اختي الكريمة ، قبولك به كزوج يعتمد على مدى تقبّلكِ لفكرة ما قام به سابقا من افعال شنيعة ، هو الآن تاب كما تقولين والله قادر على ان يغفر له وان يسامحه ، ولكن انتِ هل تستطيعين التعايش مع هذا الواقع ؟ حتى وإن تاب؟ اقصد : إن تزوجتِ ذلك الرجل هل لديكِ القدرة على نسيان ما قام به؟ والعيش معه بدون ان تعاتبيه او تذكّريه بما مضى؟ لا بد ان تتيقني انكِ في حالة قبلتِ به زوجا وما دام قد تاب ، لا يجوز لكِ ان تفتحي الدفاتر القديمة ولكن هل فعلا لن تفتحيها بينكِ وبين نفسك؟

انها مسألة قدرات وكل انسان يعرف ذاته ، فأنا مثلا لا استطيع ان اتعايش مع زوج اظل اتخيل افعاله الشنيعة واظل اتخيل كيف تجرّأ على معصية الله ، انا اعلم ان الله غفور رحيم وان التوبة تجبّ ما قبلها ولكنني بنفس الوقت لا استطيع التنازل عن مطلبي في عفة الرجل الذي سأتزوجه ، فكما تحافظ المرأة على عفتها على الرجل ايضا ذلك، والمسألة نسبية ، قد تجدين البعض يتغاضون عن الامر ما دامت التوبة قد تمت ، ولكنني انصحكِ بدراسة الامر وباختبار مدى تقبّلكِ لهذا الماضي ، وانتِ ادرى بنفسك وبأولوياتك ،
بالنسبة لي عفة الرجل وطهارته ، امران اساسيان اربطهما برجولة الرجل ، ولكن ليست اولويات النساء واحدة ، وصدقيني لو قلت لكِ تغاضي وحاولي النسيان او قلت لكِ اياكِ ان تقبلي ، فالأمر عائد اليكِ والى مدى قبولك النفسي وعدم نفوركِ منه مستقبلا ، ووقتها لن تستطيعي ابدا لومه، لأنه سيجيبك ببساطة ، انتِ عرفتِ وقبلتِ، خصوصا انه تاب.

مسألة ماضي الزوج مسألة حساسة ، تماما كمسألة ماضي الزوجة ، والناس رجال كانوا ام نساء يتفاوتون في مدى قبول او رفض ذلك الماضي حتى وإن كانت هناك توبة ، لأن الله قادر برحمته ان يغفر تلك الذنوب فهل انتِ قادرة على النسيان؟


اخيرا انصحكِ بصلاة الاستخارة وربنا يختار لكِ الخير ان شاء الله.