إن الرجل الذي تتحدثون عنه لم يعد موجوداً في عالمي
أربع سنوات مرت و لم تكتحل عيناي برؤيته
لم يعد موجوداً منذ الليلة التي قبل فيها يد أمي مودعاً لها وداعه الصامت
لم نكن نعلم أنه ذاهب بلا عودة .. لم نكن نسمح لقلوبنا أن تصدق أنه راحل عنا للأبد
منذ أخذوه للطبيب .. لم يعد ولم يصل للطبيب
لم يعد موجوداً منذ قالوا : عظم الله أجركِ
منذ أغلقت بابي وجلست وحيدة أكابد الموت و نفسي تتصعد في داخلي
منذ شعرت بالفقد و أي فقد كفقدك يا أبي
فقدت يده الحانية .. فقدت صوته وابتسامته
فقدت سماع عبارته ( خادم القوم سيدهم ) فقد كان يخصني بها وحدي
فقدت الطفلة التي كانت تعيش في داخلي
كانت تلعب وتمرح و تضحك و حق لها فقد كانت تأوي إلى ركن شديد!
كم حملني على كتفه في صغري كم اشترى لي الحلوى
كم فرح لفرحي وكم تألم لمرضي
كم كان يحترم عقلي .. لم يحجر يوماً على أفكاري
لم يأمرني بالصمت يوماً كلما اقنعته برأيي صمت وضحك
فزادت ثقتي في نفسي ...
لماذا فتحتم الجراح ولماذا مررت أنا بكلماتكم
رحمك الله يا أبي فإن فقدك ليس كأي فقد !
__________________