بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : حبيبي ضحية سفهاء وفقه الله وعلى طريق الخير سدد خطاه لقد شاركت في موضوعك بصفة خاصة أخي الكريم من باب البحث عن الأجر والمثوبة في هذا الشهر الفضيل ومن منطلق الإلمام بقضايا مشابهة وكان آخرها قضية إنفصال حدثت منذ شهر تقريبا وكانت التوصيات التي تم تقديمها للشخص الذي طلب مشورتي بحكم تخصصي الدقيق بمثل هذه القضايا ولا علم لي إلا ما علمني إياه ربي فقد كانت التوصية خاضعة للتنفيذ الكلي لجميع البنود التالية : في حال إنفصال الزوج عن زوجته وبينهم أطفال ويتعذر حل القضية بمنأى عن تدخلات الأهل فيجب أن يأخذ الزوج في الإعتبار أن هناك ضبابية في إستقاء ردود الزوجة كون الإتصال المباشر مفقود نتيجة وجود وسيط وهو الشخص الداخل في القضية (الأب) وغالباً يكون هذا الوسيط منكسرا أكثر من أبنته كونه أعطى أمانته لشخص سأل عنه ووثق به وأمتدحه لأبنته ولذلك يحس هذا الأب بمرارة وعذاب ضمير مما يجعله مهزوزا ويتخذ قرارات شبه عشوائية وغير مدروسة وبالتالي تفتقد العقلانية وكذلك (الأم) غالباً ما تنسجم رؤيتها مع الأب كونها مجروحة كذلك بسبب اللقب الجديد لأبنتهم ... حل مثل تلك الأمور يجب أن يخضع لعدة إعتبارات هامة : 1- عدم التحامل على الأب ووضع الشخص في مكانه ولو بالتخيل ... ومحاولة التهدئة معه على الأقل من باب (ليس منا من لا يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) كما في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم او بما معناه . 2- القيام بالواجبات الشرعية وعدم التهاون بها مهما يكن المبرر ومنها - الإلتزام بالمصروف الشهري الخاص بالأطفال وفي مثل حالتك (500) ريال كحد أدنى للوفاء باحتياج أبنك من الحليب وخلافه ... ويختلف المبلغ من دولة لأخرى . 3- تهدئة الأمور حتى تستقر المرأة وتعود لطبيعتها قبل الحمل وتعود نسبة الهرمونات لوضعها الطبيعي فهناك ما يُعرف اكاديميا باكتئاب مابعد الوضع وبعدم استقرار هرمونات ما بعد الوضع . غالباً الفتيات يشعرن بعد الولادة بتغييرات فسيولوجية كبيرة تؤثر في ثقتها بنفسها (كبر اعضائها وعدم رجوع جسمها لطبيعته - ما قبل الحمل) احساسها بتوسع المنطقة الحساسة وبالتالي تخشى من عدم رجوعها لسابق عهدها وبالتالي تخوفها من رفض زوجها لها ... في بداية مرحلة الإنفصال كلا الطرفين يشعران بالقوة وبالتالي يتصفان بالعناد المفرط وبعد فترة معينة قد تصل في بعض الأحيان للسنة يبدأ الكل بتحكيم العقل وطرد الوساوس الشيطانية ... بعض القصص التي تم علاجها ولله الحمد والله على ما أقول شهيد - شاب طلق زوجته قبل الولادة بشهر نتيجة إهمال زوجته ورفع صوتها وهذا الشيء خارج عن إرادتها ومن ضرائب تأثير الحمل وبعد الولادة أتصل به والد الفتاة يخبره بالولادة فشكره الزوج وأخبره بأنه قد أرجعها لذمته قبل الولادة وبشهادة رجلين ثقات فما كان من الأب إلا أن قال له : بنات الناس ماهي لعبة والبنت لا تريدك وعليك بتطليقها وأخذت الزوج العزة بالأثم فرمى يمين الطلاق مرة أخرى ليؤدب الأب حسب زعمه وبعد مرور خمسة أشهر وبعد تقيد الزوج بالمصروف الشرعي رغم مماطلة الزوجة في السماح للزوج بمشاهدة أبنه من باب لوي الذراع لإرجاعها كان سلوك الزوج رائع جدا فقد كان ملتزما بواجباته وعندما يريد مشاهدة أبنه يجعل أمه وأخواته يتصلن بها لترتيب لقاء الرضيع بأبيه وفي أحيان يتم التذرع بوجود مشاغل وفي بعض الأحيان تتم الرؤية ... وبعد بلوغ الرضيع (5) شهور أتصل أب البنت بالزوج يسأله هل أنت راضي عن وضعكم ولماذا لا تعيد أبنتي فقال له : أنت من كان يرفض ... فقال : لقد كانت أبنتي تقول لا أريده وأكرهه بسبب صدمة الطلاق وبسبب أعراض الحمل وما بعد الوضع وقد جائتني بالأمس تبكي وتطلب مني التدخل وبأنها تغيرت ... فعادت الأمور لمجراها وأخذت الزوجة درساً لن تنساه ... وهذه قصة واقعية وقفت على أحداثها وأدق تفاصيلها بنفسي ... ومن مساويء هذا الطلاق مايلي : التحذير منه شرعا وعدم قبوله علميا فالطلاق في (فترة الحمل تعود الزوجة لزوجها فيه خلال فترة تسعة أشهر في أي وقت وليست ملزمة فيه بثلاث قروء (حيضات) وهذا الحكم الشرعي فيه من الحكمة الكثير ومن الناحية العلمية فإن الزوجة غير مستقرة عاطفيا وفسيولوجيا ... والطلاق بعد الولادة ... إن كان في الحيض فله حكمان: الأول: عدم جوازه، وكونه طلاقاً بدعياً، وهذا لا خلاف فيه... والثاني: نفاذه ووقوعه، وهذا قول جمهور أهل العلم ... كما ذهب إليه أكثر أهل العلم -ومنهم الأئمة الأربعة- بل حكى عليه غير واحد الإجماع، هذا مع العلم بأن إيقاع الطلاق أثناء الحيض محرم، ولكن لا منافاة بين وقوعه وكونه محرماً ... وفي حال إنتهاء فترة الثلاثة قروء (العدة بعد الولادة) فيلزمه عقد ومهر جديدين الإسلام ويب)... ومن الناحية السيسولوجية فإن أبناء المطلقين هم أكثر من يدفع الثمن غاليا ... كيف سيعيش الأبن مع زوجة أب وكيف سيعيش مع زوج أم وكيف سيعيش بعيدا عن أبويه وقد يتشاجر مع الأطفال ويقومون بضربه ولا رادع لهم حيث الأب في منزله والأبن عند خالته (أم زوجته) وخلاف ذلك نفسية الطفل في تلك الحالة وحاجته للمرح واللهو والذي لن يستمتع به عند أهل أمه فغالباً الكبار لا يحبذون الإزعاج والحركة الزائدة وبالتالي سيكون الطفل وأمه في موقف ضغط ... إما العودة لطليقها لأجل الهروب من الجحيم الذي يلاحق المطلقة او لضمان حياة واستقرار الطفل وهذه الأمور من شأنها أن تعجل بتعقل المرأة ووالدها ... وهذا الشيء لا ينفي الحب ولكن كسر الطلاق قد غيبه تماما ... نصيحة لله وسأقولها بالعامية (من جرب غيري عرف قدري) فلا ينال منك أبليس ويقول لك أن طليقتك اسوأ زوجة على وجه الأرض وبمجرد تركك لها ستعيش سعيدا في كنف زوجه كاملة ... حاول أن تبحث عن أعذار لوالدها وتلتمس الخير فيه وتضع مكانك في مكانه وكذلك الزوجة وما قد لحق بها من نظرات الأقارب والمعارف بعد أن وصفت بأنها غير مرغوب بها وطلقت وأن زوجها لا يريدها ... وموقف الأب عندما يسأل عن طلاق أبنته ... فكر جيدا في وضع الطفل وحاله بعد الطلاق .. هناك فتاة تزوجت وشرطت على زوجها الجديد أن يعيش أبنها معهم فوافق على ذلك وعندما مرض الأبن ذات يوم قالت الأم لزوجها هيا لنذهب به للمستشفى فرفض وقال أعطيه (بنادول) وبعد هذا الموقف طلبت الزوجة الطلاق ...وحدث العكس مع الزوج في قصص مشابهة تطالعنا بها الصحف يوميا وهي من إفرازات العنف الأسري والذي بلينا فيه بوقتنا الحاضر ... ولا ننسى فرحة الطفل في المناسبات والأعياد كبقية أقرانه عندما يكون بمعية أبواه ... ولا ننسى كثرة جرائم الأحداث والجناح وقد ذكر فضيلة الشيخ المحرج أن غالبية النزلاء من أبوين منفصلين ... فلا تعتقد أخي الكريم أن هناك من يعيش على الكرة الأرضية أحن وأرحم بعد الله بالطفل من أبويه ... تمنياتي لكم بالتوفيق والصلاح ومزيدا من التعقل وإصلاح ذات البين وطرد شياطين الجن والأنس وعدم أخذ الفتاة بجريرة غيرها من الأهل سواء الأب أو الأم فقد تكون بعيدة عن نقلهم لما يدور بعد المشرق من المغرب . |
مواقع النشر |
الكلمات الدليلية |
مراجعتها, أريد, يرفض |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|