اختي الفاضلة ..

بالرغم من انني اصبحت اباً ..الا انني لازلت ابحث عن امي التي غادرت منزلنا ولم تعد !!
كانت رحلة قديمة جداً قامت بها قبل 25 سنة ..خروج بلا عودة لمنزلنا ..والسبب (الكبرياء والعناد)

ما إن غادرت امي منزلنا حتى بدأ لحن حزين يعزف على اوتار قلبي ..ولم يزل !!

كنت وانا طفل صغير اشاهد قصة( النحلة بشار ) في التلفزيون من منظور آخر يختلف عن الاطفال الباقيين ..
لم اكن اتساءل اين امه ..بل كنت اتخيل تلك اللحظة التي ستعود امه وتحضنه وتقبله فيدفن رأسه بصدرها ويقول لها لاتغادري مرة اخرى ابداً ابداً ...

لم احقد على امي ولن احقد عليها ابداً ..فهي من أحب !!
ولا يوجد طفل يستطيع ان يكره والديه اللذان يحبانه ..
ولكن الطفل يحقد على الظروف التي جعلته فاقداً احد ابويه ..هو يجير الاسباب الى (الشيطان) وربما بعض الاقارب وربما الى أسباب عفوية جداً لاحقيقة لها ..

اما عن الشوق ..فحدثي ولا حرج !!
هو النار التي لايستطيع الطفل إطفائها حتى يعود الى احضان امه من جديد ..

اختي الكريمة ..

ربما كانت الحياة بينك وبين زوجك صعبة ..
ولكني أوكد لك بأن المعاناة لازالت مستمرة حتى الآن ..

إن لم تستطيعي ان تغيري من زوجك شيئاً فيكفي ان لديكي من سيستطيع يوماً ما ان يقدم لك ماعجز ابوه بعد ان تقدمي له تضحية كبيرة يستحقها ..

اسف للإطالة ..واعذريني على تدخلي بحياتك ..ولكن ارجوا من الله ان تتفهمي موقفي
دمت بخير اختي الفاضلة

__________________
الفضاوة إما تصنع مبدع أو مريض