•لهذا تأتي مسألة ترتيب الأولويات في فهم العلاقات وطبيعتها وترتيبها في فكر الرجل كحاجة مهمة. والأصح في هذا الترتيب الأولويّ بالنسبة للزوج أن يكون على النحو التالي:
1) الأم. 2) الأب. 3) الزوجة.
أما الزوجة فيكون الترتيب هكذا:
1) الزوج. 2) أمها. 3) أبوها.
•يحصل الخلطُ في فهم الأولويات عند الرجال حين يبدأ بالانحياز والميل الشديد ناحية زوجته وإهمال أمه كأنها لم تكن هي صاحبة البطن والحمل، والحليب، والتربية والحنان.. والعكس صحيح.
•وكم قد رأينا وسمعنا عن أزواجٍ قصّروا في حق أمهاتهم بعد زواجهم؛ وذلك بسبب زوجاتهم.. ووُجِدَ من قد يرفع صوته على أمه، أو يقل في جانب الأدب معها، أو يُرخي أذنه وسمعه فيستمع لدسائس زوجته على أهله فيطيعها ويصدقها فيما تقول بلا تمحيص ولا فهم، وتكون له ردة فعل عنيفة مضادة على أهله.
وهناك من يفعل العكس كذلك؛ فقد يسرّح زوجته؛ بسبب ضغط من أهله بدون اعتبار شرعي لهذا، أو يأتي غاضباً حانقاً متطاولاً عليها لمجرد سماع بعض الأخبار المغرّضة عنها من قِبَلِ أهله.. وهكذا.
•في ظل هذا الوضع يحتاج الرجل لتشغيل وتيرة الذكاء والحكمة في التعامل مع كافة الأطراف؛ حيث ينبغي معرفة أنّ الأم لها تعامل خاص لا يُمكن أن تُعامل الزوجة به أبداً، وللزوجة تعامل خاص لا تُعامل الأم به أبداً؛ بسبب خصوصية العلاقات واختلافها مع كل طرف وآخر.
•أيضاً يجب على الرجل الواعي الفطن أن يفهم طبائع النساء بشكل جيد؛ فلا ينبغي له أن يتدخل في مشاكلهنّ وصداماتهن وأحاديثهن -إن حصلت- إلا في الحالات القصوى التي تستلزم وضع الحدود الفاصلة بشرط استخدام الحكمة والهدوء والتعقّل.. وعليه كذلك حفظ أسرار وعيوب كل طرف فلا يخبر الطرف الآخر بها، ولا يثير غيرة طرف على طرف.. الخ.
•الأمر في العموم يحتاج لتوازن دقيق بين الأطراف، وإعطاء كل ذي حقٍّ حقه، ومحاولة عمل ما يمكن عمله لإرضاء الكل قدر الإمكان.. والله المستعان.
:::
ملاحظة مهمة:
في الغالب تستطيع الأم -عن طريق حدسها وفهمها- معرفة إن كان ابنها سعيداً مع زوجته أو غير سعيد.
التعديل الأخير تم بواسطة البليغ ; 14-11-2012 الساعة 08:58 AM