الصنف الرابع
نســــــــــــ يتلاعبن بالعواطف ـــــــــــــــاء (1)
ينقسم هذا الصنف إلى قسمين: الأول هو تلاعب المرأة بالعواطف عند الحاجة، والثاني التلاعب بالعواطف بشكل مستمر دون مبرر
ومثال القسم الأول: أنني كنت بين ثلاث أخوات نتحدث عن العلاقة التي يفرضها الرجل على المرأة وطريقة تعاملها معه، فقالت إحدى الأخوات (متزوجة منذ ثمان سنوات) أنا أحيانا ألجأ إلى اللعب بعواطف زوجي.. سألناها كيف؟ قالت: يحدث أحيانا أن زوجي لا ينتبه لكثير من الأمور وحين أتحدث إليه في مواضيع تهمني لا يعطيني اهتماما كبيرا وقد يقول نعم نعم دون أن يفهم الموضوع، عندها ألجأ إلى استثارة عواطفه فأقول مثلا أنا لست كأي من النساء أنا سيئة الحظ أنت تعاملني بلا مبالاة.. وهكذا مما يجعله يغضب أحيانا وأحيانا يشعر بأنه ظلمني وأحيانا يشعر بنقصه وأنه غير قادر على إسعادي وأتلذذ أنا بذلك لأن النتيجة هي أنه يهتم بي كثيرا وبمشاعر فترة لا بأس بها من الزمن، فإذا فتر اهتمامه هذا لجأت إلى إثارة عواطفه بشكل مختلف وهكذا..
وحينما قلنا لها إن هذا خطأ قالت بأن الخبرة تعلم المرأة الكثير..
هنا أقول إن المرأة التي تلجأ إلى هذه الطرق الغير سليمة أحيانا والتي قد تصل بها إلى النتائج المطلوبة قد لا يحملها الزوجان محملا سيئا ربما حملاه على أنه نوع من الدلال المحبب.. هذا طبعا يتوقف على أسلوب الطرح.. لهذا أرجو من السيدة التي تحب استعمال هذا التلاعب الرفق بزوجها وحمل هذا الأسلوب على محمل المزاح والمداعبة لا محمل الانتقاد والتذمر..
الصنف الرابع
نســــــــــــ يتلاعبن بالعواطف ـــــــــــــــاء(2)
القسم الثاني: هذا القسم مرضي، أو ربما هو نتيجة تراكمات داخل عقلية الزوجة وقلبها، ليست هي المسؤولة عنه دائما، لكنها تستطيع كبحه بإرادتها وحسن ظنها، فالثقة وحسن الظن هو شيء مهم جدا في أخلاق السيدة الحكيمة الصالحة..
مثل هذا التحول المرضي للتعامل مع العواطف بين الزوجين يكون منشؤه في الغالب كما أسلفت نوع من التراكمات النفسية أحيانا والعقلية أحيانا أخرى، فمن أمثلة التراكمات النفسية:
إغفال الزوج الاهتمام بالجانب العاطفي لدى المرأة خصوصا بالكلمات، لأن المرأة كما يقال تحب بأذنها، كذلك إغفال الزوج المديح لصنيع زوجته سواء في البيت أو إعداد المائدة أو تربية الأولاد، مثل هذا التراكم النفسي يجعل الزوجة (ليس الكل طبعا) تدخل عالما مختلفا من الشعور بالقهر والظلم وأن كل ما تفعله لا تشكر عليه.. فتتلاعب بعواطف زوجها وتجعله دائما يحس بالقلق تجاهها وأنها من الممكن أن تقول مالا تشعر به أو تكذب عليه وربما جعلته يحس بالارتباك أو النقص في أنه قادر على إرضائها أو التعامل مع الأولاد أو القدرة على القوامة الشرعية، حين تبدأ الزوجة بالتذمر وجعل زوجها يحس بالإحباط وربما وصل به الحال إلى الاكتئاب خصوصاً إذا كانت الزوجة من النوع قوي التأثير.
ومن التراكمات العقلية، كثرة استماع المرأة لأحاديث الآخرين، خصوصا من النساء اللواتي لا يملكن العقل الراجح أو التصرف السليم، ومثل هذه النصائح السيئة التي تقدمها النساء لبعضهن قد تحدث نتيجة سلبية فورية على حياة المرأة، وهذا يجعلها تسيء التصرف ويجدها الزوج كل يوم امرأة مختلفة تكيل له من الاتهامات ما شاء الله لها ذلك..
المطلوب هنا من المرأة كيلا تصل إلى هذا النوع من المرض (إذا صح التعبير) أن تحتسب كل ما تفعله من أجل بيتها وزوجها عند الله تعالى ولا تنتظر أن يمتدحها زوجها في كل مرة، لأن الرجل قد تشغله الشواغل عن مثل هذه الأمور، ويجب عليها أيضا تحكيم عقلها قبل أن تنفذ نصائح لا تصلها من مختصين في الإرشاد التعاملي والنفسي، ليس إلا نساء اعتقدن أن طول فترة الزواج واستمرارها سواء بشكل جيد أو عصابي أو لا مبالي أن هذا يشكل خبرة وطول باع في معالجة المشاكل، فهذا غير صحيح؛ فليس هذا من الخبرة في شيء، هناك تحكيم العقل، وحسن المعاشرة، وحسن التقدير للأمور، فلا تأخذ نصائح ممن لا يعرف أصلا إصلاح نفسه وداخله..
نســـــــــــــ يكابرن في المشاعر ـــــــــــــاء (1)
من المعروف أن المرأة أكثر عاطفية من الرجل، وهي تعبر عن مشاعرها بعفوية كبيرة بعكس الرجل الذي لا يعبر عن مشاعره إلا إذا قاس الوسط العام الذي سيترك مشاعره تسبح داخله، فالمرأة غالبا لا تبالي بهذا الوسط، والمهم هو تعبيرها عن مشاعرها بالكلام أو الأفعال أو النظرات.. الخ
لكن إذا خالفت المرأة هذه الطبيعة العفوية وأصبحت تترفع عن هذا التعبير الطبيعي الذي يلائم أنوثتها، فإنها بذلك تخسر أجمل جانب من جمالها..
قالت لي إحدى الزميلات إن زوجها يحب أن يسمع منها كلمات الحب، فقلت لها ولماذا لا تقولينها له؟ قالت بكل غرابة: كيف تريدين مني أن أنزل بنفسي وأقول له مثل هذا الكلام التافه؟! كلام فارغ لا ينفع. قلت لها ألا تشعرين نحوه بالحب؟ قالت: بلى، وأحب أن يقول هو كلمات الحب ولست أنا، أنا أستصغر نفسي وأحتقرها إذا قلت له ذلك، أكتفي بقول (وأنا أيضاً) إذا قال أي كلمة شوق أو حب..
طبعا تتحول المرأة أحيانا إلى كائن عجيب يفكر بطريقة أكثر عجبا في هذه الحالة، لأنها تفكر أحيانا بأنانية، أو بكبرياء لا أساس له، ليس هو من الكبرياء في الواقع.
سمعت إحداهن تقول: الرجل لا يحب المرأة التي تعبر له عن إعجابها لأنها بذلك تجعله يفخر بنفسه فيكبر هو وتصغر هي..
أحتار لهذه المعادلة العجيبة التي تحاول بعض السيدات تطبيقها على حياتها ومشاعرها، لماذا تكابر وعلى أي أساس؟ ما معنى أن تتعذب يوميا تتوق إلى كلمة ود وحنان من زوجها، ولا تبادر هي، لماذا تظن انها دائما بحاجة إلى مثل هذه الكلمات وحدها بينما الرجل لا يحتاج لذلك؟ سبحان الله!!! أليس بشرا مثلها يحس كما تحس ويحب كما تحب ويشتاق كما تشتاق؟؟؟
هذا الصنف من النساء لا يستطيع الحصول على السعادة العاطفية ولا الاكتفاء الشعوري اللازم لاستقرار نفسي طيب في الحياة الزوجية..
لكن كيف يتعامل الرجل مع هذه المرأة؟ هذا السؤال محير جداً، لأن النساء لسن جميعا بنفس التأثر والاستجابة، فالمرأة تبدو حزينة ومتضايقة، وقد تبدو غاضبة وفي منتهى العصبية، وقد تبدو أحيانا مكتئبة ويائسة، وهذه مراحل من التطور الشعوري لديها في هذه الحالة من الاحتياج العاطفي الذي تكابر من الاعتراف به، لهذا فإن على الرجل أولا الرجوع بمشاعر المرأة القهقرى، عليه أن يحاول تدريجيا الوصول بها إلى الأيام التي سبقت هذا التطور كأنه يعيد شريطا سينمائيا عكس الاتجاه..
نســـــــــــــ يكابرن في المشاعر ـــــــــــــاء (2)
فمثلا المرأة التي تعاني من الاكتئاب واليأس تكون قد وصلت إلى ذروة الحاجة العاطفية ولكن ترفعها عن الاعتراف بذلك كل المدة الماضية جعل الأمر صعبا عليها ولم تعد قادرة حتى على التودد البسيط التي كانت تتمتع به، لأنها رسمت في رأسها الكثير من اللوحات المشوهة عن العلاقة الحميمية التي تربطها بالزوج، هذه المرأة يمكن للرجل أن يساعدها لكن ليس بالمواجهة، لأن لها تأثيرا عكسيا في هذه الحالة من التطور العاطفي، لكن المساعدة تكون من التلميح لها بأنها تفعل أشياء أو تقول أشياء تقربها منه عاطفيا (حتى لو لم يكن ذلك صحيحا) وهذا لإعطائها نوع من التشجيع وإعادة شحنات بسيطة من الثقة إليها.
وليكن ذلك بشكل مستمر، لأن الفتور عن التشجيع لن يحرك شيئا..
عندها ستصل الزوجة إلى المرحلة السابقة لهذا التطور العاطفي، وهو (الضيق والعصبية) هنا يبدأ الرجل بالحديث معها بهدوء عن التغيرات في حياتهما والبرود الذي يشوب علاقتهما، وليحذر الرجل من إلقاء اللوم عليها وحدها، وليشاركها الاعتراف بأن على عاتقه يقع نصف هذا البرود (حتى لو لم يكن ذلك صحيحا) هنا يأتي دور المرأة (حسب تأثير الرجل ومقدار استجابتها لهذا التأثير وليضرب الرجل هنا على وتر احتياجه لها وأنه لا يستغني عنها وأن أي امرأة سواها لن تستطيع سد هذا الجزء الكبير لها قلبه) تتحول المرأة بعدها إلى كائن ضعيف لا يستطيع المكابرة أكثر مما كابر (وإن كان هذا قد يصل إلى أيام قلائل وربما عاد الوضع كما كان) فتحاول أن ترضي الزوج بتودد يناسب اعتزازها بكبريائها العجيب اللاغريزي، وعلى الرجل التعامل مع هذا القليل بشي من القناعة في البداية مع كيل كلمات المديح والثناء حتى تبدأ الشجرة بالاستعداد لموسم الثمر..
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى..