رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
« أنا أستحق ! » كلمات و « توكيدات » بات يرددها كثير من أولئك الذين تدرجوا في متاهات «قانون الجذب» أو جذب القدر
حتى صار أحدهم يعتقد بأنه حكم القضاء وصانع الأقدار. وأنه إذا صرح باستحقاقه الشيء انجذب إليه وتحقق له.
ولكن ثمة سؤال لا بد أن يُطرح : من هو الذي بيده العطاء والمنع ؟ فإن قيل : هو الكون أو العقل الباطن ونحوه، فحكم هذا القول ظاهر.
وإن أقرّ بأنه الإله ، فمفاد قوله أقبح من قول المعتزلة الذين أوجبوا على الله فعل الأصلح، فإن هذا أوجب عليه ما يريده العبد ويظن أنه يستحقه !
قال شيخ الإسلام : ( وأما الإيجاب عليه سبحانه وتعالى.. فهذا قول القدرية ( المعتزلة ) وهو قول مبتدع مخالف لصحيح المنقول وصريح المعقول.
وأهل السنة متفقون على أنه سبحانه خالق كل شيء وربه ومليكه، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأن العباد لا يوجبون عليه شيئا ) ا.هـ
ولو أن الإنسان عرف قدر نفسه، وتأمل تقصيره وذنبه، وما يسبغه الله عليه من النعم، لعلم أن ذلك محض كرمه ﷻ وفضله، لا من حق العبد على ربه.
وأعجب من ذلك عندما يُربط هذا المفهوم المنحرف بحسن الظن المأمور به شرعاً، في فهم مغلوط للنص الشرعي، والواقع أنه من ظن السَّوء المنهي عنه ..
قال ابن القيم رحمه الله: ( فأكثر الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء، فإن غالب بنى آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ولسان حاله يقول : ظلمني ربى، ومنعني ما أستحقه )
اللهم عاملنا بما أنت أهله لا ما نحن أهله .
د/ هيفاء الرشيد ..