جون والإيدز قصة من الواقع - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2007, 01:01 AM
  #2
الحـــــــــــزينه**
عضو مميز و مثالي
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 957
الحـــــــــــزينه** غير متصل  
ومع نهاية الأسبوع الأول من ثبوت التشخيص بدأت عليه حرارة خفيفة، بشكل مستمر فأعيد تصوير صدره كما أخذت له عينة من النخاع الشوكي وخزعة لفحصها وبعدها أصبح يُعاني من صعوبة في التنفس، وبدأ لونه يميل إلى الزرقة، لذا رُكَّب له الأوكسجين لمساعدته، وبدأ الوهن يزداد في جسمه، واصبح يعاني من صعوبة في البلع، وشعور بالحاجة للتقيؤ وعدم قدرة على الكلام دون سعال، ومع أن الأطباء والممرضات كانوا يُهونون عليه، إلا أن عُسر الازدراد، والسعال كانا بازدياد شيئاً فشيئاً، فأعطي علاجاً خاصاً بالتهاب الصدر الحاد، كما أعطي باراسيتامول للتخلص من الصداع، الذي أصابه بعد أخذ عينة من النخاع الشوكي.

كانت شكواه من الشعور بالتقيؤ مستمرة، وقد تقيأ عدة مرات، من جراء علاج التهاب الرئتين، الذي كان يتناوله بواسطة الفم، فتم تحويله إلى الوريد مع بعض السوائل التي كانت تعطى له باستمرار، مع المراقبة الحثيثة لاكتشاف أية بداية لالتهاب انتهازي، ومع هذا، أصيب بالطفيل الذي يسبب التهاب الرئة الحاد(Pneumocysit carinii) ومع نهاية الأسبوع الثاني قل شعوره بالتقيؤ كما أصبح التنفس عنده أسهل، ورغم استمرار السعال الجاف، إلا أن حرارته كانت 38م، وفي اليوم التالي، بدأ يشكو من الإمساك فأعطى علاجاً لذلك، ثم بدأ يشكو في اليوم الثالث من صداع شديد عند الوقوف، أما عند الاضطجاع فيزول كلياً، واستمرت حرارته 38م، وصاحب ذلك احمرار على خديه وحاجبه الأيمن وكان سرعة تنفسه قد ازدادت فا‘طي سوائل أكثر، وتراجعت كريات الدم البيضاء إلى (3500).

في نهاية الأسبوع الثالث، أصبح يتقيأ بعد تناول الحليب والشوكولاته، وبدأ يشكو من الإمساك، فأعطي تحاميل ملينة، لكن أثرها كان خفيفاً، فأستأذن أن يأخذ نوعاً آخر من الملين، كان يستعمله في السابق، كما أعطي علاجاً خاصاً للفطريات (نيستاتين) أربع مرات يومياً بعد الأكل، كما أعطي بخاخاً للتنفس (فنتولين) أربع مرات كذلك، وبقي (جون) طريح الفراش طوال يومه، وأخذ الوهن منه كل مأخذ، كما غطى الطفح الجلدي الوجه والجبهة، كما كان التبول قليلاً، ولذا وضع تحت المراقبة، وزيدت له السوائل اللازمة بدقة، وعند الاستحمام الخفيف الذي رُتّب له، وجدت عدة مناطق متحجرة، وغير مؤلمة على مقعدته، عللها الطبيب المعالج بأنها ناتجة عن كثرة النوع والإضطجاع وفي اليوم الثاني بدأ يشعر بصعوبة في التنفس، لذلك أعيد له الأكسجين (35%) كان يحتاج للأكسجين كل وقته، وكان سعاله مستمراً دون تحسن حتى أصبح تنفسه طبيعياً وبعد معاينة الصور الشعاعية التي أخذت لصدره تبين وجود التهابات في الرئتين دون معرفة سبب ذلك، كانت حرارته (38مْ) وعدد كريات الدم البيضاء(2600)، ورغم أنه لا يتناول إلا الطعام الخفيف، إلا أنه استمر في الشكوى من عسر الازدراد.

كان أقاربه قلقين عليه عند زيارتهم له هذه المرة، وقابلوا الطبيب المعالج، وفي الأسبوع الرابع صورت معدته شعاعياً فوجدت طبيعية، فأعتقد الطبيب أن سبب عسر الابتلاع ناتج عن الالتهاب الذي تحدثه جرثومة الكانديديا في الحلق، كانت إبرة المغذي (الجلوكوز) قد تحركت قليلاً فأزالها الطبيب وأعطاه (Nystatin) على شكل سائل مع فلواوكساسلين، كل ست ساعات بواسطة الوريد، كما أعطي (1000) ملغم من (Pentamadine)، بالعضل مرتين يومياً، للقضاء على التهاب الرئتين، وكان لهذا العلاج الأخير مضاعفات جانبية عليه، منها الهبوط المفاجئ في الضغط، ودقات القلب فوضع تحت المراقبة المركزة إذ كان يقاس ضغطه ونبضه كل ربع ساعة لمدة ساعة، ثم كل نصف ساعة، وقد اشتد عليه السرطان، فأعطي (258) ملغم اتوبوسايدز (Etoposides) يومياً ثلاثة أيام.

وفي الليل حصلت له صعوبة شديدة في التنفس، فوضع له الأكسجين، وفتحت النوافذ والأبواب، واستدعي الطيب على عجل، وكان يختنق، ولما وصل الطبيب زاد الأكسجين في الغرفة، وأمر به أن يبقى باستمرار، وفي اليوم التالي كان (جون) يبدو أقل اختناقاً وزرقة ما كان عليه، رغم ازدياد السعال الجاف، وقد عزلت بكتيريا من البلغم الذي كان يخرج منه، ونتيجة للإيدز وبعض علاجات السرطان (Cytotoxic Drugs) فقد ازدادت درجة نقصان المناعة عنده، فكثفت المراقبة، وازدادت احتياطات الممرضات قبل وبعد الخروج من عنده، كلبس القفازات والكمامات والملابس الخاصة، وحتى لا يحصل أي التهاب، فقد كان يقدم له الطعام والشراب ساخناً لضمان خلوه من الجراثيم، كما منعت عنه الأطعمة غبر المطبوخة كالجبنة وغيرها، كما كانت المنطقة التي سيأخذ بها الحقنة تنظف جيداً باستعمال (2%) بنتا دين، وتغطى بقطعة شاش معقمة لمدة (15) دقيقة، وفي صباح اليوم الثاني، كان (جون) لازال منهكاً، إلا أنه أحسن من الليلة الماضية، وكان دمه يفحص كاملاً، بمعدل مرتين في الأسبوع، وكانت الكرات البيضاء تهبط تدريجياً، فقد كانت 1400خلية /مليمتر مكعب من الدم.

ومع نهاية الشهر الأول تحسن (جون) نتيجة الاستعمال المستمر لعلاج الفطريات، وقد حُول للمعالجة الحكمية، لممارسة تمارين خاصة بالصدر، وكان لها آثار جيدة، وأمر الطبيب بإحضاره حالما ترتفع درجة حرارته لزراعة دمه، ونتيجة لتحسنه، أزيل الأوكسجين، ولكنه بعد سويعات بدأ بالأختناق، والميل إلى الزرقة، فأعيد له الأكسجين كما كان، وأعطاه الطبيب (500) ملغم من المضاد الحيوي فانكومايسين (Vancomycin) مع واحد غرام نيومايسين (Neomycin) بواسطة الفم كل ست ساعات، وفي اليوم التالي، أصبح جون لا يستطيع التنفس، مع الشكوى من حدوث تقلصات عضلية في صدره ومقعدته، وكتفيه، ورغم ذلك أصر الطبيب على مواصلة علاجه بنفس الحقن، وسرعان ما تخلص من الانقباضات العضلية، وأصبح التنفس أسهل من ذي قبل، علل الأطباء ذلك أنه كان نتيجة لعلاج السرطان، ونتيجة للحقن الخاصة بالتهاب الرئتين، ومع هذا التحسن، كان عدد كريات الدم البيضاء في اليوم التالي (1300)، والهيموجلوبين (3، 10) وقد استمر هذا التحسن طوال أسبوع، وانعكس إيجابياً على صحته بشكل عام، وعلى البقع السرطانية بشكل خاص، وكذل على صدره والبلغم الذي نقص كثيراً.

وبشكل مفاجئ أصيب جون بانتكاس حاد، ففي الأسبوع الأول من الشهر الثاني لمعالجته، بدأت تظهر عليه علامات غريبة، فقد بح صوته، ورافق ذلك شرود في ذهنه، ولا مبالاة مع تجاهل للكثير من الأسئلة، وأصبح يتمتم وشكله أقرب ما يكون للمخمور، ثم دخل في شبه غيبوبة، وقد تبين أن سبب هذا هو هبوط شديد في سكر الدم، فأعطى (50) مللتر من محلول سكري، في الوريد وزادت الرقابة على البول والحرارة والنبض والتنفس، وفي صباح اليوم التالي كان يتصرف بغرابة أكثر، وأصيب ثانية بنقص شديد في سكر الدم، فأعطي في الحال محلول سكري لمعادلة ذلك، وتبين أن سببه هو علاج بنتاميدين (Pentamadine) فأوقف فوراً، وكذلك المضادات الحيوية التي كان يأخذها، وأعطى بدلاً منها، غراماً واحداً سفتازادين (Ceftazadine) مع (80) ملغم من جنتامايسين (Gentamicin) كل ثماني ساعات في العضل.

وفي نهاية الأسبوع الأول من الشهر الثاني، أصيب (جون) بحساسية عامة في جميع أجزاء جسمه، ثم تبعها ارتفاع الحرارة (39ْم) ثم زيادة في البلغم، مع تغيير في اللون (أخضر)، وكانت كريات الدم البيضاء (780) فقط، أما الهيموجلوبين فقد كان (2، 8)غرام، وفي الأيام القليلة التي تبعت ذلك كانت الحرارة تتحسن قليلاً علماً أنه أعطي ثلاث وحدات من الدم، وكان تحت المراقبة الحثيثة وفي نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الثاني، كان الهيموجلوبين (6، 9)، وكريات الدم البيضاء (1200)، وكانت حالته ما بين مد وجزر ولما كانت له رغبة في أن يحتفل بعيد ميلاده برفقة أصحابه، فقد سمح له الطبيب بمغادرة المستشفى، شريطة أن يعتني به زملاؤه عناية فائقة، ورغم الكميات الكبيرة من العلاجات الفعالة، والمراقبة الحثيثة المستمرة، إلا أن الانتانات الانتهازية كانت له بالمرصاد، فبعد أن أحتفل بعيد ميلاده الرابع والثلاثين، كان الموت الأسود بإنتظاره، فمات مزرقاً مختنقاً نتيجة التهاب الرئة الحاد لتطوى صفحة من صفحات العذاب التي عاشها (جون).

وبعد..

هذا الشاب في عنفوان قوته، في العقد الثالث من عمره، في زهرة شبابه.. الأصل أن لا يعرف المرض في هذا السن.. إلا أن الشذوذ قلب حياته رأساً على عقب.. فتارة يزرق ويكاد يختنق، وأخرى لا يستطيع الازدراد.. أو يصاب بسعال جاف وحاد.. ثم حمى وإلتهابات صدرية أو معوية متكررة، يأتيه الألم من كل جانب وما هو بميت .
__________________

تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجـر

فكـم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري

وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبـر

وكـم من عروس زينوها لعرسـها وقد قبضت أرواحهم ليلـة القـدر

وكـم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

فمــن عـاش ألفـا وألفيـن إنـه لابـد من يـوم يسـير إلى القبر


الله ارزقنى الذريه الصالحه وكل محروم ولجميع المحرومين يارب .
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 PM.


images