لا ...فائدة ( لحظة وداع )
لعل من أصعب الشكول التعبيرية على النفس ، محاولة المرء ا قتطاع جزءا من أمسه لأجل يومه وغده ، واكترار فترة من ماضيه فى سبيل حاضره ومستقبله ،إن محاولة التغيير فيما حولك من مقدرات يستلزم مقومات خاصة وأسس لا ينبغى الانحراف عن إطارها ، إنها سنن محكومة وخطوات منظومة، وهبك يوما شَغلت بمن حولك عما حولك ، وتراءت لك الأمور واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض ، ثم وجدت المقدرات السالقة تعوقك ، فالمجال حينئذ لابد له من مرونة مدروسة ، وحسابات مسطورة ، والأمر لا يعدو بعد ذلك إلا محاولة واحدة منك ، وتسطع لك شمس الحقيقة فى كبد السماء ،إن النفوس تهفو إلى إلفها ، لا خلاف فى ذلك ، زد عليها عليها أيضا إذا انجلى عن مكنونه كل لأخر ، ولعل أعظم ما صادفنى فى ذلك قول المتبنى : ابن جنى أعلم بشعرى منى . وهذا قول سالف مؤدى إلى نتيجة قد تبدو مفزعة ولكنها لازمة ، فلابد من وداع قد يدمى منه القلب ، ولكن لا خلاف سيندمل ، وتتأذى به العيون من القذى وتصير مقرحة ، ولكن على دروب البرء وما أعظمه وأغلاه من درب ، ولا يسعنى إلا أنا أنشد مما جنى الزمن وأسير على درب ابن زيدون بحترى المغرب ، ولكن ليس اكترار من المتنبى كما فعل ، ولكن من فارس الديوان ، فرحمة الله على حالم مات قتيل الأمانى الطوال.