أختي الكريمة/
منذ يوم أمس وأنا أفكر بشأن موضوعك، وعاهدت نفسي أن أردّ، وأقدّم ما لدي لعل الله يفتح عليّ، ويجعل كل الفائدة فيما تقرئين.
-أهنّئك على تعاملك الراقي مع أهل زوجك.
واعلمي أنهم ورقة في يدك تستطيعين استخدامها بذكاء ضده لو أردت.
:::
1) بخصوص بذاءة لسانه.
-أجد من خلال كلامك أنك إنسانة تميل للمسالمة والمهادنة.
لكن عليك أن تفرّقي بين الصمت عن الحق، وبين الذلة.
-افهمي يا أخيّة أن الفرد منا هو من يسمح للآخرين بالتعدّي عليه لفظياً أو جسدياً.
كيف؟
عندما أنتَ في داخلك لا تحترم ذاتك، ولا تعطيها قدرها فإن الآخرين لن يعطوك قدرك. إنها قاعدة صحيحة.
-أنتِ لا تطلبي من زوجك شفهياً أن يحترمك؛ بل أنتِ من تجبريه على احترامك بأفعالك وردّات فعلك.
-هل سمعت المثل (عزّ نفسك تجدها). هو مثل صحيح.
-أريد منك دوماً أن تعزّي نفسك، وترفعي قدرها، وتطوّري من نفسك، وتتخيّلي احترامك وشخصيتك في ذهنك أولاً ثم تطبّقيها على الواقع ثانياً.
-تعوّدي على ذلك بالتدريج، وستظهر النتائج مع الأيام.
-أريد منك أن تقرئي كثيراً.
-زوجك يريد امرأة ترد عليه، وتناقشه، وترتفع أصواتهما معاً. هذه شخصيته كما أرى.
-ربما اعتاد على البذاءة من خلال معاشرته للطلاب وسوء سلوكهم في الفصل مما انعكس عليه سلباً لتفريغ شحناته في بيته.
-لمواجهة بذاءة لسانه تتبعي الخطوات التالية:
أ) حضّري نفسك وعقلك لمواجهته. شجعي نفسك ولن يصيبك شيء.
ملاحظة مهمة: إن كنت لا تستطيعين فاكتبي جميع مشاعرك وطلباتك منه في رسالة ثم دعيها على مكتبه.
إن كنت تستطيعين فانتقلي للخطوات الأخرى.
ب) حضّري له ذات يوم الشاي والقهوة.
ت) قولي له: أعطني من وقتك القليل.
ث) ابدئي معه الحوار التالي:
الزوجة "أنتِ": أنا أحبك. أنا أدعو الله دائماً أن يحفظك لبيتك وأولادك. نحن لا غنى لنا عنك بعد الله سبحانه.
ثم قولي له: هل ترضى أن أسبّ أمك؟
الزوج "زوجك": لا.
الزوجة: هل ترضى أن أسبّ أباك؟
الزوج: لا.
الزوجة: كذلك أنا لا أرضاها لوالديّ.
ثم اذكري هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أكبر الذنب عند الله أن يسب الرجل والديه ، قالوا : وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه .
ثم قولي: هل ترضى أن أسب والديك أمام أبنائك؟
الزوج: لا.
الزوجة: أنا لن أفعلها؛ لأن ديني وأخلاقي وتربيتي تمنعني من فعل ذلك.
الزوج: أنا كنت أمزح.
الزوجة: المزح له حدود. المزح لا يأتي بالتجريح الشخصي والسب واللعن.
أيضاً أنا أعاملك بالحسنى والسمع والطاعة لك كي أنال رضا الله قبلك، لكن هذا لا يعني قبولي أو سكوتي عن سبك لأهلي أو لي طوال الوقت.
أنت تربي أجيال، ويتخرج طلاب من بين يديك. تخيّل لو أن طالباً من طلابك رأى سلوكك هكذا في بيتك. ماذا سيقول عنك؟ أخبرني بصراحة.
الزوج: يحاول التبرير هنا.
الزوجة: احترمني، واحترم كياني، و يجب عليك أن تعاملني كما أعاملك؛ فأنا ابنة ناس، ولم آتي من الشارع أو من القمامة...ثم قومي من عنده واتركيه.
-تجاهليه في البيت.
-إن كرر السب والشتم مرة أخرى. فقولي له: أمسك عليك لسانك، واحترم ألفاظك.
-إن كرر أيضاً فهدديه بإخبار أبيه وأمه.
-إن كرر فهدديه بإخبار والديك.
-إن كرر مع تهديداتك له فأخبري أبيه وأمه بالحقيقة...إن لم ينفع فأخبري والديك.
-لا بد أن تحلي الموضوع الآن وإلا فستسقط هيبتك في المستقبل أمام أولادك، وسيتعاملون معك كأنك من سقط المتاع، بل سيتطاولون عليك.
:::
2) بخصوص طلباته.
-نفّذي حقوقه وواجباته بما أمرك الله أولاً وبما تستطيعين ثانياً. يقول الله تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
-أحضري أغراضه ثم انصرفي ولا تجلسي معه.
-إن سألك: هل هناك شيء؟ قولي له: راجع حساباتك.
-لو قال لك ذات يوم: استمرّي واقفة.
قولي له: قدماي تتعبني، ولست طالبة في فصل دراسي.
:::
خلاصة القول:
اتخذي موقفاً حازماً منه.
لا تسمحي له بالإهانة والتجريح.
إن كنتِ تعرفي نقطة ضعف فيه فاستخدميها ضده.
:::
أسأل الله أن يجعل رأيي صائباً.
أخوكم/ حاتم بن أحمد-الرياض