لم يهمل الاسلام جانباً من جوانب الحياة في بناء الشخصية المتكاملة وقد جعل لكل غريزة نظاماً خاصاً وصيانة معينة، اذ قال الله تعالى "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة...".
جعل الباري متاع وزينة الحياة الدنيا ولكن نظمها ولم يترك للفرد الحرية الكاملة في التصرف كيفما شاء. الانحياز والميل للكبت والحرمان من جهة والافراط والانفلات من جهة ثانية لا يقبله الدين. وعندما نقارن بين الانسان المنفلت في غرائزه والانسان المتزن بحكمة الله نجد فرقاً شاسعاً، فغريزة الجنس كالغرائز الاخرى منظمة ومنضبطة في الاسوياء.
*الجنس: هو علاقة بين ذكر وانثى واحساس يبدأ في أماكن كثيرة اهمها المراكز العصبية (المستقبلات) والتي تتلقى الموجة القادمة. والانسان هو الحيوان الوحيد الذي يمارس الجنس لثلاثة اسباب هي:
1_ المتعة 2_ التكاثر 3_ التواصل.
تحويل الجنس الى معادلة رياضية، سوف يقصره على فعل ميكانيك محض ليس له لون من ألوان الطيف ولكن الحقيقة هي ان الجنس له جميع ألوان الطيف، واجمل ما يطلق عليه من اسماء هو اللقاء الجنسي لا العملية الجنسية لما به من معاني روحية ومشاعر سامية.
كما ان هناك اسباباً كثيرة تجعل إنساناً يقبل عليه وآخر ينفر منه واهمها ما يسمى بـ (شذى الحب) الذي يعمل على تناغم كلاً من العقل والجسم والروح مع بعض وترجمتها ترجمة عضوية وكيميائية وكهربائية.
كما ان هناك غدداً عرقية مسؤولة عن الجنس المطعم بالعاطفة والاحاسيس والمشاعر والتي تسمو به الى اكثر من مجرد عملية ميكانيكية.
*أهم الفوائد الصحية البيولوجية للجنس:
1_ بما ان الجنس نشاط عضلي لذا فأنه يحدث ثورات حرارية تؤدي الى حرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية ويعادل المشي لمسافة 75 ميلاً.
2_ فترات الجماع تسمى بقاتلات الالم البدني.
3_ زيادة هورمون الاستروجين عند النساء وهورمون الذكورة عند الرجال.
4_ يقلل من نسبة الكوليسترول الضار في الجسم.
5_ نظراً لفوائده الصحية لذا فأنه يطيل العمر ويحارب الشيخوخة المبكرة.
*الاسراف في ممارسة الجنس هل هي ظاهرة مضرة أم مفيدة؟
إذا قلنا ان الجنس علاقة مودة وتفاهم وتفاعل بين اطراف متوادة فأنه غير مضر ولكن اذا كان الجنس يقوم بدور مؤطر اجتماعياً وفيه مفهوم السيطرة فأنه يضر بكلا الطرفين. والمطلوب هنا كي يتحول الى فائدة ان يكون الاداء والفعل والحدث متناغماً ويعطي المردود الايجابي من خلال ان يتوازن الشخص مع حسه وطبيعة الطرف الاخر في العلاقة والحقبة الزمنية التي يمر بها.
*كثرة ممارسة الجنس هل تعني العنفوان والذكورة للرجال؟
هذا المصطلح من اكبر المآسي التي يعاني منها المجتمع في ان تُجمع كل القدرات الضخمة لدى الانسان من عقل وابداع وعواطف وقدرة واحساس وتختصر او تختزل العملية الجنسية الى مفهوم بسيط ولكنها أوسع بكثير ومتى ما نظر اليها الانسان هكذا ستزداد القدرة على التعبير ويكون العائد أكثر ايجابية.
*زواج رجل كبير من صغيرة في السن أو كبيرة من صغير السن ما هي اضراره؟
لا يوجد عمر معين ينتهي عنده الجنس، وذلك لأن الجنس يتأثر بالصحة العامة والصحة الهورمونية لذا فأن العمر الزمني لا يؤثر فيه بل الترسبات المرضية هي التي تؤثر فيه، وكمثال بسيط عندما نجبر شخصاً على الاكل وهو لا يشعر بالشهية لتناول الطعام فأنه لا يشعر بأي لذة وعلى العكس فأن الشخص الذي يرغب بتناول الطعام نراه يشعر بلذة كبيرة. لذا نستطيع القول بأنه لا يوجد سن معين مضر أو سن مفيد بالاضافة الى اننا نرى ان نسبة الطلاق بين السن المتقارب كبيرة جداً، لذا يجب ان يكون هناك فارق مناسب في السن، أي ان يكون الزواج بين رجل وامرأة اصغر منه نسبياً لا أن يكون الفارق شاسعاً لأن المعادلة ستكون غير متوازنة وفي احيان كثيرة يتحول الى صفقة لا نستطيع ان نسميها زواجاً.
*فقدان الرغبة الجنسية ومسألة تحول اللقاء الجنسي الى علاقة ميكانيكية مسألة يعاني منها كثير من الازواج والمشكلة هنا ليست مشكلة جنسية بل تتعلق بالمشاعر والاحاسيس فكيف يكون العلاج؟
اللقاء الجنسي هو علاقة يمارس فيها الحب وتطبيقاته وهي ممارسة للحب من قبل كلا الطرفين لأنها البناء والاساس فيها واي تأثير في هذه العلاقة سيؤثر على الحياة الزوجية، أي يساهم كلا الطرفين في انجاحها. وقد اعطى الاسلام تفاصيل دقيقة لأدق امور حياتنا وضرب لنا امثالاً في غاية الروعة. فقد صنع الباري الزهور على هذا الشكل من الجمال ووضع لها أريجاً أو عطراً كرسالة حب من الله أرسلها لنا كي نعتبر ونرى كيف انها تجذب الحشرة لتلقيحها. وهناك امثال وآيات واحاديث كثيرة في الموضوع.
"لا ترتموا على زوجاتكم كالبهائم...".
وقول الرسول (ص): "وضع اللقمة في فم زوجتك حسنة".