عزيزتي..
الأخوات والإخوة لم يقصروا في ردودهم .. لذلك ربما لا أضيف جديداً.
ولكن استوقفتني عبارة كررتيها مرتين خلال سطوركِ القليلة:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زوجة تحب زوجها
احساسي اني وحيدة في الحياة وأفتقد حنان الأم وعطفها وعطاءها
.
.
اذا نظرت الى أخواتي وهم يدللون بناتهم من هن في سني أشعر بالغيرة لأني فاقدة حنان الأم
|
بصراحت استغربت عبارتك (فاقدة حنان الأم) .. أنت ابنة التاسعة والعشرين!!
ماذا كنتِ ستقولين إذاً إن كنتِ طفلة أو فتاة في سن المراهقة؟
لا تفهمي من كلامي أن الإحساس بحنان الأم يتوقف مع مرور الزمن أو أن الأطفال فقط هم من يحتاجون وجود الأم .. فحتى أنا أفتقد أمي رحمها الله وأفتقد حضنها ولمسة يديها .. ولكنكِ يا عزيزتي جعلتِ من الأمر مشكلة حقيقة لدرجة تدفعكِ للغيرة من بنات أخواتكِ! .. ولا أتصور أن الأمر يجب أن يكون كذلك بالنسبة لإنسان ناضج.
ثم ألم تعطيكِ والدتكِ كل الحنان الذي تريدينه عندما كانت في صحتها وعافيتها؟ .. ألم تجديها بالفعل عندما كنتِ تحتاجينها؟
الواقع الحالي يقول إن والدتكِ هي التي تحتاجكِ الآن .. حاجةً حقيقية مادية كونها مريضة وتحتاج لرعاية ومتابعة .. لذلك قومي بما يمليه عليكِ ضميركِ ومحبتكِ لها وضعي نصب عينيكِ رضا رب العالمين والأجر الذي ينتظركِ لقاء ما تقومين به.
نعم هو جهد كبير ومسؤولية عظيمة .. متعبة وربما ثقيلة .. وأدرك أنكِ بينكِ وبين نفسكِ ربما تكوني قد مللتِ جحود أخواتكِ لها وتقولين لنفسكِ: هي أمهن كما هي أمي .. ولكنها في النهاية والدتكِ .. وبدلاً من أن تشتكي فقدان حنانها ـ وكأنكِ تلومينها على مرضها ـ ارحميها وأشفقي عليها .. يعني ألا يكفي أن أخواتكِ أهملنها ولا يسألن عنها بالشهور؟!! .. فهذه وحدها ضربة موجعة لقلب أي أم .. فاحذري يا عزيزتي أن تزيدي هم والدتكِ ولو حتى بنظرة عين تشعرها بأنها أصبحت ثقيلة عليكِ وأنكِ تخدمينها من باب الاضطرار وليس من باب المحبة.
بالنسبة لأخواتكِ وزوجكِ فأنتِ لم تذكري الكثير .. ولكن في كل الأحوال فحق أخواتكِ عليكِ هو صلة الرحم .. فحتى وإن كانت علاقتكِ بهن غير جيدة فعلى الأقل الاتصال الهاتفي والسلام لن يضر ... أما زوجكِ فمعرفكِ يقول إنكِ تحبينه .. وبالحب يا عزيزتي يمكن أن تُحّل أعظم المشاكل إن لم تكن تخص أموراً جوهرية.
موفقة.