ها أنا ذا مرة أخرى فقد أشغلني أمرك والله
اذا سمحت لي دعينا نتعامل مع المشكلة بمنهج علمي فنحن للأسف عادة في تعاملنا مع المشكلات نخلط ما بين النتائج والاسباب وبين الاعراض والمرض نفسه فنجهد نفسنا في التعامل مع النتائج متجاهلين الاسباب مما يرسخ المشكلة ويسمح لها بالعودة مجددا
أخيتي دعيني اساعدك لترتبي أفكارك قليلا.
في البداية يجب أن تعرفي محددات الموضوع بمعنى أخرى الثوابت (الخطوط الحمراء) والمتغيرات التي يمكن تغييرها مما جاء في سردك للموضوع ثم تتأكدين من صحة تصنيفك لها فلعلك اعتبرت أمرا ثابتا وقيدت نفسك في الحل وهو في الحقيقة متغير من الممكن حتى الغائه بالمرة
الخطوة الثالثة هي اعادة ترتيب هذه العوامل بما يحل المشكلة أو على الاقل يخفف منها
اختي تساعد هذه الطريقة جدا باذن الله في تحليل المشكلة وارجاعها الى عواملها الاساسية دون أية مؤثرات خارجية، والأن نبدأ مستعينين بالله اذا كنت جاهزة:
أولا- الثوابت (الخطوط الحمراء) حسب سردك:
1- اطفاء الشهوة،
ولا أقول اعفاف نفسك بدليل انك ان لم تتزوجي ستخطئي ولم تقولي ان لم أتزوج سأصبر
2- عدم حرمانك من أولادك
ثانيا- المتغيرات ( او مجال التحرك)
1- أنت مرنة جدا في حل مشكلتك وتقبلين بالمسيار او العرفي أو الزواج من أي شخص
2- رضا الله
فانت تضعين احتمال أن تخطئي أهون عليك من ان تحرمي من أولادك
3- موافقة والدك ورضاه على تصرفك
فأنت مستعدة للسفر لتتمكني من الزواج العرفي بدون رضاه
هذه بالمجمل أهم العوامل الاولية للمشكلة
ويبدو واضحا عدم دقتك في ترتيب أهمية هذه العوامل بل لعلي لاأبالغ اذا قلت أن نسبة الخطأ عندك بلغت 100% فلو عكسنا تصنيف العوامل لوجدنا أن جميع الثوابت هي في الواقع متغيرات والعكس بالعكس
-
-
طيب اذا وافقتيني الان نستطيع أن نكمل بعد أعادة ترتيب العوامل :
الثابت الاول هو رضا الله عز وجل
أختي لا تعتبري هذا الثابت نظري وأننا دائما نضعه مجاملة أو تأدبا مع الله بل هو والله الركن الاساس في أي حل أما علمت أن من أرضى الناس (أولادك مثلا) بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط الناس عليه وأنت مستعدة لمعصية الله لتطفئي شهوتك دون ان تغضبي زوجك!!!
وأن من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى الناس عنه
اذا بهذا الثابت استبعدي كل احتمال للمعصية واستعدي لفقد كل من وما تحبين اذا اردت اطفاء شهوتك الا الله سبحانه وتعالى وهكذا يصبح خيار الزواج ولو ترتب عليه ظنك - وهو خاطئ- انك ستحرمين من أولادك هو الانسب.
الثابت الثاني وهو المرونة وهذه ميزة جيدة ولكن بعد تهذيبها وتوجيهها بشكل سليم فكوني مرنة في تحديد مواصفات الزوج وطلباتك للزواج فليس بالضرورة أن يكون عمر بن الخطاب مثلا ولا يكون بغنى قارون
أقصد زوج مناسب يمشي الحال.
الثابت الثالث وهو موافقة الوالد حفظه اللهو وهو شيئ أساسي لس لكونه من شروط العقد فقط ولكن لانك بمخالفتك أياه - ان لم يكن متعسفا- ستجلبين له العار فتخيلي شكله بين جماعتكم عندما يشيع خبر هروبك لبلد اخر للزواج العرفي او من يشاهدك تخرجين من بيت رجل غريب
وكما تعلمين اختي ان رضا الله من رضا الوالدين.
جميع ما سبق لا يمكنك تغييره أو التصرف به أما المتغيرات فنحن لن نلغيها و لكن سنعطيها حجمها الطبيعي.
المتغير الاول وهو اطفاء الشهوة
اخيتي عادة يكون الرجال أكثر شهوة من النساء -وهذا لا يمنع وجود حالات تخالف هذه القاعدة- لهذا تجدي أن الرجال هم من يشتروا والنساء هن من يبعن في تجارة الجنس، لذل فنحن معشر الرجال أقدر على الاحساس بمشكلتك مع الشهوة، فلو أن كل من اشتهى ولم يقدر على الزواج عصى الله لم يبقى على الارض عفيف!
ولكن اخيتي هناك دين نتعبد الله به يهذب اخلاقنا ويحدد لنا -بصرامة أحيانا- ما يجوز فعله وما لا يجوز ورتب على هذا جزاء المتقين للملتزم ونار السعير للعاصي. وهذا ما يردعنا نحن معشر الرجال وممشين حالنا بين صوم وانشغال في أمور أخرى وأنا هنا أنصحك بأن تنضمي لاحدى حلقات التحفيظ ففيها الخير الكثير وفيها ما يشغلك عن التفكير
المتعير الثاتي وهو حرمانك من أولادك
أخيتي ابنك الاكبر الله يحفظه عمره 15 سنة أي بسن المراهقة واذا كنت تحبينه فعلا فتخيلي ماذا سيكون تأثير سمعة أن أمه -لا قدر الله- زانية أو أنها هربت مع رجل لتتزوجه عليه بين أقرانه ؟؟؟؟
أنت بهذا تلبسينه طوق عار لن ينزعه حتى يموت وبناتك من سيتزوج من بنت زانية أو من بنت هاربة هل نسيت ان البنت على أمها وأن من أراد الزواج أول من يسأل عنه هو أم البنت، فهل أنت مستعدة أن تحطمي أولادك لأكثر من جيل كي لا تنحرمي منهم الان ؟؟؟؟ فكري فيها مرة ثانية واحسبيها صح
المسألة الاخيرة أختي ما أشرت اليه في ردي السابق من أنك لم تتيقني بعد من أن زوجك السابق سيحرمك من أبنائك وان فعل فهناك محاكم تفصل في الامر وتلزمه بذلك
وعليه في أسوأ الاحوال يكون الاختيار بين أن تلجأي للمحكمة لتحصلي على حق الرؤية -بعد زواجك-
أو الزنا
أظن أن المعادلة أصبحت سهلة الأن فتوكلي على الله وتزوجي لتعفي نفسك
أسف على الاطالة ولعل هذا أطول رد كتبته وسأكتبه
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب