حياكِ أختي الفاضله ..
تأثرت بقصتكِ من نواحٍ..
وهو أن يعرف الإنسان أنه ضعيف بنفسه ، قوي بإيمانه وإخوانه ..
عليك أختي الكريمة قراءة هذه الآيات وسط هذه المعمعه من التشتت وحالة اللاهدوء .. ستجدين هذه الآيات تنطبق عليكِ وقد لاتحتاجين فيها إلى قراءة تفسير أو ماشابه ذلك ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الم
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
قد يظن الكثير أن هذه الآيه قد لاتنطبق عليه أو أن المقصود بها أولئك الأبطال المجاهدون في سبيله الباحثون عن الجنة وسط معمعة الحروب وقذائف النيران ، لالالا بل هي علينا أجمع ، نعم هل الإيمان سلعة رخيصة يتحلى بها أي إنسان فيدعي الإيمان دون أن يختبر أو يُبتلى بأمر يفسد عليه حياته ، وينغص عليه يومه كله أو حتى أيامه أو حتى عمره أجمع ، أوما نلتفت يمينا ً ويساراً فنرى البلايا والمحن حوالينا ، فنسأل الله لنا ولهم العفو والعافيه ، إذاً هي فتنة وامتحان وابتلاء لمن؟؟؟
إنه للمؤمنين وليس لمن يدعي ذلك ؟؟ فهنيئاً لمن صبرَ وظفر.
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
إنها لمسة حانية من الله سبحانه وتعالى وتعزية لي ولكِ ولكل مُبتلى أن ينظر ويتفكر بمن سبقه . أي ابتلاء وأي امتحان ساقه الله عليه فكيف صبر وظفر ونال أعلى الدرجات في جنان الخلدْ ، في الابتلاء يتم التمحيص لمن هو مؤمن ولمن هو غير ذلك ، لمن هو صادق ولمن هو دون ذلك .
والله ياأختي الكريمه زرت واحداً في مدينتنا لديه 9 من الأولاد جميعهم بهم تخلف عقلي يختلفون من واحد لآخر أكبرهم كان عمره وقتها 22 سنة لايتحرك من مكانه إطلاقاً ، لايتكلمون ، ولا يتحدثون ، بل ويهابون من جنس البشر لأنهم لايمكن لهم الإختلاط مع غيرهم من المتعافين ، وهو يقول الحمدلله صابر وأن الله لن يحرمه الأجر على ماهو عليه ، بتُّ ثلاث ليال في رعب مما رأيته فقد كان بحق موقف عصيب ، تخيلته كيف يعيش يومه وحياته تلك وهو في وظيفة عادية جداً ، ولكن مع تقدمه في السن وإحالته على التقاعد عجز عن خدمتهم (فوفرت الدولة رعاها الله من يتكفل بشؤونهم ويرعاهم) . انظري اختي عِظَم هذا البلاء عاش سني حياته بهذه الصوره .
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ *مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ *وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
تفكري في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله .. إنها دعوة لكل مبتلى ولكل متألم في هذه الحياة أن يصبر فإن الموت واقع لامحالة ، إن الإنسان ليعرف متى سيموت فإن كان مبتلى وممتحن في بلية عظيمة ومصيبةٍ فادحه فقد يكون قد اقترب أجله فقط ليصبر وينتظر لقاء الله ، حينها الله سبحانه يكون قد أنهاه من هذا الجحيم الذي يصليه وهذا العذاب الذي يتلوى منه ويكون قد وفقه الله لنيل الدرجات العلى في الجنة الخالدة وهذا مُبتغى كل مؤمن . ( ألا يقفز لذهنكِ في هذه اللحظات ماشطة بنت فرعون وكيف أحرق فرعون ابنائها بالزيت الحارق على أن تعود وتترك عبادة الله .. فأبت لأنها تمنت تلك اللحظة التي ينتهي بها عذاب الدنيا لتنقلب إلى نعيم الآخرة . ثم عبدالله بن أبي السرح الذي أحرق أمامه هرقل عشرات من المسلمين بالزيت المغلي وحين قدموه للقدر بكى !!
ففرح المشركون يعتقدون أنهم انتصروا عليه لكنهم تفاجأو حين قال لهم تمنيت لو أن لي ألف نفس حتى تتعذب لأجل الله .. ياالله ما أعظمه من إيمان .. وخبيب بن عدي رضي الله عنه حين قبض عليه المشركون وصلبوه إلى جذع شجره ثم أشعلو النار من تحته .. أما كان بكلمه واحده كان بمقدوره أن ينهي هذا العذاب .. لكن إيمانه القوي منعه وقفز به إلى أعلى الجِنان فصبر ومات شهيداً حريقا رضي الله عنه .. والأمثله على هذا من القديم والجديد كثيرة .. )
هي الدنيا إنما هي ممر لشيئ عظيم .. فلن تدوم إنها أوقات معلومه وآجال محسوبة وبعدها ينتهي كل شيئ ..
ولكن من يصبر ويظفر بالجنان هناك سينسى كل ثانية حزن وألم عاشها في الدنيا .. أي نعيم مقابل نعيم الجِنان .. إن لحظة واحده في الجنة تنسيك عذاب 50 عام وأكثر ..
فالصبر الصبر .. فالحياة تحتاج منا لصبر وثبات .. وتحتاج لجهاد ومكافحة .. فالسلعة غاليه ومهرها سهلٌ لمن يسر الله عليه .. والحمدلله أن لدينا كتاباً من ربنا يسلينا ويسعدنا ويبهجنا ويفرحنا ويسلي عنا ويخرجنا من الحزن والألم إلى الفرح والسعادة .
أسأل الله أن ييسر كل عسير ، ويجلي كل مكروه ، ويصبر كل مبتلى ، ويوفق كل مجاهد
أعتذر للإطالة ولكن هي همهمات نفس خرجت علّها تُسري عنكِ وتبعد عنكِ كل ألم وفقكِ الله .
25-08-2011, 04:08 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري