اخي / أبو زيد
الحقيقة هي ان المرأة لا تقبل نصيحة امرأة مثلها وهذه هي الحقيقة
تتحسس من هالشي وتعتبره انتقاس منها كيف تأتي امرأة مثلي مثلها وتقعد تنصحني وتوجهني
وهذا الشئ فطرت عليه المرأة في اغلب الاحيان فهي لا تقبل ان تعلمها امرأة مثلها وتلقنها الدروس والمواعظ
فأنت لاحظ عندما تجلس امرأة داعية الى الله والى العودة لسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتبدأ تنصح البنات والسيدات في المجلس فإن شيئاَ من اثنان سيحدث اما ان يملوا منها ويعتبروا جلستها ثقيلة الدم ويعتبرونها جاثمة على قلوبهم فهم لن يستطيعوا ان يتكلموا على راحتهم في الموضة والازياء والمسلسلات والخصوصيات التي تحدث بينهن وبين ازواجهن لان كل هالشي سوف تلفت نظرهم اليه انه لا يجوز فلذلك فهي شخص غير مرغوب بوجوده بينهن
اما الامر الاخر الذي سوف يحصل انهن سوف يضعنها تحت المجهر المكبر ليتفحصوها بكل دقة تاركين ما تقول لانهن يعرفنه ولكنهن مازلن ضغيرات على تطبيقه وعندما ينضجن ويكبرن سيبطبقونه ان شاء الله
فيبدأون بالنظر اليها { فلنرى شيختنا اللي قاعدة توعظ وتنصح } هل حجابها كامل وشرعي كما امر الله فيبدأون يحدقون بها من اعلى قمة رأسها حتى أخمص قدميها هــــــــــــــا الحجاب تمام القفازات لا تشف يديها والجوارب غليظة لا تظهر جلدها مت تحته .. والحذاء زحف بلا كعب ولا يصدر اي صوت لا تمام الان الحواجب فلنرى من اتت لنصحنا هل نمصت حواجبها ام لا لنرى ... الحوواجب تمام كما امر الله سبحانه وتعالى ... وبعد ان تجتاز تلك الداعية اختبارات الشكل الخارجي بنجاح وبكل جدارة ينتقلون الى الوضع الداخلي افعالها
فيبدأون بالتساؤل هل انتي تطبقين ما تقولينه لنا مع زوجك واولادك وامك وجيرانك وووووووو
هكذا المرأة لو نصحتها اخرى اما ان تصفها بالمثالية التي لاتعيش بعالمنا او انها لا تطبق ما تنصحنا به او انها لم تجرب ما جربناه ولم تقع بما ذقناه والا ما تكلمت وقالت ما قالت
مثلا حصلت معي في اولى مواضيعي هنا في المنتدى حيث وضعت موضوع عبارة عن رسالة اخص بها { الام } ودورها الخطير تجاه اولادها ومسؤليتها هي بالذات تجاه النشئ الجديد
فما كان من احدى الاخوات الا ان تركت الموضوع وتوجهت لي بسؤال خارج الموضوع الطويل المحمل بكم هائل من التوجيهات وقالت لي .....هل انتي أم ؟
نفهم من كلامها انها تقول لي هل انتي تطبقين ما تقولين مع اولادك ام انه كلام حشو وحبر على ورق
ولا الومها فهذه طبيعة المرأة واحدى خصائصها فهي تتقبله من شيخ او واعظ ولا تتقبله بنفس الدرجة من امرأة تماثلها
اذكر كلام احدى الداعيات عندما قالت كنت احدث اخواتي عن عقوبة نمص الحواجب الى ان قامت احدى الحاضرات وقالت لي .... هل بناتك غير نامصات ؟ يعني حتى لو فلتت هي من التدقيق والتمحيص فسيبحثون عن تربيتها وماذا تفل مع اولادها وهل تطبق ما تقول عليهم
وطبعاَ بالتعميم نظلم الكثيرات فالخير موجود وكثيرات يتقبلن النصيحة والنقد والتوجيه من امرأة مثلها بكل رحابة صدر
وهنا يكمن تحدي الداعيات حيث انها تواجه بنات جنسها ووتحدى نفسها فيهم قبل ان تواجه الرجل بعملها ودعوتها فهي ستتحدى الكل واولهم النساء للوصول لهدفها السامي
حيث ما تلبث السنة النساء عن السكوت حينما يجون اصرار وعزيمة وثقة وايمان هذه الداعية وبالاخص اخلاص سريرتها وتوافق اعمالها مع اقوالها
لانها من اساس نجاح العمل الدعوي فلا يعقل ان انصح احداهن وافعل مثلها او افعل عكس اقوالي
ومن هنا نجد ان الداعيات عندما ينجحن فهن ينجحن عن جدارة لانهن اخلصن القول والعمل وتحدوا انفسهن قبل اي احد آخر ووضعوا نصب اعينهن هدف سامي الا وهو نشر كلمة الله العليا والوصول بفتياتنا ونساءنا الى الجنة عبر اعمالهن الصالحة
اخي / ابو زيد رغم ان مواضيعك ظاهرها الاستفزاز الا انها تحمل في مضمونها روحالتفاعل والنقاش الجاد لفتح المجال للكلمة الهادفة للوصول لقناعات وصور وتحليلات تفسر وتناقش مضمون الموضوع
فشكراً لك لفسحك المجال للتعبير عن ارائنا بمواضيعك التي تستحق
النقاش فلا يجب ان بهلل للمواضيع التي تكبر بالمرأة وتصفها بالمثالية
والكمال بل يجب ان نناقش سلبياتها قبل حسناتها لتصلحها ولنسد
الثغرات التي تعيق تقدم المرأة في المجتمع لتستطيع ان تؤدي رسالتها على اكمل وجه