أختي الفاضلة ..
أنا أعيش في الغربة مثلكم .. وأقدر وضعك تماماً .. وأشعر فيه .. لكن نصيحتي لك بألا تقفي في طريق ابنك
أختي .. نحن نعلم جيداً ما هي مخاطر العيش في بلاد الغرب .. كأستراليا وأوروبا وغيرها من هذه الدول .. لكن الشيء الذي يجب أن تدركيه هو أن ابنك إن وجد فيكِ عائقاً أمام رغباته .. سينفذها من وراء ظهرك .. وحينها لن ينفعك الندم ..

لا أؤيد زواجه في مثل هذا السن حتى يتبين نضوجه .. لكن .. أن تكون علاقته بالفتاة التي يحبها بالحلال وتحت ناظريكِ .. أحسن بكثير من أن تكون بالحرام وبعيداً عن ناظريك .. حتى لا تستيقظي إلا على وقع خبر يهز كيانك !!

كوني بالقرب منه .. وكوني صريحة معه .. وأخبريه بحدود علاقته في هذه الفترة .. وأن تساعديه وتشجعيه على العمل والاعتماد على نفسه .. والأهم من هذا .. أن تكوني واثقة بأن هذه الفتاة سوف تساعده على طاعة ربه والاعتماد على نفسه .. وخلال فترة الخطوبة .. يمكنك معرفتها عن قرب .. وأن تكوني بجانب ابنك "برغبةٍ منه" .. لان وقوفك في وجه رغباته .. سوف يكون حاجزاً بينكما .. سيجعله يعتقد بأنك تقفين في طريقه واستقلاليته ورجولته .. وأنه سيشعر بأنه محكوم وأنه لا يملك قراره بنفسه .. لذا سيحاول أن يسترد ثقته بنفسه بعيداً عنكِ ..

كوني حذرة معه .. وسايريه في رغبته .. واجعلي علاقتهما بالحلال .. وبما أن البنت في سن ال17 سنة .. فهذا سيساعدك بشكل كبير على أن يكون لكِ دورٌ كبير في تكوين شخصيتها كما تريدين .. لأنها ستكون قريبة منك بحكم قربها من ابنك .. بل ربما يكون قربها منك أكبر من قربها من أمها ..

اتكلي على الله .. واجعلي خطواتك تتسم بالحذر .. ظاهرها حبك لابنك وعدم رغبتك بالوقوف في وجه رغبته بدافع من حبك له وثقتك الكبيرة بأنه أهلٌ للمسئولية .. وباطنها متابعة شديدة لتحركاتهما وتصرفاتهما حتى تطمئني بأنها فعلاً على قدر المسئولية المترتبة على الزواج .. فلا ترمي ابنك مباشرة .. بل هيئيه حتى يكون لديه القدرة بالتعامل مع ظروف الحياة وإدارة منزله كما لو أنه رجل بالثلاثينات

وفقك الله لكل خير