السلام عليكم ..

أختنا الغالية .. في البداية أحترم وأقدر كل الردود .. ولكن أنا أعرف أنك لم تتقبلي فكرة ( الطلاق) ..

تعقيب بسيط على أخونا (البليغ) ..
- أولا: موضوع الاتصال بأحد أقاربك .. لا أجد أنها فكرة جيدة لأن الرد منهم وبعد موقفهم القاسي عليكي سيكون ( انتي الي إخترتيه تحملي).. وللأسف هذا حال غالبية أفراد المجتمع بدون مجاملة ...

- ثانيا: المحكمة ... حبالها طويلة ... ولا أتعتقد أنه احل المناسب ...

لنفكر قليلا فيما تريدين ... أنتي غير متقبله تماما لفكرة ( الطلاق) إذا أنتي من عليكي أن يقرر ماهو الحل المناسب ... إذا كنتي متخوفة من هذه الفكرة وتريدين البقاء معه .. لماذا ؟؟؟ السبب بسيطة جدا ( الحب الأعمى) التلق به دون التفكير بعقلانية .. عيبنا أننا في أغلب الأمور المتعلقة بمشاكلنا الإجتماعية والمرتبطة بحياتنا اليومية نستخدم العاطفية لحلها والشعور النابع من القلب ونتجاهل التفكير بعقل ورسم أبعاد خيالية ستحصل في المستقبل ...

إن من نعمة الله علينا أنه ميزنا بالعقل عن سائر المخلوقات .. إذا فلماذا نستخدمه فقط في الدراسة في العمل في كيفية جمع المال ونتناسى أن من واجبنا التفكير بعقل لحل المشاكل المرتبطة بحياتنا اليومية الإجتماعية ...

أنتي حينما قررتي الدراسة خارج السعودية كيف توصلي لهذه الفكرة؟؟؟ .. بالتأكيد فكرتي بعقلانية واسعة لبناء مستقبل علمي زاهر لك .. ولكن حيمنا وقعتي في أول مشكلة حياتية إجتماعية ... تجاهلتي العقل و ركتنيع على الرف واستخدمتي ( القلب الضعيف) وللمعلومية لإن الجنس الأنثوي يمتلك قلب أضعف وأرق وأحن من الرجل آلاف المرات ... لذا قال الله سبحانه وتعالى (يوم تضع كل ذات حملٍ حلمها ... ) هذا من أهوال يوم القيامة تنسى الأم حنيتها على رضيعها ...
ويقال( إن االله أحن على المؤمن من قلب أمه عليه ) .. ولم يذكر الأب في الحنية والعطف واللين ...

ولكن ... وقفة صريحة ... لابد علينا أحيانا أن نتخطى هذه الحنية ونتناساها .. إذا أردنا أنعيش حياة سليمة .. ما الفائدة من حياة مريرة صعبة ندفع ثمنها مقابل ( قلوب رقيقة ) ... فكري أخي الغالية .. هل بعد مرور خمس سنوات وبعد التفاني الواضح منك والتضحيات السامية هل سيكون هناك مردود عالي أو جزاء مجزي أو حتى شكر مقبول ...

أختي أنتي متحطمة من البداية .. لماذا بدأتي الموضوع بــ(انا أدري أنه ماحد مرتاح بحياته وان الراحه راحة الاخره .. وان الشكوى لغير ربي مذله ... لكن أنا أحس اني بموت من الضيقه ..)

تذكري أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير)

تفسير الجلالين :
46 - (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) يتجمل بهما فيها (والباقيات الصالحات) هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر زاد بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله (خير عند ربك ثوابا وخير أملا) أي ما يأمله الإنسان ويرجوه عند الله تعالى

ولا نعتقد كلنا أن من تجمل بالمال والبنون لا يكون سعيدا ... إذا الله سبحانه وتعالى قد أقر علينا السعادة في الدنيا ..

وقال سبحانه :{يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار}

تفسير الجلالين :
39 - (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) تمتع يزول (وإن الآخرة هي دار القرار)

تفسير ابن كثير :
فقال " يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " أي قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب وتضمحل " وإن الآخرة هي دار القرار " أي الدار التي لا زوال لها ولا انتقال منها ولا ظعن عنها إلى غيرها بل إما نعيم وإما جحيم .

تفسير القرطبي :
أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول .


لابد علينا أن نملأ الدنيا بالسعادة والهنا ... ولا نستسلم لها مهما كانت الظروف ..


أختي الغالية .. وقفة صريحة مع نفسك .. هل تسمين ما أنتي فيه حب ... لنقل أني استمريتي في هذا العذاب عفوا أقصد وكما تقولين أنتي حب ... هل بعد كل هذا الوفاء العظيم .. والتضحيات السامية .. والبذل السخي .. هلى سيكون هناك مردود إيجابي .. أو جزاء مجزي .. أو شكر مقبول ....

اسمحي لي أختي أن أقذفها وبكل صراحة ... أنتي لأسف لا تحبين بل أنتي وقعتي في ( عبودية الحب) والعياذ بالله ... نعم لا أعتقد أن الحب قد يسيطر علينا لهذه الدرجة خصوصا أننا أصحاب عقول نيرة وفكر واعي

** ساؤلات :
هل نحب لدرجة أننا نقبل الإهانات والطعن في شرفنا ولا نزال متمسكين من نحب ؟؟؟
هل انتهت من قلوبنا العزة والكرامة وحل محلها عبودية الحب ؟؟
لماذا نتجاهل عقولنا عند المشاكل التي تختلط العقول مع القلوب ونقدم القلوب ؟؟؟
هل ما نحن فيه حب أم ضعف نفسي متحكم بعواطفنا ؟؟
لماذا نتستطيع حديد المستقبل من حيث الدراسة العمل جمع المال ولكن نعجز عن حديد شريك الحياة؟؟


وأخيرا : أختي الغالية آسف على الإطالة ...ولكن أنتي لست عاشقة بل متزوجة أي لابد عليكي قراءة الردود بعقلانية واسعة لا بعاطفية واضعة ...


وفي النهاية أنا لست عالما ولا شيخا ولا إماما ... بل شاب كباقي الشباب من واجبي المشاركة في تغيير ...
فإن أصبت فيما كتبت فمن الله وإن أخطأت من نفسي من الشيطاني ...

وتقبلوا مني أجمل تحية
أخوكم / أبو سالم