بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يصلح لك زوجك ،
هناك أدعية مأثورة في الدعاء للنفس منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: اهدني لأحسن الأخلاق لا
يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. رواه مسلم، وكان يقول: اللهم
كما حسنت خلقي، فحسن خلقي" . رواه الطبراني.
فقولي بدل اهدني " اهده " وهكذا .
: تذكري ياأختى أن هذه الدنيا دار بلاء وامتحان وعمل ، فإذا ابتليتي بمصيبة ، أو حلت بك نكبة ، أو فاجعة فكوني صابرة محتسبة ، ولا تعترضي على حكم الله عز وجل ، وقضائه ، وقدره ، فإن لله ما أعطى ولله ما أخذ ، وأعلمي أن الإبتلاء سنة كونية ، وأن الله سبحانه إذا أحب قوماً ابتلاهم ، ومن رضي نال الرضا ، ومن سخط نال السخط
: تذكري الصبر والإحتساب وأجره ، وأن من شأن المؤمن الصبر على البلاء ، فيزداد رفعة في درجاته ، فالصبر وإحسان الظن بالله عز وجل من صفات المتقين ، وهما عبادتان ينبغي أن تحرصي عليهما في مثل هذا الحال الذي أنت فيه
تذكري عاقبة الجزع ، وعدم الرضا على قضاء الله وقدره ، وإياك وسخط الله والإثم ورد القضاء والتلفظ بكلمات الجزع والكفر ، ولا تمكني الشيطان من قلبك فيبث سمومه ، ويزيد الحقد والشقاق والخلاف
تذكري سيئاتك ، وحاسبي نفسك ، وتعلمي من هذا الابتلاء دروساً تعينك على الطاعة والعبادة والتمسك بالسنة وقيام الليل وترك البدعة ، والإكثار من التوبة والاستغفار والإنابة والتوكل .
تذكري أن الغيرة فطرة طبيعة عند المرأة ، ولكن إياك أن تتجاوز الحد الشرعي ، وتتحول إلى نقمة ومصيبة تفرق البيت المسلم والأسرة الكريمة وتضيع الأبناء
تذكري بيتك وأولادك وأسرتك ومكانتك ، وأياك وطلب الطلاق والتسرع في الانفصال ، فهل بعد هذه التضحية ، وهذا السهر والتعب في بناء هذه الأسرة الهدم بمحنة مرت بك .
تذكري الوقت ونعمته ، واشغلي نفسك بقراءة القرآن وحفظه
اسعاً : تذكري حكمة التعدد ، وأياك والسماع للسفيهات اللاتي لا هم لهن إلا غرس الحقد في قلبك على زوجك وبيته ، وتجريح كرامتك وشخصيتك ، وأن السبب فيك وأن النقص منك
تذكري قطار العمر وكم يمشي سريعاً ، فاحتسبي وجددي ثقتك بنفسك ولا تجعلي تفكيرك محصوراً في هذا الأمر بل أعلمي أن التوكل على الله سيملىء قلبك بالسعادة الحقيقة والرضا على ما أصابك وما سيصيبك .
والله أسأل الله أن يديم عليك نعمه ظاهرة وباطنة ، وأن يحفظ لك بيتك وزوجك وأبنائك ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
__________________