ساوضح بعض الامور اخي الكريم :

اولا مسوغ طلبها للطلاق مقبول شرعا، لان المراة يجوز لها طلب الطلاق في حال عجز زوجها عن الانفاق عليها ، فلم نستنكر عليها ذلك رغم حله شرعا ونتهمها بالأنانية والمادية ؟ امراة تريد رجلا ينفق عليها ولذلك طلبت تحسين دخله فاين الخطا ؟

ستقول كان من الواجب عليها مساعدته ، واتفق معك في ذلك ولكن انظر الى حجم المساعدة المطلوبة منها ودوافع رفضها تقديمها ، فاذا كان هو يدرس في الجامعة ويعتمد فقط على وظيفته الاخرى زهيدة الدخل فماذا يعني ذلك؟ يعني انها ستقوم بما لايقل عن 70 بالمئة من متطلبات المعيشة ولمدة اربعة سنوات على الاقل ..
امر كهذا يجعله من اوكد حقها ان تتوقع رد الجميل وحفظ المعروف ، السؤال هو :
- مالذي يضمن ان زوجها سيحفظ معروفها ويعوضها عنه؟
- ومالذي يضمن ايضا ان زوجها لن يعتمد عليها بعد تحسن دخله ؟

هذه الامور هي ما تجعل الزوجات يترددن في مساعدة ازواجهن ماديا فلا اظن ان عليهن اللوم في ذلك ، ولتعلم اخي ان نسبة من تزوج عليهن ازواجهن بعدما بذلن سنوات من الدعم المعنوي والمادي هي ليست نسبة نادرة تعد على الاصابع كما ذكرت ، لن ابالغ فاقول انها السواد الاعظم لكن ساقول انها نسبة كبيرة بالقدر الذي يجعل الزوجات يترددن في هذا الامر ويتخوفن منه ..

وامر اخر ، ارى في حديثك عن الزوجة شيئا من التحامل ، فاذا كان سبب طلاقه لها عدم وقوفها معه في محنته فكيف اذا قبل بعودتها بعد تحسن اموره المادية ؟ هذا يعني ان سبب الطلاق هو امور اخرى حدثت اثناء انقطاعك عنه (لعلها على الارجح عدم اتفاقهما على مايخص المادة) فذلك لا يعني الجزم بكون الزوجة مادية التفكير ولا تقدر ظروف الرجل ، فلنحسن الظن ونكون دقيقين في احكامنا على الاخرين ..

__________________



احيانا يجب ان نفقد ذواتنا كاملة لكي نستعيدها كاملة ...