رد: أيهما اخف عليك كازوج؟
جاء في الحديث إن صح : والله ما أكرمهن إلا كريم٬ ولا أهانهن إلا لئيم , ويكفينا عنه قوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي "
وايضاً : (أما يستحي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب العبد يضربها أول النهار ثم يضاجعها آخره)
ولكن ورد وعيد شديد على المرأة التي تمنع زوجها من حقه : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )
ولو رجعنا لكلام العلماء حول هل يحق للمرأة منع زوجها من الفراش وهجره تأديباً ؟
هذا الكلام نقلاً عن الشيخ د خالد السبت , بعد أن شرح الحديث الأخير :
..... وهذا يدل على شدة وعظم حق الزوج على المرأة، وفي الوقت نفسه أيضاً المرأة لا تُظلم، لكن أيضاً إن وقع عليها مظلمة من هذا الزوج فليس لها أن تعاقبه بهجر فراشه، يعني كثيراً ما يسأل الناس عن هذا، الرجل يهجر امرأته تأديباً لها، كما قال الله -عز وجل-: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء:34]؟ فهل للمرأة أن تهجر زوجها؟ كثير من النساء تقول: إنها تهجر زوجها، أو تريد أن تهجره لتأدبه، فهذا لا يجوز، المرأة لا تؤدب زوجها، فهي إما أن تنصحه وأن تذكره وأن تحاوره، وإما أن تتعايش معه، وإما أن تطلب الطلاق، أمّا أن تؤدبه بالهجر فليس ذلك لها، وإنما الهجر للزوج، وإذا دعت المرأة زوجها إلى الفراش فأبى لا يحصل له هذا من سخط الله -عز وجل- عليه، لكن ذلك لا يجوز إذا كان يؤدي بها إلى الضرر، فيجب عليه أن يعاشرها بالمعروف، وهذا يدل على أن الغريزة وصبر الرجل عن المرأة أقل من صبر المرأة عن الرجل بكثير، فهنا قال: ((إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها))، فالمرأة يمكن أن يكون صبرها عن الرجل أكثر من صبر الرجل بكثير، ولذلك شرع للرجل أن يتزوج أربع زوجات، وأن يتسرى من النساء بما شاء، هذا على خلاف ما يتوهمه كثير من العامة من أن رغبة المرأة أكثر من رغبة الرجل، وهذا غير صحيح إطلاقاً.
فالحاصل هنا أيضاً أن للمرأة أن تمتنع في حالات، فالشريعة ما جاءت بالضرر، مثلاً: إذا كانت مريضة، أو كانت في حال من الحزن والهم، يعني: تعاني معاناة نفسية وقلبية، مات لها قريب مثلا فهي حزينة لأجله، فالمرأة لديها مشاعر، قد يكون هذا الإنسان في حال معها يعني: يظلمها ويؤذيها ويضربها وما أشبه ذلك، فتعذرت يعني رغبتها وتعذرت إجابتها لهذا الرجل، فما استطاعت أن تجيبه، يعني: بعض النساء تقول: أتمنى أن يقطعني بالمقاريض ولا أجيبه، فالإنسان له مشاعر، فأحياناً تكون المرأة غير مهيأة لغلبة الحزن، ولغلبة المرض، فلا يضرها ذلك،
... فالإسلام ما جاء ليضيع المرأة، ففي الوقت الذي يذكر فيه الشارع مثل هذه القضايا وهذه الحقوق للزوج وما أشبه ذلك أيضاً المرأة لا تكون بسبب ذلك محلًّا للإضاعة، وإنما يضمن الإسلام ويكفل لها حقها، ومشاعرها، والحالات التي تمر بها من مرض ونحو ذلك، والله تعالى أعلم.
------------------
كلام الشيخ واضح جداً