رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
إنه من أصول أهل السنة و الجماعة أنهم يستدلون أولاً ثم يعتقدون؛ و من أصول أهل البدع و الاهواء أنهم يعتقدون أولاً ثم يستدلون، وذلك نتيجة لحب بدعتهم و تمكنها من قلوبهم، فتجدهم يبحثون عن أي دليل مهما كان واهياً ليستدلوا به علي معتقدهم الذي اعتقدوه سلفاً.
و ليس بحثهم عن الدليل من أجل شفاء الصدر و طمأنينة الإيمان بما اعتقدوه، و إنما من أجل التلبيس بهذه الأدلة المزعومة علي مخالفيهم أو العوام غير المختصين فيحسبونهم علي علم و علي أصول " وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ " المجادلة - 18 .
فتجدهم يطبلون و يزمرون لكل دليل مزعوم و كأنه الكافي الشافي، فإذا ما رد عليهم أهل الحق دليلهم هذا و فندوه و أبطلوه إما بنقض ثبوت الدليل نفسه أصلاً أو بنقض الدلالة منه، تركه أهل الأهواء و انطلقوا كالسوائم الضالة ينبشون هنا وهناك لعلهم يجدون أي دليل آخر يثبت دعواهم و يرسخ معتقدهم؛ و ما ذلك إلا بسبب منهجهم الفاسد في الإعتقاد أولاً ثم الإستدلال ثانياً، فمهما حُطِمَتْ أدلتهم و بُيِّنَتْ عوارها فلن يثنيهم ذلك عن إعتقادهم الفاسد - إلا أن يشاء الله -، بل سيتركون كل دليل منقوض من أجل أي دليل آخر مأمول..
و لذلك فإن المنهجية السليمة في البحث العلمي لتعتمد علي نفس هذا الاصل العظيم إذ أنه من ضمن شروط و منهجية البحث العلمي أن يقوم الباحث" بإجراء اختبارات وتجارب للأشياء المتوقعة ( المخرجات المتوقعة ) بتجارب متفرقة لا تعتمد على بعضها البعض على أن تُؤدى بأدق وأنسب صورة مجردة عن هوى الباحث في نتائج معينة يتمناها ". بل إنهم إشترطوا عدم تدخل الأهواء و المعتقدات المسبقة في التجربة فعدوها من الأخطاء المنهجية " هناك أخطاء نابعة من الرغبة الشخصية ، أو تأثير النتيجة المأمولةwishfull thinking حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى ويتمنى تحققها مما يؤثر في تفسيره للنتائج وتأويلها لتخدم ما يتمناه لا سيما إن وجد احتمالاً أو شبهة"1
إن مثل هذه الاصول الفاسدة و التحذيرات العلمية منها لتنطبق أشد ما تنطبق علي مروجي تطبيقات الطاقة في زمننا الحالي، فتجدهم يلتمسون أي دليل علمي لإضفاء الصبغة الشرعية و الأدلة العلمية لإثبات دعواهم و صحة ما يروجون له، فإذا ما نقض لهم أهل العلم و الإختصاص هذه الادلة؛ و بينوا لهم عوارها؛ تركوها و عمدوا إلي غيرها، ذلك لأنهم اعتقدوها و أشربوها في قلوبهم ثم إستدلوا لها.
التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 27-12-2013 الساعة 12:27 AM