كما أن أعظم مقاصده توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية، ومن ثم حرّم الإسلام نكاح المحارم (الأم - الأخت - البنت.. ومن في حكمهن)، وكان الأولى أن يتزوج الفرد من غير قرابته لتتسع دائرة القرابة وتشتد لُحمة المجتمع، فتكون رابطة المصاهرة رافداً جديداً لتماسك المجتمع، وقوته بالإضافة إلى رابطة "الأخوة" الدينية .
ومن ثماره حصول التوارث بين الزوجين وأبناء الأسرة بسبب تلك الرابطة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد في الإسلام بل تعداه إلى تشريع ضمانات لاستمرارية الزواج واستقامته، ولم يُشرع الطلاق إلا عند الضرورة حيث لا ينفع العلاج وتنقطع السُبل.
ومن أهم تلك الضمانات "صلة الأرحام" التي تؤثر في تربية الطفل تربية سوية تحقق له الاتزان النفسي والدافع الاجتماعي.
كما أنها تكون ملاذاً للزوجين لحل مشاكلهما فتكون القرابة سبيلاً من سُبل حماية الأسرة وحكماً عادلاً في حل الخلافات.
أضف إلى ذلك أن صلة الرحم تحقق السكن والألفة والمودة وتزيح عن الإنسان ثقل الهموم ومتاعب الحياة . وتكون عاملاً مهماً في تماسك الأسرة والمجتمع، وسبباً في تحقيق التعاون بين الأفراد والجماعات، خاصة عند الأزمات والشدائد.
كما يأتي برّ الوالدين في المقدمة، ويتأكد بعد زواج الولد والبنت؛ لأن الزواج قد يكون ذريعة لفساد تلك الرابطة، أو التقصير في الواجبات نحو الوالدين، ولعلك تطالع تفصيل الكلام على برّ الوالدين في محور الأبوة والأمومة .
__________________
لكم تحياتي ...أخوكم حجي