|
شخصياً .. وبعد أن ولدت سلطان كانت أختي تتوقع مني ـ بديهياً ـ أن أذهب عندهم مباشرة وحتى انتهاء الأربعين.
ولكن ما حدث أن زوجي رفض الفكرة .. وفضل بقائي في بيتي .. على أن أذهب إلى بيت أهلي بعد الأربعين إن أردت ذلك ..... وهذا ما حدث بالفعل .... ورغم أن أختي اعترضت واستنكرت إلا أنني استجبت لرغبة زوجي دون أي نقاش أو جدال مع العلم أن ظروف عمل زوجي لم تمكنه من البقاء معي طويلاً ... حيث حضر ثاني يوم بعد الولادة بسبب تقيده بمواعيد الطيران .. وبقي معي يومين ثم عاد إلى عمله. تعب .. هد حيل .. عظام مكسرة .. إرهاق .... لازم أكل محدد .. لازم مشروبات معينة .. لازم خلطات ترميمية!!!!! .... بصراحة أشعر أن في الأمر كثيراً من المبالغة والتهويل .. نعم الحمل متعب .. ونعم الولادة متعبة ونعم المرأة تحتاج للراحة .. لبضع أيام .. ولكن ليس لأربعين يوماً .... (يعني مب لهالدرجة)!!!!! وأتصور أن الصحة العامة إن كانت جيدة فإن جسد المرأة سيتعامل مع موضوع الحمل والولادة بشكل جيد .. وإن كانت الصحة العامة معتلة فإن الجسد بالتأكيد لن يتحمل ... وإن كان الأمر كذلك فلا أعتقد ان نوعاً من الطعام أو الشراب يتم تناوله خلال الأربعين يمكن أن يصلح ما أفسده إهمال الصحة والعناية بالجسد منذ البداية. المسألة باختصار هي دلع ..... وقد جرت العادة على ما يبدو أن المرأة تحب أن تتدلع بعد الولادة .. وأين يمكن أن تلاقي الدلع المنشود إلا في بيت أهلها؟ ... حيث لا مسؤولية ولا تعب ولا انشغال بال بأي شيء .... وحتى النونو ستجد في بيت أهلها من يحمله ويعتني به نيابة عنها حتى تتفرغ هي للدلع الذي تبغيه!!!!! أما مسألة أن الزوجة تحتاج لهذا الوقت بعيداً عن بيتها وزوجها حتى تعود إليه بعد الأربعين كالعروس .... فإن لي تحفظاً كبيراً عليه. هي الآن ليست عروساً ... هي الآن أم ..... وترتيب الأولويات أمر ضروري جداً ... والأولوية في هذه المرحلة هي للنونو وليس للزوج. وحتى لو قبلنا فكرة احتاج الزوجة لوجودها في بيت أهلها .. فإنني ربما سأتقبل الفكرة إن كان هدفها هو أن تعلم الأم ابنتها كيفية العناية بالطفل وبعض شؤونه التي لا خبرة لابنتها بها ..... أما أن تبقى الزوجة في بيت أهلها حتى تتدلع وتعود كالعروس لزوجها فهذا أمر لا أفهمه ولا يقبله عقلي. الأمر الآخر .. أرى أن اجتماع الزوجين مع النونو بعد الولادة هو أمر ضروري لكليهما .. ومن خلاله يتحقق الكثير من التقارب وزيادة الشعور بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض .. ناهيك عن بعض اللحظات الحميمة والعاطفية والنفسية التي تضم الأبوين والنونو ... وهي لحظات أبوة وأمومة ثمينة ولا تعوض .. ولا أدري لم يفوت البعض عليهم هذه اللحظات الغالية. على كل حال أخي الفاضل شاطئ المحبة .. ما دامت زوجتك مقتنعة بالأمر جملة وتفصيلاً .. ولا تنوي على ما يبدو تغيير رأيها .. وما دمت أنت لا تحب سياسة الإجبار مع زوجتك .. فلا سبيل أمامك إلا التحمل والصبر والدعاء بأن تمضي هذه الأيام سريعاً حتى تعود زوجتك والنونو إليك. وكان الله في عونك. |



| مواقع النشر |
ضوابط المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|