أختي الكريمة كل سؤال من أسئلتك إجابته موضوع طويل بحد ذاته ،،، لكن ستكون إجابتي طويلة جدا

لكنني أعتبرها مختصرة ،،، واعتبريها أبوابا ورؤوس أقلام لتنطلقي نحو الوصول الى أهدافك .


بالنسبة للسؤال الأول وهو


أن تصلي الى الرقي وتجعلي من زوجك إنسان راقي ؟؟؟

أرى أن السؤال عام ،،، ولم توضحي معنى الرقي الذي تقصدينه فقد يكون الرقي في المظهر والملبس ،،،

وقد يكون الرقي في التعامل مع الناس ،،، وقد يكون الرقي في التفكير ،،، وقد يكون الرقي في الثقافة ،،،

وقد يكون الرقي في التدين من خلال الالتزام بالدين .


لكن سأعتبر أن مقصودك هو الرقي في التفكير والتعامل مع الناس وسأجيب بناء على ذلك .


بالنسبة اليك أنتي فابدأي بملاحظة كل ما حولك من أمور في هذه الدنيا ،،، فمثلا أي شيء حواليك تصورين

وكيف تم صنعه وماذا استخدموا في ذلك ؟؟؟ انظري الى قدرات الله سبحانه حولك وقدرته على خلق

السموات والأرض ،،، وانظري الى اختراعات العلماء كالمصباح الكهربائي وابحثي في الكتب كيف اخترعوها .

اقرأي القرآن الكريم بكثرة واستمعي له بكثرة من المقرئين الجيدين لتتحسن لغتك وطريقة مخاطبتك للناس

وفهمك لكل حديث يدور حولك .


كوني إنسانة تحليلية ،،، فاذا قرأتي كتابا أو مطوية أو نشرة أو خبرا فانظري كيف تمت صياغتها وأعيدي

قراءتها أكثر من مرة وخاطبي نفسك ماذا يقصد كاتب هذا الكلام وما هو هدفه وما هي رسالته التي يريد

توصيلها للناس .

ابحثي عن أي فن أو علم تحسين أن قرائة الكتب فيه تفيدك وتمتعك واقرأي الكتب فيها كثيرا ،،، وحاولي أن

تكتبي أنتي بنفسك بعض الموضوعات الصغيرة ،،، ثم بعد ذلك في كل فترة أعيدي قراءة ما كتبتيه أنتي

وأعيدي صياغته مرة أخرى بتعديله وما ترينه مناسبا أكثر من ذي قبل . وحينما تكتبين موضوعا أو ردا في

منتدى فقبل اعتماده أعيدي قرائته مرة أخرى وعدلي ما ترينه يحتاج الى تعديل .

اذا قرأتي كلاما فحاولي إعادة صياغته بأسلوبك أنتي بينك وبين نفسك .

حينما يتحدث الناس حولك كوني مستمعة جيدة لهم وتعرفي على طريقتهم في الحديث واختاري من ترين

أسلوبهم راقيا واسألي نفسك كيف كانت كلماتهم جذابة وراقية أكثر من غيرهم .

كوني جريئة في الحديث مع الناس ولا تهتمي بنظرتهم بعد ذلك فكل من يتحدث بثقة وجرأة قد بدأ من

الصفر وقد يكون تعرض لمواقف ساعدته في النضوج أكثر من ذي قبل ..

اقرأي كل ما تجدينه حولك مكتوبا هنا وهناك وان لم تفهمي فاقرأي بصوت عال وغيري نبرة صوتك وتوقفي

عند ما يستدعي التوقف مثل وجود نقطة أو فاصلة ، ثم أكملي ... وهذا يحسن في طريقتك في الحديث .

أما بالنسبة الى زوجك فأعيدي كتابة ما كتبته هنا بصياغتك أنتي وفهمك لما ذكرته واطبعيه في ورقه

وأهديها لزوجك ،،، ولكن غيري من الضمائر من أنتي الى أنت.




الآن نأتي الى السؤال الثاني وهو التصرف عند الأمور التي لا تعجبك ،،،

تأكدي من أن التصرف الذي أمامك خاطيء أولا ،،، ثم بعد ذلك تأكدي قبل أن تقولين أي كلام من أنه صحيح

،،، فإن كنتي جازمة بصحة ما تودين قوله فقوليه ،،، لكن اختاري الألفاظ الهادئة المتزنة والرقيقة التي تجعل

الشخص أمامك يتقبله بصدر رحب ولا يغضب ،،، فمثلا امتدحي الشخص المخطيء في تصرفات أخرى

وابتسمي في وجهه وقولي لكن ألا ترى أن ما تفعله هذا محرم أو عيب أو غير محبب .... الخ واقرأي في

الكتب التي تتحدث عن النصيحة وأسلوبها المناسب.




بالنسبة الى الملل فهو يحتاج الى تعويد النفس في المقام الأول .

فقبل أن تبدأي في عمل ما اختاري له الوقت المناسب وحددي وقتا بدء ووقت نهاية وأعطي نفسك وقتا

أكبر مما تتوقعيه لانجاز المهمة ،،، وحينما تبدأين في العمل كوني مصرة على إنهائه بالطريقة التي كنتي

تودين انهائه بها ،،، ولأضرب لك مثالا على ذلك ،،، فقبل بداية كتابة ردي هذا كنت أعلم أنه سيكون طويلا

،،، لكنني حددت الوقت وأصررت أن أكمله بما أردت أن أقوله على الرغم من أنني بدأت أمل الكتابة .

أيضا اختاري المكان الهاديء والجو المناسب فلا يكون حارا أو باردا أو أن هناك إزعاج هنا وهناك .

كلما عودتي نفسك على إكمال أي مشروع ستجدين الأمور بعد ذلك أسهل من ذي قبل .


المبدعون فقط هم من يحاول ويحاول ويحاول ويحاول ويحاول دون يأس مهما تعثروا يعيدوا الكرة كرات

ويغيرون أساليبهم وطرقهم ،،، فهل تعتقدين أن العلماء الذين أضاءوا الدنيا باختراعاتهم فكروا مرة واحدة ثم

خرج اختراعهم أمام الناس ،،، لا بل حاولوا مرات وكرات وتكبدوا المشاق حتى وصلوا والملل هو الذي يقضي

على كل شيء من ذلك الابداع .


ألا تعتبرين من النملة التي تحاول أن تصعد الجدار واذا وصلت الى آخره أعادت المحاولة مرة ومرة ومرة حتى


تصل الى النهايه ،،، هذا ما فعله سيبويه فقد كان ينظر اليه بأنه غبي لا يفهم في قواعد النحو وكان فاشلا

،،، لكنه رأى هذه النملة كيف تحاول مرة بعد مرة فاقتنع بأن اليأس سبب الفشل وأنه لا يأس مع المحاولة .

وحتى لو تكرر الفشل فادرسي أسبابه بعناية وغيري من خطتك في أي عمل أو مشروع ،،، ويمكنك

استشارة من حولك للوصول الى ما تبتغينه .

الآن ابدأي بردي هذا وأعيدي قرائته مرات واسألي نفسك ماهي رسالة أبو فيصل من كل هذا الرد !!!؟؟؟

حاولي أن تحلليها ،،، لكن انظري الى الجوانب التي تفيدك وتقنعك فيها ،،، هناك جوانب قد لا تفهميها

أعيدي قرائتها ،،، وخاطبي نفسك وقولي قد أكون فهمته خطأ أو قد يكون لم يعرف أن يوصل ما يريد قوله

بطريقة سهلة وسلسه فلو أنه قال كذا لكفى وستصل رسالته ،،، واجعلي طريقتك هذه دائما .

أتمنى لك التوفيق ،،، وأخبرك بأن التغير لن يحدث في يوم أو يومين أو حتى شهر بل يحتاج الى المزيد من

الوقت ولن تلحظينه أنتي لكن سيلحظه الناس من حولك فقط .