وأنا بينهما . . . - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-2007, 06:04 PM
  #1
أخي في الله
موقوف
 الصورة الرمزية أخي في الله
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 6,299
أخي في الله غير متصل  
القصة الثالثة

طلقها قبل أن يتزوجها




((أرجوك أريد تحديد موعد للطلاق وأرجوك أريده أن يكون قريباً!!)) هذا ما بدأ به حديثه.

هو في الخامسة والأربعين من عمره، ذو مركز اجتماعي جيد، حاصل على شهادة جامعية، مثقف.
طلبت منه الجلوس، وأنا لا أدري بأي طريقة أبدأ معه الحديث، فهو يريد الطلاق وبأي شكل كان.

- لدي خمسة من الأبناء أكبرهم يبلغ التاسعة عشرة من عمره، أعيش حياة هانئة ليس بها مشاكل تُذكر، زوجتي إنسانة طيبة للغاية، تقوم بكل واجباتها معي دون تقصير، لكنني على الرغم من كل هذا لا أستطيع العيش معها . إنني أرغب بالطلاق . أرجوك لا تقومي بتعطيلي فأنا أفضل أن أدخل إلى القاضي دون موعد.

- قلت: كل من يأتي إلى هنا تكون لديه مشكلة ويتمنى لو تحل وليستمر في حياته مع من كان في يوم من الأيام نصيباً له. ولكن عند إحساسه بالعجز أمام مشاكله وعدم تمكنه من حلها يكون مرغماً على اتخاذ قرار الطلاق دون أن تكون لديه أية مشكلة.

-ولكنك كما أرى مصرٌ على الطلاق. فما ذلك الشيء الذي تخفيه!! هل انت من الناس الذين يفضلون الاحتفاظ بأسرارهم ولا يحبون البوح بها ؟ معذرة فإنني احترم رغبتك في الاحتفاظ بأسرارك دون أن يقترب من أعماقك أحد، ولكن لو كان فعلاً ما تقول بأنه ليس لديك أي مشكلة مع زوجتك وفي بيتك، وترغب بالطلاق، فإنني أسألك ما ذنب تلك الزوجة المخلصة التي أحبتك بكل عواطفها وعاشت معك كل هذه السنوات، وأنجبت منك هذا العدد من الأبناء؟ هل جزاؤها بعد هذا العمر أن تكافئها بالطلاق؟ هل هذا هو جزاؤها من وجهة نظرك؟!!

-أجاب: إنها بالفعل لا تستحق هذا. وصدقيني يا أختي بأنني لا أخفي شيئاً، وأنني إنسان ملتزم والحمد لله، وليس لي علاقات أهدم من أجلها حياتي الأسرية.

-سألته صراحة: هل ترغب في الزواج من أخرى؟ إن كان الأمر كذلك فقد أحلّ الله لكَ الثانية، ولكن عليك بالعدل بينهما وألا تظلم الأولى بتطليقها دون أي ذنب منها.

-فأجاب: لا توجد لدي أي نية للزواج من أخرى. وأعلمي أنني سأطلق زوجتي دون علم مني بأي مصير سأواجهه، ولا أدري أين سيكون سكني واستقراري، حيث قررت أن أترك لها وللأبناء البيت حتى لا أظلمها، وسوف أبحث عن مسكن لي في أي مكان، فأنا رجل أستطيع أن أدبر أمري في النهاية ولكنها امرأة عاشت معي عمرها ولم أر منها إلا كل خير.

- قلت : لقد وضعتني عند نقطة محيرة فعلاً، ماذا عساي أن أفسر سبب إصرارك على تطليق زوجتك، وأنت تتكلم عنها بهذا التقدير والاحترام؟.

-فأجاب: حتى آخر لحظة من عمري لن أذكرها إلا بكل خير، فقد عاشت معي أيام حياتي ولم أرى منها إلا كل ما يحب الزوج أن يراه من زوجته.

-فقلت: متى بدأت تفكر بالطلاق، وما الذي جعلك تفكر فيه بعد هذه السنوات وأنت تتحدث عنها هكذا؟

-منذ أن تزوجتها وأنا أفكر بالطلاق، وفي كل مرة أقول لا، فليس لها أي ذنب وهي لم تخطئ يوماً من الأيام، ولكن بعد هذا العمر لا أستطيع الاستمرار معها.

-سألته: هل تحبها؟

-قال: لا أدري، هل أحبها كأختي، أو كأمي، أو كزوجة أو أنني لا أحبها بالمرة؟!!

-طلبت منه أن يحدثني قليلاً عن طفولته، فبدأ بسرد حياته الأولى.

-قال: عشت حياة معذبة، كان أبي منفصلاً عن أمي وبعد طلاقها تزوج كل منهما وكون أسرة تضم أبناء وبنات، وكنت أنا الإنسان المنبوذ بينهما، فعندما أذهب إلى أمي أجدها مشغولة مع زوجها وأبنائها، وكذلك الحال مع أبي وزوجته.

ففضلت أن أعيش عند خالتي التي عاملتني أسوأ معاملة، فقد كانت قاسية عليّ وكانت دائماً تُشعرني بأنني أقل من أبنائها وتسخرني لخدمتها وخدمتهم. لم أشعر يوماً بحنان الأم أو عطف الأب وكنت فعلاً في أمس الحاجة لذلك الحنان الذي افتقدته.

-وعندما تزوجت كنت أتمنى أن أجد الأم قبل الزوجة، أن أجد الحنان بمعناه وبكامله، حنان الأم قبل أن يكون حنان الزوجة، ولكني للأسف لم أجده، نعم فهي زوجة صالحة قامت بكل واجباتها كما أنها ربت أبناءها أفضل تربية ولكن أين موقعي أنا بالنسبة لحرارة عواطفها؟، إنني فعلاً أكبر، وتأخذني السنون ولكنني مازلت أشعر في داخلي بفقداني هذا الشيء، دائماً أشعر بأن هناك شيئاً ينقصني لا أدري ما هو؟

-ولكنني اليوم وعندما أرجع للماضي أوقن أنه الحنان الذي لم أذقه يوماً في حياتي.

-وهنا قلت: زوجتك إنسانة عظيمة ولكنك لم تصارحها يوماً بهذا الشيء.

-فأجاب: إنني لا أرغب في مصارحتها، أريد أن تفهم دون حديث معها بهذا الموضوع.

-فسألته: وما المانع وهي أقرب إنسانة لك، لماذا لم تحاول مصارحتها لعلها تعرف ما يؤلمك، فتكون لكَ أمّاً قبل أن تكون زوجة؟ وأعتقد أنها قادرة على ذلك وهي الزوجة المثالية كما وصفتها.

-فسكت برهة. وعيناه تمتلآن بالحيرة والتساؤل.. وقال: هل تعتقدين أنه بإمكاني الآن وبعد هذه السنوات أن أحدثها عن هذه الأشياء؟ لا، فهذا صعب عليّ جداً.

-قلت حاول لعلك تستطيع، وفكر في أبنائك قبل كل شيء، فأنت ما جئت إلى هنا إلا بسبب معاناتك من طلاق والديك على الرغم من مرور كل هذه السنين الطوال، فلا تكرر المأساة مع أبنائك واحفظهم واحفظ زوجتك وحاول أن تنسى الماضي بكل مافيه، وعش حياتك سعيداً بما وهبك الله من صحة وزوجة صالحة وأبناء صالحين، واحمد الله على أن مشاكلك قد انتهت منذ زمن بعيد وأنك الآن لا تعاني من أي شيء سوى أشباح الماضي، اكشف حزنك وآلامك لزوجتك لعلها تعوضك عنها بكل الحب والخير والحنان.

عند ذلك ذهب ولم أره مرة أخرى ولا أدري هل استطاع نسيان الماضي أم لا؟. . آمل ذلك
قديم 18-03-2007, 05:24 PM
  #2
أخي في الله
موقوف
 الصورة الرمزية أخي في الله
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 6,299
أخي في الله غير متصل  
القصة الرابعة

الولد الخامس




حزينة أنا ، أرى الحياة بلا هدف، ليس لها طعم أو معنى، دموعي لاتفارقني، آمالي كلها تحطمت وانتهت، حتى أعز ما أملك . . أبنائي، لم يعد أحد منهم يشعر بوجودي!!! أهذه هي الحياة؟!! أهذا جزاء من يضحي؟!! عشت معه السنين والأعوام على أمل أن أنال جزاء ما قدمت، أن أحصد ثمار مازرعت، ولكن للأسف لم أجن غير الأسى والحسرة والدموع.


هكذا بدأت حديثها وكلها يأس وحزن، تقول: تزوجته وكنت صغيرة السن وكان هو أملي في الحياة وكان الرحمة المهداة، بعد أن ذقت العذاب من زوجة الأب، عاهدت نفسي منذ اليوم الأول أن أكون له خير الزوجة وأن أجعل من حياتنا جنة ننعم بها جميعاً. وبالفعل هذا ما حدث.

كل ما كان يعذبني بعض طباع زوجي، فهو غيور وأناني بعض الشيء ، يريدني أن أظل بجانبه طيلة اليوم لا يود أن أفارقه أبداً أو أترك البيت لحظة، ومن أجل ذلك تركت عملي وتفرغت له نهائياً وعشت معه على هذا الحال حتى أنجبت منه أربعة أطفال بذلت من أجلهم كل غالٍ ورخيص.

في ليلة لا أنساها تأخر زوجي عن موعد حضوره للبيت فجلست أنتظره قلقة خائفة إلى ساعات الصباح الأول وعندما حضر اعتذر لي بعدد من الأعذار لا أعتقد بأنها أقنعتني، ولكنني مثلت أمامه أنني صدقته، وتكررت سهراته خارج البيت وتكرر تأخره إلى أن جاء ذلك اليوم الذي عرفت فيه بأنه تزوج من أخرى. ذهلت من الصدمة ولم أصدق وكان كل همي أن أعرف سبباً يجعله يفكر بالزواج من أخرى، وأخذت أتساءل ما الذي قصرت فيه؟!! مازلت أهتم بنفسي! ومازلت أهتم بأبنائي ومازلت مهتمة بجميع شؤون بيتي! مازلت محبة ومخلصة! مازلت آراه فتى أحلامي الذي عشت حياتي مضحية من أجله، فسأالته أريد منك تفسيراً لسبب زواجك؟ فأجاب ( لقد شغلك أبناؤك عني ) هذه هي تهمتي!! وهذا هو ذنبي!! وكأن أبنائي ليسوا بأبنائه هو أيضاً.


كان ردي عليه هو الصمت فلم أجب بكلمة واحدة غير دموع غزيرة تحدرت من مقلتيّ. جلست أفكر ما الذي عساني أفعله الآن: هل أطلب الطلاق؟ وأين سأذهب أن وأبنائي، ومن سيتحملني؟ وكيف أترك بيتي ومكان راحتي؟ وبعد تفكير طويل قررت أن أبقى وأصبر على ما قدره الله لي خصوصاً أنني إنسانة مؤمنة، والله سبحانه وتعالى أباح له حق الزواج فلا أستطيع تحريم ما أحله الله.


عشت أيامي راضية وكل ما كنت أطلبه منه شيء واحد هو أن يعدل بيننا ولكنني أعرف زوجي حق المعرفة، فهو يحب نفسه كثيراً، يبحث عن متعته ولايريد أن ينزعج بمشاكل أبنائه. هرب زوجي نهائياً من بيتي إلى بيتها، أصبحت لا أكاد أراه إلا قليلاً، يأتي أحياناً للاطمئنان علينا مرة أو مرتين في الأسبوع. وأحياناً عندما يكون على خلاف معها يأتي ليبيت في بيتي، عشت على هذه الحال لم أشتك ولم أتذمر، ولا أدري كيف وجدت نفسي حاملاً، وكانت زوجته قد أنجبت منه ثلاثة أطفال، ومرت شهور حملي حتى أنجبت منه ابني الخامس، فرحت به كثيراً فقد أخرجني من وحدتي. أحببته حباً كبيراً قد يختلف عن بقية إخوته فكان لي الابن والحبيب والأخ والزوج المفتقد، وفي هذه الأثناء توفي أبي وترك لي أموالاً كثيرة كانت ميراثي منه فأغدقت على لأبنائي كل ما أملك وقد كان نصيب ابني الأصغر نصيب الأسد. كبر إبني وأصبح في سن المراهقة، وكبر أبناء زوجي كذلك، وبدأت المسؤولية تتثاقل عليه، ففكر بالهروب مرة أخرى وهذه المرة لم تكن كسابقتها بل فكر في شراء مزرعة يقضي بها نهاره، وأحياناً ليله، وكان له ما أراد.


اندمج آخر الأبناء مع شلة من الشباب لا أعرف عنها شيئاً ولكن ما كنت ألاحظه أنه بدأ يهمل دراسته، وكثرت ساعات وجوده خارج المنزل حتى أخذ يسهر كثيراً إلى الصباح. في البداية كنت أشتكي لزوجي لينقذ ابني مما هو فيه، وكان يصب غضبه كله علي ويحملني المسؤولية كاملة: أنت السبب، أنت من أضاع هذا الابن. أنت أتلفت أخلاقه كنت كل مرة أحدثه فيها عن ابنه أتمنى منه أن يتصرف بمسؤولية وحكمة، ولكن للأسف ففي كل مرة كان يثور ويغضب ويهرب مني إلى عالمه الخاص إلى مزرعته إلى أن حدثت الكارثة.


في إحدى الليالي تأخر إبني فذهب والده يبحث عنه عند أصدقائه فوجده في منزل أحدهم وقد أسرفوا جميعاً في شرب الخمر، فهاج الأب وماج، وكان أن حضر إلي فوراً ولا أدري ما الذي قاله تلك الليلة ولكن ما اتذكره تماماً أنه طلب مني الحضور إلى هنا ليطلقني وها نحن أمامك الآن نضع نهاية لحياتنا.

سألتها الهدوء، وألا تتدخل أو تقاطعني، ناديت الزوج وأجلسته معنا وطلبت منه العدول عن رأيه ولكنه اعتذر وبرر ذلك بأنه عاش حياته متعباً بين زوجتين وأبنائهما وأنه لم يتوقع يوماً أن يجد ابنه على تلك الحال وأن كل ما حدث له كان بسبب تدليلها له وإخفائها عنه الحقائق وهي الآن تستحق ما يحصل لها فلتعش هي وه وتربيه كما يحلو لها.

قمت بتهدئته قليلاً ثم بدأت معه الحديث مرة أخرى:
هل تعتقد أن الطلاق هو الحل الصحيح؟ إنك بذلك تضيع ابنك نهائياً، أرجوك أن تفكر بطريقة أفضل لحل هذه المشكلة بدلاً من الهرب منها.

إن ابنك أمانة بين يديك سوف يحاسبك الله عليها، وزوجتك أخطأت عندما أخفت عنك تأخره وسهره، ولكنك تعلم أنها امرأة تغلب عليها العاطفة وكان دروك هو أن تتفقد أبناءك كل يوم وكل ليلة، أرجوك فكر جيداً قبل أن تفقد زوجتك أم أبنائك وتعاونا معاً كي تنقذا ابنكما مما أصابه فقد يكون في بداية الطريق وهناك فرصة وأمل كبير في رجوعه إلى جادة الصواب ولكن لاتتركاه يستمر في الإنحراف.

هدأ قليلاً وأخذ يفكر . . ثم قال: أرجوك أعطني موعداً للطلاق فسوف أتدبر الأمر ملياً حتى يتسنى لي اتخاذ القرار. وبالفعل أعطيته موعداً ولم يحضر في الموعد ولا بعده ولا أعلم ماذا حصل بينهما وماذا حدث لإبنهما و هل استطاعا إصلاحه أم ضاع من أيديهما .
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 PM.


images