هذا طبعي
ولا استطيع تغييره
هكذا انا منذ نعومة اظفاري
هذه العبارات هي الحجج الأكثر تكرارا والعائق الأقوى في سبيل تغيير الذات
والواقع أننا نكتسب طباعنا منذ الطفولة عبر سنين طويلة من التربية والتفاعل مع الناس وأحداث الحياة.
ولا يمكن أن ننكر التأثير ( الجيني ) في تكوين ( الطبع ) . وهذا أمر تعرفه كل أم . فبعض الأطفال قليل البكاء والجزع عندما تتركه أمه , بينما بعضهم الآخر كثير الخوف والقلق عندما تبتعد عنه أمه أو لدى مقابلة أي غريب .
لكن سنوات طويلة من البحث والتجربة قام بها العلماء منحتنا أدلة واضحة على القدرة الكامنة لدى البشر لتغيير طباعهم حتى لو كانت محفورة في جيناتهم .
وما أجمل قول حبيبي وقرة عيني محمد بن عبدالله
عليه سلام وصلوات من الله
بأبي هو وأمي قال : (انما العلم بالتعلم .. والحلم بالتحلم ) حديث صحيح من الجامع للألباني
اذن ليس لديك عذر يامن تدعي ان العناد طبعك
او من تدعي ان العصبية طبعك
ولن نعذر فلانة التي تمشي بالنميمة بين جاراتها بحجة هذا طبعها
وغيرها من الطبائع السيئة التي لاترضى الله ورسوله
فمخالطة الناس تحمل في طياتها العديد من التحديات .
فنحن نقابل كل يوم أشخاصا مختلفين , يحملون أمزجة مختلفة , وطباعا متباينة .هذه طبيعة الابتلاء في الحياة الدنيا . انه اختبار يومي لقدرتنا على التحكم بأنفسنا,وضبط انفعالاتنا وعواطفنا في مواجهة المثيرات والاستفزازات التي تنجم عن الاحتكاك مع هذا الطيف الواسع من الناس .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم... ) .
كم خسرنا من حسنات ؟
وكم حملنا أوزار فوق أوزارنا ؟
وكم خسرنا من أصدقاء رائعون ؟ وكم مرة سقطنا من أعين أحب وأقرب الناس ؟
والسبب طباع سيئة ونستطيع بحول الله وقوته تغييرها
تأمل معي حلم هذا الرجل ولو كنت في موقفه أتفعل مثله ؟يحكى أن يهوديا سأل رجلا صالحا : (أيهما أطهر : لحيتك أم ذيل هذا الكلب ؟) فرد عليه الرجل بهدوء : ( أما ان كان مصير هذه اللحية الجنة فلحيتي أطهر , وان كان مصيرها النار فذيل الكلب أطهر )
أخوتي في الله فلنراجع أنفسنا ونحاسبها قبل أن نحاسب
من هذه اللحظة فلنعلنها جميعا
اننا من الان فصاعدا سنتغير للأفضل كما يحب ربنا ويرضى