عزيزتي..
لا أملك أن أنصحكِ بالتوقف عن البكاء .. وما دمتِ تشعرين بهذا الإلحاح داخلكِ فلن تتمكني من السيطرة على دموعكِ.
سأخبركِ أمراً:
الحمدلله الذي رزقني بابني الغالي سلطان .. وعمره الآن ثلاث سنوات الله يحفظه.
قبل أن يكمل عامه الثاني بقليل بدأت محاولاتي للحمل وإنجاب أخ أو أخت لسلطان .. وسبحان الله حملت مرتين ولكن لم يشأ الله ان يكتمل أيٍّ من الحملين .. وسقط كل منهما على ست أسابيع من عمر الجنين .. الأول كان في أغسطس 2007 .. والثاني في ديسمبر 2007.
والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
الآن لي أكثر من ستة أشهر بعد الإجهاض الثاني .. ورغم عدم وجود أية موانع إلا أنني لم أحمل حتى الآن .. ووالله إنني أشعر أحياناً كأنني لم أنجب على الإطلاق من كثرة شوقي ورغبتي العظيمة في الحمل .... لكن سبحان الله الذي لم يشأ بعد.
ظنكِ ماذا فعلت؟؟
هل تقوقعت على نفسي نادبة حظي؟
أبداً والله ... لأنني أدرك جيداً أن الرزق بيد الله يعطيه من يشاء وقتما يشاء .. وليس في أيدينا شيء سوى الدعاء والأخذ بالأسباب.
نعم أخذت بالأسباب .. فراجعت الطبيب وأتبع نصائحه وتوجيهاته.
ولكنني في نقس الوقت نظرت للجانب الإيجابي فيما يتعلق بغدم إنجابي حتى الآن .. مثلاً كنت قد قرأت وسمعت أكثر من قصة لأمهات يعانين الأمرين في تعليم أبنائهن استخدام الحمام لأنهن حوامل والأمر بالنسبة لهن متعب بشكل حقيقي .. فقلت لنفسي: سبحان الله لو تم حملي الثاني أو كان عندي طفل رضيع وقتها لما كنت استطعت التفرغ جيداً لسلطان عندما كنت أدربه على استخدام الحمام ـ أعزكم الله.
قرأت كثيراً عن أن دخول الطفل الأكبر إلى المدرسة في وقت متزامن مع ولادة طفل جديد له تأثيره النفسي السلبي على الطفل الأكبر وربما يشعر بالطرد والإبعاد .. فقلت لنفسي: الحمدلله أنني سأدخل سلطان الحضانة قبل أن أحمل وألد وبالتالي فإن نفسيته لن تتأثر فيما بعد بسبب أخيه أو أخته إن رزقني الله في المستقبل.
رأيت إحدى قريباتنا التي حملت بسرعة بعد إنجاب ابنها بستة أشهر تقريباً وأنجبت بنتاً .. ورأيت معاناتها الكبيرة بسبب اضطرارها للعناية بطفلين في سن متقاربة ويحتاجان معاً لنفس القدر تقريباً من المتابعة والاهتمام .. ناهيكِ بالطبع عن الغيرة الفظيعة التي يشعر بها ابنها من أخته لأنه ببساطة لم يشبع من حنان أمه ويصر على التعامل باعتباره نونو مثل أخته .. فقلت لنفسي: الحمدلله أنني لم أنجب سريعاً حتى يشبع سلطان مني ومن حناني وحتى أقيه مضار الغيرة والشعور بتراجع مكانته عندي.
عزيزتي..
ليس بالضرورة أن يكون تفكيري صحيحاً 100% .. فربما تحدث عكس توقعاتي لو كنت حملت وأنجبت فعلاً .. ولكن ما أريد أن أوصله لكِ هو أن الإنسان وإن لم يتحكم في مصيره إلا أنه بكل تأكيد يتحكم في نظرته للأمور .. وبيدكِ وحدكِ النظر للموضوع بسلبية أو إيجابية.
فحاولي النظر لإيجابيات الموضوع حتى ترتاحي .. وعندها ستتوقف دموعكِ.