صلى الله عليه و اله و صحبه و زوجاته و سلم .
أخي المتفائل: أولا أحبك في الله .
شاهد معي التالي:
(الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا )
قوله للأشج بن قيس ( إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة")... و اخر الحديث ( بل جبلك الله عليهما )
قال بعض الإخوة المصلحين : الشاب ذو الفتوة و الشراسة و العنف أثناء جاهليته ، تحور الإستقامة تلك الصفات إلى الجهاد في سبيل الله و الحسبة أو القسوة و العنف مع العصاة ، و هناك الكثير من الشباب المتدين يتسبب في نفرة الناس عن التدين بسبب قسوة و حدته إن لم يرشدها عالم رباني إلى طريقها الصحيح .
تعال أخي الحبيب و انظر بعين التأمل إلى علمائنا الأفاضل : العلامة الرحيم ابن باز .. هل سمعته يوما من الأيام يقسو أو يسب أو يقذع في الرد على أحد؟؟؟ حتى المبتدعة ؛ فإنه عف اللسان طيب الكلمة ، لا تسمع منه إلا أرق الكلمات و الدعاء للعصاة و المبتدعة ..
و لا أريد ان اسمي النموذج الأخر .. تجده يحشر في كثير من أقواله و فتاواه ما يوحي بأنه اسد يزأر في حومته... ( هذا ضال خسيس و ذاك خبيث الطوية و هذا يا قاتله الله ما أكثر كذبه .. و هذا رأي باطل و زيف كانه ضرطة عير بأرض فلاة ....الخ ) و كان يمكنه أن يحفظ الكلمات الأرق و الأروع لأن الغرض هو تبيين الحق لا الإستعراض لإظهار القدرة اللسانية في أسوأ تجليها .
عزيزي: إنها الطباع ، إنها الخلال ، من الصعب جدا أن تتغير أو تموت في الشخص ..
أتعرف أيها المتفائل أن من علمائنا من لم يستطع التخلص من بعض اعتقاد الأشاعرة ؟ أو الماتوريدية ؟؟؟ و هم قمة في العلم
و لديهم القدرة أن يناطحوا النجوم في علوم الآلة.. و لكن الفكر الذي تربى 50 أو 60 سنة ليس من السهل التخلص منه.
سمعنا عن شباب تدينوا . و كانوا أسوأ الشباب قسوة و ظلم للناس فلما تدين و استقام لم يغير من تلك الصفة إلا أنه استخدم الغلاف الديني ليحمي طباعه العنيفة فصار يشتم هذا و يضرب هذا بحجة أنهم عصاة لله و رسوله
و عليه : فلا يصلح الإستشهاد بتغغير الأعراب و الجاهليين في هذا المقام.
عمر بن الخطاب شجاع مقدام و مثله علي بن أبي طالب رضي الله عنهما و حسان بن ثابت لا يطيق حمل السيف و الجهاد كعمر أو علي ...و الشجاعة كسائر الملكات النفسية لا يمكن ابدا أن أخلق في نفس هذا الشجاعة إن لم يكن يملكها جبلة من الله
تحياتي للجميع