يريد الثانية .. بحثاً عن البنين الذكور ..
قال : يا صاحبي .. إني أقدّر معزّتي عندك .. وأعرف أنك لا ترد لي طلباً .. وأنك ستُعينني .. قلت أفصح فما تركت لي عذراً ..
قال : أنا أبحث عن زوجة ثانية .. وأرجو منك السعي معي ..
قلت : هذا حقك .. لكن بما أني أحبك .. فإنّي أسألك ما الدافع الذي حرك رغبتك الآن ؟ ..
قال : لقد بلغت عمراً .. وأنا بسعادة مع زوجتي .. ولكن .. ولكن .. لم أرزق منها إلا بالبنات .. وتعرف أن الرجل يحب أن يكون له ولد أكثر من أن يكون له بنت .. فـ .. ( ليس الذكر كالأنثى ) ..
اعتدلت في جلستي .. وقلت : أخي وصاحبي وحبيبي .. إن أردت الإقدام فإني معين لك بعد الله .. وإن أردت نصحي .. فإني لا أقصر معك .. قال : أعطني نصحك ففي الوقت مُتّسع ..
قلت : أيّها الصاحب المبارك والزوج السعيد :
أولاً : اعلم أن الكثير من الأزواج يتمنى أن تكون له السعادة التي تذكر أنّها بينك وبين زوجتك .. فينبغي أن تحافظ عليها .. إذ أن المصالح ينبغي ألا ينتج منها مفاسد ولا أن تغلبها المفاسد ..
ثانياً : اعلم أنّ هذا قدر الله ( يهب لمن يشاء إناثاً ..) .. وقدر الله حاصل من هذا الطريق أو ذاك ..
ثالثاً : لا شكّ أن حصول الولد الذكر نعمة .. ولكن البنات من أكبر النعم .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. من ابتلى من هذه البنات بشيء, فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار ) ..
رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال صلى الله عليه وسلم: ( من عال جاريتين دخلتُ أنا وهو الجنة كهاتين ) ..
رواه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه .
وقال عليه الصلاة والسلام: من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كنَّ حجاباً من النار ) ..
رواه أحمد والبخاري في الأدب من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه
رابعاً : إن التعدد متاح لكنه ليس مطلقاً .. فهو مقيّدٌ بالقدرة على العدل .. إذ أنّ الشرع المطهّر لا يُقرّ الظلم أيّاً كانت صورته .. ولذا قال المولى الحكيم : (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) .. وإن كنتُ لا أعترض على فكرة التعدد .. إلا أنّه في حالتك يحتاج إلى مزيد إعادة نظر وتقييم .. فإنّ الذي حركك هو طلب الولد الذكر .. فهب أنّك تزوّجت ثانية .. وأتت لك بأولاد ذكور .. كيف سيكون تعاملك بين الأولى وبين من أتت لك بما تحبّ ؟! ..
خامساً : إني أوصيك بحسن الظنّ بالله .. وإظهار الفرح بما وهبك الله .. وتفويض أمرك له .. ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً .. )
النساء 19 .
خرج وهو سارح الذهن .. فلا أعلم ماذا يُفكر فيه .. لكنه .. لم يذكر لي الزواج مرة أخرى ........
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....