مرض السرطان من اخطر الأمراض رعباً للإنسان, فقد أفادت الجمعية الأمريكية أن مرض السرطان سبب رئيسي للموت الناتج لدى الأطفال التي تقل أعمارهم عن 15 سنة0 ولكن بفضل تحسن طرق المعالجة, هبط معدل الوفيات إلى 62% منذ عام 1960م, لكن انتشار المرض قفز أكثر من واحد في المئة سنوياً خلال العقدين بين عام 1973م وعام 1995م, ازدادت حالات السرطان التي تصيب دماغ الأطفال وجهازهم العصبي بنسبة 26%, وازدادت لوكيميا الكريات اللمفاوية(نوع من سرطان الدم) بنسبة13,5% وكانت الزيادات أكبر لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات, حيث ارتفاع سرطان الدماغ إلى 53% واللوكيميا الحادة إلى 18%0 ويرى كثير من الباحثين أن الأسباب البيئية قد تكون مسئولة عن أكثر من نصف إصابات السرطان, كما إن الإشعاع المؤين والعلاج الكيميائي هما السببان الوحيدان المؤكدان للوكيميا الأطفال, لكن هناك عناصر محتملة أخرى مثل غاز الرادون المنتشر حولنا خاصة في الغرف المغلقة, والطعام غير الصحي والمذيبات ودخان التبغ والكحول والحقول الكهرومغناطيسية مثل كوابل الضغط العالي للكهرباء والمحطات الكهربائية المنتشرة في الأحياء والآن في عصر الحالي أبراج الجوالات فقد كثر الكلام حولها ودخلت في دائرة الشبهات, والعدوى المرضية, وكذلك المبيدات حيث حددت وكالة حماية البيئة الأمريكية حوالي96 مبيداً كمسبب للسرطان لدى الانسان0 ووجدت دراسة للمعهد الوطني للسرطان إن إصابات اللوكيميا هي 4-7 أضعاف أكثر لدى الأطفال الذين يستعمل أهلهم مبيدات منزلية أو زراعية0كما إن هناك المواد المخلة بالغدد الصم والمرطبة بسرطان الخصيتين والمبيضين حيث ازداد الأول بنسبة 87% والثاني بنسبة65% لدى المراهقين الأمريكيين بين عامي 1973 و1995 وبتضاعف حالات تشوه القضيب (العضو الذكري) ضعفين, وبازدياد حالات الخصيتين المحتجزتين (غير النازلتين) أو اللتين يقل حجمها عن المعتاد, وهذه أسبابها التعرض لمستويات عالية من ثنائيات الفينيل المتعددة الكلورة والناجمة عن تحلل بعض المواد البلاستيكية بسبب العوامل الحرارية وكذلك الديوكسينات الناتجة من عمليات حرق النفايات والتعرض للغازات الناتجة عنها أثناء الحرق, كما الفتيات اللواتي يتعرضن قبل الولادة لهذه المواد يدخلن مرحلة البلوغ قبل 11شهراً من الفتيات اللواتي يتعرض لمستويات أدني من هذه المواد0
بعد هذا الموجز عن مسببات السرطان للأطفال ماهي الحلول هل نهرب إلى كوكب أخر خالي من التلوثات المحيط بنا والتي لا نستطيع الفرار منها وان وجد هذا الكوكب فأين هو حتى فضائنا الذي من فوقنا هجمت عليه الأقمار الصناعية بمختلف أنواعها فنجم عنه ما يسمى بالمصطلح البيئي تلوث الفضاء0 فالحل إذا بأيدينا نحن أن نتجنب اقدر كم من هذه التلوثات وذلك المعرفة والعلم والثقافة في هذه المحاور لكي نعيش في سلام أمنيين على أنفسنا وعلى أطفالنا0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب د0فهد تركستاني
مجلة جدة العدد الخامس ربيع الاول 1424