إذا أضيف العصير إلى ماء الصودا والقشدة (الكريمة) لصار لدينا مشروب فوار . . وهو ماكان شعبياً ومألوفاً في الولايات المتحدة منذ قرن من الزمان. إلا أن هذا الأمر قد تغير على أيدي ((روبرت جرين))، فقد كان حاضراً في احتفال كبير في فيلادلفيا عام 1874م. وحدث أنه خلال الحفل نفدت القشدة التي يستعملها مع مشروباته الفوارة فأضاف بدلاً منها ملعقة من آيس كريم الفانيليا ، ففار الخليط وصار له رغوة كثيفة وحقق نجاحاً مفاجئاً.
كان لـ ((سميثون)) بوفيه أطعمة داخل متجره في ((ويسكونسن)) وكان الناس يرتادون المتجر للحصول على طبق منعش من الآيس كريم . وتعرّض. ((سميثون)) في أحد أيام الآحاد عام 1890م إلى مشكلة حيث بدأ الآيس كريم في النفاد، إلا أنه كان يمتلك بعض المؤن الأخرى كالفاكهة والشوكولاتة السائلة وبعض القشدة الكثيفة ، والقليل من الآيس كريم .
ونظراً لقلة الطلبات في يوم الأحد فقد بذل الرجل ما في وسعه في حدود الإمكانيات التي لديه ، فقدم القليل من الآيس كريم الذي زين وجهه بالفاكهة والشوكولاتة السائلة والقشدة المخفوقة .
وأعجب ذلك الرواد وصاروا يتناقلون الفكرة ، وسرعان ما أقبل من يطلب ((آيس كريم الأحد)) في أيام الأسبوع الأخرى .. على الرغم من أن بعضهم لم يكن يحب إطلاق ذلك الاسم على الابتكار الجديد وقد فكر البعض أن استخدام كلمة الأحد – وهو يوم الرب في زعمهم – كان خاطئاً ولذا قام ((سميث صن)) بتغيير الهجاء ووضع حرف (e) بدلاً من حرف (y) في كلمة الأحد لتصبح (Sundae)
يكتنف القصة الحقيقية لابتكار مخروط (قرطاس) الآيس كريم بعض الغموض إلا أن هناك شيئاً واحداً مؤكد ، فقد ابتكر مخروط الآيس كريم عام 1904م أثناء المعرض الدولي بمدينة سانت لويس.
كان لرجلين بالمعرض كشكان متجاوران لتقديم الأطعمة السريعة . . وكان أحدهما يبيع الآيس كريم في أطباق ورقية ، أما الأخر وهو ((إرنست هاموي))فكان يبيع الزلابيا ، وهي حلوى تشبه هجينة الفطير الرقيق وقد نثر عليها السكر .
وكان الجو حاراً في أغسطس وازداد الطلب على المرطبات وحقق بائع الآيس كريم مكاسب طائلة.
وفي أحد الأيام شديدة الحر باع كميات كبيرة من الآيس كريم لدرجة أن الأطباق الورقية نفدت عند الظهر. وكان معنى ذلك أن يغلق كشكه ويفقد مكاسب نصف النهار.
وتقول إحدى الروايات إن جاره ((هاموي)) حاول مساعدته فطى فطيرة دافئة على هيئة قرطاس ثم تركها لتبرد وتتماسك ، ثم قدمها لجاره الذي وضع بداخلها ملعقة آيس كريم.
وتنسب روايات أخرى الفضل في ابتكار القرطاس لبائع آيس كريم ، ويذهب آخرون إلى أن صديقة بائع الآيس كريم هي صاحبة الفضل في ذلك . وأياً ما كانت الرواية فإن رواد المعرض أحبوا تناول المجموعة المكونة من الآيس كريم والقرطاس المقرمش الشهي. وصار الابتكار مألوفاً ومحبباً لدرجة أنه بحلول عام 1920م صار ثلث مبيعات الآيس كريم من النوع المزود بقراطيس.
أوحى صبي صغير كان متردداً في الشراء بفكرة براقة إلى كريستيان نيلسون الذي كان يمتلك متجراً للآيس كريم والحلوى في مدينة ((أونوا))بولاية آيوا . حيث دخل المتجر ذات يوم صبي يقلب في يدية بعض النقود . ثم طلب أولاً قطعة من الشوكولاتة ، ثم غير رأيه ، وطلب شطيرة آيس كريم.
فبدأ نيلسون في قطع شريحة من الآيس كريم تمهيداً لوضعها بين قطعتين من البسكويت الهش . . وفجأة غير الصبي رأيه مرة أخرى وأعرب عن رغبته في قطعة الشوكلاته مرة أخرى . .
وألجمت الواقعة كريستيان نيلسون لبعض الوقت ووجد أنه لا قطعة الشوكولاتة وحدها ولا شطيرة الآيس كريم وحدها ستسعد الصبي تماماً.
ولماذا لا يحصل على الاثنين معاً؟! أي لماذا لا يتم تجميد غلاف من الشوكولاته حول شريحة الآيس كريم ؟ واستغل كريستيان نيلسون كل دقيقة من وقت فراغه في إجراء تجارب على مزيج من الشوكولاته والآيس كريم داخل غرفة خلفيه في متجره.
لقد كانت الفكرة بسيطة للغاية وإن كان تنفيذها يحتاج للمهارة ، ومهما حاول فلم تكن الشوكولاته لتلتصق بالآيس كريم.
وحدث أنه ذكر تلك المشكلة لأحد تجار الحلوى، الذي قال له إن صانعي حلوى الشوكولاتة يستخدمون زبدة الكاكاو لكي تلتصق الشوكولاتة بقطع الحلوى بداخلها . فقام ((نيلسون))بإجراء محاولات جديدة مستخدماً زبدة كاكاو أقل .. وفي وقت متأخر من إحدى ليالي عام 1920م غمس قطعة من الآيس كريم في مزيج من مصهور الشوكولاتة ، فتجمد غطاء من الشوكولاتة فوق قطعة الآيس كريم.
كانت طبقة الشوكولاتة هذه فاتحة نجاح ساحق وأصبح (( كريستيان نيلسون)) رجلاً ثرياً بفضل صبي صغير متردد.