نار الحقد تحرق من ؟
نار الحقد تحرق من ؟؟
[img]http://www.**************/up/img89329440759d1.jpg[/img]
في حياتنا الطويلة التي وهبنا إيّاها الخالق ، تمرّ علينا مواقف كثيرة ، وظروف صعبة تجعلنا أحيانا نغضب بل ونحقد على من سبَّبَ لنا الأذى ، والمشاكل ...
تمرُّ علينا نماذج من البشر - أعوذ بالله - تجعلنا مهما حاولنا أن يصفى قلبنا ويتسامح ، أن يمتلئ أسىً وحزناً وغضباً ، وأحيانا حقدا وكرها ....
في إحدى مراحل حياتي كنتُ حامل بابني الثاني ، وتوفيّ أبي - رحمه الله - ، وأناس مقربين مني جدا جدا ، أساؤوا لي جدا جدا ، وجرحوني في الصميم ، ورويدا رويدا وبتلك الظروف ، امتلأ قلبي كرها وحقدا ، حتى أنّي مرضت كثيرا وتألمت وتعبتْ نفسيتي ، خصوصّا أنهم مقربين ...
أحسستُ بنار الحقد تأكل داخلي وتحرقني ... ولم أعرف الحلّ...
وفجأة .... صوتٌ داخلي ...ملاك حارس ربما ، همس لي :
لماذا الحقد والكراهية ؟؟؟
لماذا هذه النار تحرقك أولا وتتعبك وتمرضك، وهم يضحكون ومرتاحون ويجرحون ويمضون وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟؟؟
اعلمي أنك تؤذين نفسك وجنينك الذي في داخلك فقط ...
اعلمي أن الله يمهل ولا يهمل وهو القادر على الانتقام ومعاقبة الظالمين الذي أساؤوا لك ...
اعلمي أنك وحدك من سيطفئ هذه النيران ....
ومن يومها كأنّ سحرا إلهيّا أصابني ، وشرح الله صدري بالقرآن والصلاة ، حتى زال الحقد والكره وأضحيتُ متفائلة بالله وقدرته ..
وبعد فترة تكشّفتْ الحقائق ، ومنهم من اعتذر، ومنهم من حاول التقرّب بعد الجفاء ، ومنهم من ابتلاه الله ليعرف أنّ الله حق ...
و منذ ذلك الوقت لم أعد أسمح للحقد وغضب الانتقام أن يتملكني ويحرقني ، ولو أساء أحد لي فإني أصلّي وأقرأ القرآن وأدعو أن يبعد الله عني كلّ من أراد بي سوءا أو بعائلتي ، ويعيد كيده إلى نحره ...
لذلك :
الحقد نار تأكلك أنت وتحرقك ، وقد وصف الله في كتابه العظيم أنّ المؤمنين لايحملون الغلّ والحقد :
( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (10)) (الحشر)
وقوله - سبحانه وتعالى - أيضا:
(ونزعنا ما في صدورهم من غلّ تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون (43)) (الأعراف)
وكذلك رسولنا الكريم في أحاديث عدة منها :
(عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: « قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم:
هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد»)
رواه ابن ماجة والبخاري وآخرون ..
أخوتي :
الكثير يصف صاحب الحقد ، بالضعيف أو اللئيم أو عديم الإيمان ، لكن في صفحاتِ كلٍّ منا مواقف مرّت علينا وجعلتنا نكره ونحقد ونغلّ ،فنحن بالنهاية بشر نختبر كلّ المشاعر والمواقف ، و ما أجمل أن نصفي قلبنا ونبعد بإرادتنا ذلك الشعور المدمّر ، وأن نتغلّب على وساوس الشيطان لنا ، فهو يستمد قوته من تفرقنا وابتعادنا عن ديننا ...
والضعف واللؤم وعدم الإيمان، هو بالاستمرار بحمل هذا الحقد في قلوبنا الصغيرة ....
ولكل فراشة ترفرف من هنا أحلى التمنيات بحياة خالية من كلّ كره وحقد وغل ، ويا حبذا لو شاركتنا :
هل شعرتِ يوما بنار الحقد تأكل صدرك ؟؟؟
وهل حاولتِ التخلّصّ منها أم سعيتِ للانتقام ؟؟؟
وما كانت وسيلتكِ للتخلّص من هذا الحقد ؟؟؟
بقلم مؤيدة بنصر الله
منقول من منتدى الفراشة النسائي
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة قطرة الندى 7 ; 11-12-2014 الساعة 10:16 AM