الرضا والقناعة
نمر بأزمات وابتلاءات فنقول نحن صابرين نبتغي الأجر فهل نحن فعلا صابرين أم نحن صامتين ؟؟؟؟
فرق بين أن تبلع الغصة جبرا وأنت تنخنق فيها وبداخلك سخط العالم كله وبين أن تكون على قناعة تامة بأن ما جرى هو قدر من أقدار الله ولا بد أن يكون الخير في نهاية الأمر وتكون نفسك حزينه لكنها هادئة مرتاحه
ولنا في السلف عبر اخترت لكم منها هاتان القصتان
كان الإمام الشافعي ماشيا
فإذا برجل يسبقه يناجي ربه
ويقول : يارب هل أنت راض عني ؟
فقال الشافعي : يا رجل ،
وهل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك؟
قال الرجل : كيف أرضى عن ربي وأنا أتمنى رضاه ؟
قال : إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة ،، فقد رضيت عن الله .
عندما يغلق الله من دونك بابا تطلبه ،
فلا تجزع و لاتعترض ، فلربما الخيرة في غلقه ،
لكن ثق أن بابا آخر سيفتح لك ينسيك همّـ الأول .
ـ{فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (5) إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً} [سورة الشرح]ـ
ووقتها ستدرك معنى قوله تعالى : يُدَبِّرُ الأَمْر
كان هناك رجل يرعى أمه و زوجته و أولاده ، وكان يعمل خادماً لدى أحدهم ، مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل .. فقال سيده في نفسه :
" لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه " وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه و زاد عليه الدينار .. لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده ..
عن سبب الزيادة ، وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ، فغضب سيده غضباً شديداً وقال :
" سأنقص الدينار الذي زدته. "
و أنقصه .. و لم يتكلم العامل و لم يسأله ..
فاستغرب سيده مِنْ ردة فعله ، فقال له :
زدتك لم تتكلم ، و انقصتك و لم تتكلم .
فقال العامل : عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً .. ولذلك غبت فحين كافأتني بالزيادة ، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ، و حين غبت المرة الثانية ماتت أمي ، و عندما أنقصت الدينار قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .
•• ما أجملها مِنْ أرواح تقنع و ترضى بما وهبها إياه الرحمن ، و تترفع عن نسب ما يأتيها مِنْ زيادة في الرزق أو نقصان إلى الإنسان .
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك و اغننا بفضلك عمن سواك
اللهم آمين يا رب العالمين
__________________