السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بحثت في مواضيعكِ السابقة فلم أجد لكِ موضوعاً يتحدث عن ماتعانينه مع أباكِ وأخوتك الغير أشقار لكي أتفهم الموضوع بشكل أوسع ، ولكن بما أنكِ تتحدثين عن نسيان أمورٍ قد حدثت منهم في الماضي سأتحدث بالقدر الذي فهمته من كلامك وأسمحي لي قصر فهمي إن لم أفهم ماتريدين ، وأسأل الله أن يوفقني لنصحك وإرشادك

الماضي
دائماً يعلمنا دينا الإسلامي بأن "مافات مات" وبما أنه مات ف للأموات حرمة فلا يجوز تذكر الماضي أياً كانت الأسباب لأن تذكرة كمن ينبش قبراً لميت وهذا لايجوز شرعاً ، وقد قال أحد الحكماء بأن التفاعل مع الماضي وإستحضاره والقنوط لمآسية هو ضرب من الحمق والجنون ، وبان الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، لذلك لابد على المؤمن بنسيان الماضي وطي صفحتة في زنزانة الإهمال ، والأولى التفكير في حاضرة ومستقبلة بدلاً من أن يضيع وقته بماضية "الميت" وهذا من الإيمان.

لذلك عليكِ بنسيان ماحصل لكِ مع والدك وأخوتك من هذا المنطلق ، فلاَ تذكر مواقفهم يصلحهم ، ولا الكدر يجبر ماقاموا بكسرة ، ولا الحزن على ماقاموا بفعلهِ سيغير ماكتبه الله!! فلا يوجد أجمل من النسيان في هكذا أمور.

وبالوالدين إحسانا
قرأت في بعض مواضيعك حبك لوالدتك حفظها الله لكِ وأطال الله في عمرها ، وإمتنانكِ لوالدك الذي يقول لكِ قولاً كريماً عندما تأتينه بالماء ويقول لكِ سقاكِ الله من الكوثر ، لذلك أريد بتوصيتك على والدك لأنه مهما كان سيئاً فبره مأمورين فيه من السماء وهو واجب علينا ، فمهما كانت الظروف لاتحرمي نفسك أجر بر والدك فوالله بأن مفتاح الجنة هو بر الوالدين.

التسامح
يقول الله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فمهما أتاكِ من أباكِ وأخوتك يبقون هم دمك ولحمك وهم عزوتكِ فكوني أنتي أفضل منهم وسامحيهم وعامليهم بالحسنى ك أبنة بارة وك أخت كريمة ، والتمسي لهم الأعذار وفوزي بالأجر العظيم ، فوالله إن صفحتِ عنهم نلتِ شرف الدنيا الأخرة .

وهم حتماً يا أوخيتي في الله بأن الخير في قلوبهم ولكنهم ربما لايوفقون للخير ولايفقهونة ولايعونة او لايعرفون الوصول إليه بطريقة سليمة.

يقول أحد الشعراء
فقل للعيون الرُمدِ للشمس أعينُ .. تراها بحق في مغيبٍ ومطلعِ
وسامح عيوناً أطفأ الله نورها .. بأبصارها لاتستفيق ولاتعي

إضاءة!!
لايجوز الفرح لمصابهم ، او لنقل لايجوز التشفي من مصابهم فالأولى الدعاء لهم.

أسأل الله أن أكون وفقت في نصحك ، وأسأل الله لكِ دوام الصحة وراحة البال.

__________________
استغفر الله واتوب إليه