تتمه
شجاعة سيدة عجوز
تأمل العناية الإلهية في تلك الحادثة.
كان طيارا باكستانيا يقوم بالتدريب على طائرة،
علم أن بها عيب في الاهتزاز ولكنه حين نظر إلى شاشات الفحص وجدها سليمة،
ولكن بعد صعوده بالطائرة إلى أعلى السماء وجدها تهتز بصورة شديدة جدا مما ينذر بانفجارها؛
فاضطر إلى العودة إلى المطار ولكن وقبل هبوط الطائرة بنحو ألفي قدم توقف المحرك تماما عن العمل والذي ينذر بخطر شديد
و جاءه النداء من المطار أن يقفز من الطائرة،
ولكن أجهزة القفز لم تكن تعمل وحاول مع الباب ولكن الباب لم يكن يعمل أيضا وحاول عدة محاولات باءت جميعها بالفشل الذريع
وأخيرا هبطت الطائرة في المزارع التي بجوار المطار وارتطمت بالأشجار فانفصل الجناح الأيمن،
وكذلك الجناح الأيسر ثم ارتطم بشجرة غليظة فانقسمت الطائرة نصفين
(وكان ذلك من فضل الله وعنايته)
حيث انفجر الجزء المنفصل عنه وخلَّف ناراً رهيبة.
وبقي الطيار محبوساً في مقعده إلى أن جاءت امرأة مسنة تجاوزت السبعين من العمر تعمل في الفلاحة وبيدها المنجل الذي تستعمله،
وحينما رأت الطيار حاولت إخراجه ولكنه أمرها بالإسراع بعيدا عن الطائرة حتى لا تنفجر فيها،
ولكنها لم تعره اهتماما وقطعت الأحزمة التي تربطه بالمنجل وأخذته بعيدا عن مكان الطائرة.
لذا نرجو التأمل في أثر العناية الإلهية التي ساقت ذلك المنجل لأن يفك أسر طيار مقيد بأحزمة كرسيه
وتأمل تلك السيدة العجوز التي غامرت بحياتها من أجل إنقاذ ذلك الطيار،
إنها سعة رحمة رب العالمين الذي خلق كل شيء بقدر ووضع لكل شيء أجلا مسمى.
فالعناية الإلهية لا ترى فقط في المواقف الحرجة
بل إن العناية الإلهية تبرز صورها في أشياء كثيرة للمتأمل في قدرة الله سبحانه في تدبيره لأمور عباده كلهم وشئون مخلوقاته كلها في وقت واحد،
سبحان من جلت قدرته، سبحان الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
ومع قصص الشجاعة وأهلها،
علينا أن نحترس من أهل النفاق؛
لأنهم على النقيض من أهل الشجاعة،
إنهم الفريق الآخر الذي يُعادي ويُناهض تأكيد الذات بكل صوره وأشكاله؛
سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو حتى على مستوى الأمم والشعوب،
وذلك لأنهم يتفننون في فت عزم الشجعان من الناس،
ولا مانع من أن يُعلن هؤلاء المنافقون عن عدائهم للمؤكدين لذواتهم من الشرفاء إذا سنحت لهم الفرصة بذلك.
وللحديث بقية