عزيزتي..
الحال من بعضه
بدايةً لا أحبذ أن تنظري لسلوك زوجكِ على أنه كسل أو لامبالاة .. حتى لا تشحني نفسكِ ضده أكثر.
بصراحة الحوار الذي دار بينكِ وبين زوجكِ وتّرني .. وضعتُ نفسي مكانه وشعرتُ بأنكِ واقفة فوق راسي تضربين بمطرقة:
ـ كلمتني صديقتي عن شركة المنازل.
ـ يالله قدم بسرعة.
ـ عطني وقت محدد.
ثم حدث الانفجار .. وإلى متى سأصبر؟ .. وإلى متى سأصبر؟ .. وإلى متى سأصبر؟
تحدثتِ عن معاناتكِ العظيمة ونسيتِ وسط انفعالكِ أن زوجكِ أيضاً يعيش نفس المعاناة .. وفي نفس الغرفة الضيقة .. وبالتأكيد هو ليس مستمتعاً بالوضع.
زوجكِ على ما يبدو رجل قيادي ويحب تولي المسؤولية .. مثل زوجي .. وهذا النوع يرى في ملاحقتكِ المباشرة والصريحة له بما يجب عليه القيام به انتقاصاً وعدم ثقة في قدراته .. مثل زوجي .. ولأنه عنيد فسيتمرد على ملاحقتكِ تلك وسيعاند بمزيد من التسويف وتضييع الوقت حتى تتركي له الأمر دون تدخل أو مزاحمة .. مثل زوجي
وحدث معي شخصياً أن العام الدراسي كاد أن يضيع على ابني عندما قررنا إدخاله المدرسة لولا فضل الله ورحمته .. لأنني كنت أرغب في التسجيل بسرعة قبل أن ينتهي موعد التسجيل وحجز جميع الأماكن .. في حين كان زوجي بارداً ويرى أن الدنيا ما طارت .. ولما احتديتُ في النقاش رفع في وجهي سيف العناد الذي كاد أن يضيع على ابني سنة من عمره سدى.
وعلى فكرة .. لا أتحدث عن العناد بسعادة أو رضا .. بل أراه بالفعل تصرفاً ليس فيه ذكاء .. ولكننا أمام أمر واقع فهو الرجل وهو الزوج والقرار بيده .. ولو (قرر) عدم فعل هذا الأمر أو ذاك فلن نستطيع أن نجبره على ذلك .. فماذا نفعل؟!
نحتال
أذكر أيام سفر أختي مع والدي رحمه الله للعلاج أنني جلست في بيت أهلي للاعتناء بابنتيها لحين عودتها .. وكان زوجي يأتي ليأخذني كل نهاية أسبوع إلى بيتنا (في إمارة أخرى غير إمارة أهلي) ثم يعيدني مع بداية الأسبوع لأن البنتين عندهما مدرسة .. وحدث في إحدى المرات أنه اتصل بي صباحاً وأبلغني بأنه متعب جداً ولا يستطيع القيادة كل هذه المسافة ويحتاج لأن ينام ويرتاح .. فكتمتُ إحباطي وقلت: سلامتكِ حبيبي .. صحيح كان خاطري اشوفك بس تتعوض إن شاءالله وانت نام وارتاح .... ثم عاود الاتصال بي عصراً وسلم وسألني عما أفعل .. فقلت له: لا شي .. قال: وين اخوج؟ .. قلت: طلع عنده شغل .. قال: وين البنتين؟ .. قلت: راحو عند ابوهم وبيباتون .. قال: عيل انتي شو تسوين بروحج؟ .. قلت له بمنتهى الهدوء والمسكنة: ولا شي بس جذي جالسة .. وأكملنا المكالمة ثم أغلق ثم عاود الاتصال بعدها بأقل من ساعة ليخبرني بأنه قادم لأخذي إلى البيت
بالنسبة لكِ .. مثلاً ابنكِ مريض ويحتاج للذهاب إلى المستشفى .. وطلبتِ من زوجكِ حجز موعد ولم يفعل .... اجلسي مع ابنكِ وتحدثي معه ـ على أن يكون زوجكِ على مقربة ويسمع كلامكِ ـ وقولي للصغير بمنتهى الحنان والعطف .. وكأن والده غير موجود: فيك واوا يا قلبي؟ معليش يا ماما .. بكرة بابا يخلص شغله بسرعة ويوديك عند الدكتور والواوا بتروح إن شاء الله.
بالنسبة للبيت .. العزيزة شيهانة أعطتكِ التصرف السليم .. عندما تكونان معاً في لحظة حميمة عشّميه: آه يا حبي .. اصبر بس لما نكون في غرفة بروحنا (اعملي له إيحاء وكأنه هو اللي مستعجل على البيت

)
لا تتذمري لأنكِ لا تستطيعين استقبال أهلكِ .. بل أوصلي له رسالة أنكِ تتمنين أيضاً استقبال أهله وأنكِ تتمنين لو أن البيت أكبر قليلاً حتى تقومي بواجب أهله كما يجب.
باختصار .. اطلبي بشكل مباشرة مرة واحدة .. وإن لم يستجب فاجعليه يشعر باحتياجكِ بشكل غير مباشر .. وبمسكنة وليس بلوم وتقريع .. هذا سيوقظ (المنقذ) في داخله ويهب لنجدتكِ وتنفيذ طلبكِ .. وخلال ذلك يجب أن تدربي نفسكِ على الصبر وطول البال وتهوين بعض الأمور.
والحقيقة إنني أغبطكِ لأن زوجكِ كان صريحاً وصادقاً معكِ عندما قال لكِ إنه يحب أن يكون شخصاً يُعتمد عليه ويشعر برجولته في ذلك .. أما أنا فقد تركني زوجي على عماي وارتفاع ضغطي حتى اكتشفت وتأقلمت مع هذا الطبع
أخيراً .. لا يكفي أن تقولي لزوجكِ (إنني سأبقى أنثى أحتاج لرجل يحميني) .. بل يجب أن يكون فعلكِ دالاً على هذا الأمر .. وأحسب أن هذا ما يحتاجه زوجكِ.