ستظل تلك الأشياء الصغيرة تسعدني !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناااااك حيث أنا ...
وبعد فسخ خطبتي ...
أحارب علي تلك الجبهة ... عدواً شرساً
قاسياً ...
ينتظر مني أن أية غفوة ...
لكي ينقض عليّ ...
ويرقص فوق جسدي ... مُعلناً إنتصاره البغيض
إنه شيطان اليأس والقنوط !
لكنه نسي ...
أو لعله يتناسي ...
أن معي أقوي سلاح ...
معي ما لا يستطيع أي عدو مهما بلغت قوته أن يواجهه ...
معي رجائي بربي ... معي حُسن الظن بخالقي !
مع أنني أواجه هذه المحنة وحدي ...
وكم من مثيلاتها واجهتهن أيضاً وحدي !
وكأنما أراد ربي أن أزداد قوة وصلابة !
قد تكون في ظاهرها محن ... ولكنني من زاوية بعيدة أراها منح !
منحة ربي ... لكي أصبر ...
وربما لسبب آخر ...
عندما تكسرنا الشدائد بقسوتها ...
ويأتي بعدها الفرج ...
نذوق لذة النعمة ...
فنكون أكثر الناس معرفة بقيمتها ... والأقدر علي صيانتها بل والإستماتة للمحافظة عليها
ستظل أصغر الأشياء تبهجني ...
مازلت أفرح برؤية الزهور ... ببراءتها ورقتها
مازال قلبي يكاد يرقص ... أمام ابتسامة طفل صغير
منذ يومين ... وبعد أن صليت العشاء بالمسجد القريب من منزلي
جلست أستمع إلي درس ديني
وبينما سرحت بخاطري - رغما عني - فيما حدث مؤخراً
إذا بطفلة صغيرة عمرها حوالي 3 سنوات تقف أمامي ...
تركت جميع من حولي وجاءتني ... وابتسمت لي !
ما أروع براءتها !!!
ابتسمت لها ...
سألتها عن اسمها فأجابتني بكلماتها المتعثرة اللذيذة
قلت لها : " أريد حضناً كبيراً " ....
كنت أعلم أنها ستتركني وتمضي لأمها الجالسة بالقرب منا ... ربما تخاف الصغيرة من الغرباء !
لكنها أعطتني حضناً ما أروعه ...
بكفيها الصغيرين ...
فكنت كمن احتضنته الدنيا وما فيها !!!
ألم أقل لكم ...
ستظل أصغر الأشياء تسعدني !
ابتسامة من ثغر بريء صغير ...
ووردة متفتحة ...
أو نسمات من بخور أخشاب الصندل التي أعشقها ...
فأشعر معها أنني أتنفس ...
أو سماءً في زرقتها أذهب بخيالي إلي دنيا هواءها الفرحة !
أو صفحة ماء هاااادئة ... تبعث في النفس مشاعر الطمأنينة !
من أين تأتيني كل هذه السعادة بتلك الأشياء الصغيرة ؟
إنها من رحمة ربي الكريم ...
ما أرحمك ربنا ...
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ..... اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك
10-12-2006, 06:14 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري