أخي الفاضل..
أنا عادةً ممن يدعون لاحترام الشروط التي يتم الاتفاق عليها قبل الزواج .. وبالطبع من الداعيات والمؤيدات لقليل من التنازل والتضحية من كلا الطرفين.
ولكن عندما يكون الالتزام بتنفيذ الشرط معناه إخلال الحياة الزوجية وإفقادها أهم دعائهما ـ وهو الاستقرار والسكن ـ فيكون الالتزام هنا من قبيل إلإفساد.
نعم اشترطت زوجتك العمل ... ولو كانت قد حصلت على وظيفة في نفس مكان إقامتك وبقيت معك لكنا طالبناك بالفعل بالالتزام بما اتفقتما عليه .... ولكن أن يكون عملها وإقامتها في مكان وعملك وإقامتك في مكان آخر ثم تقول لي: هي اشترطت العمل ... فاسمح لي!!!
ثم..
هل هي عاجبها الوضع الحالي بهذه الصورة .. يعني عاجبها هذا البعد وراضية بحرمانك منها ومن ابنتكما؟!!
وأصلاً ما الذي يضطرها للعمل لدرجة الابتعاد والذهاب إلى مدينة أخرى؟
ما أعرفه وأفهمه أن الرجل قد يضطر للابتعاد عن أسرته والبحث عن عمل في أماكن بعيدة سعياً وراء لقمة العيش التي قد لا يجدها في بلده ... ولكنني لا أرى ما يضطر المرأة للعمل في وظيفة تبعدها عن زوجها 700كم!!!
ثم أنت حسب كلامك لم ترفض عملها ولم تحاول التملص من التزامك بشرطها .. ولكنني أتصور أن الأمر كان يجب أن يكون مقنناً ومحصوراً بمكان إقامتك أو على الأقل بمكان غير بعيد لهذه الدرجة .. وكما قلت لك سابقاً إن كان التزامك بهذا الشرط يعني الإخلال باستقرار الحياة الزوجية والإضرار بها فالرجوع عن الشرط في هذه الحالة واجب.
الخلاصة .. لو كان عملها ضرورياً لهذه الدرجة فلتبحث عن وظيفة في محل إقامتك .. وإلا فتركها عملها ورجوعها إليك هو الأولى.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.