
أيــهــا الــرجـال ..لـمـاذا الــكل يــريـــدهــا مـتـزمـة ؟؟؟؟؟
[size=4]أن تكون ذات دين ..
تحافظ على فرائض دينها..
وتجتهد في اجتناب محارمه..
وتحرص على الاستزادة من سننه ونوافله ..
في حديثٍ آخر يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه، حينما أراد التقدُّم لخطبة امرأة، فقال له صلى الله عليه وسلم:
(انظرْ إليها فإنَّهُ أحرى أنْ يُؤدمَ بينكُما) رواه الترمذي بسند حسن.
هكذا يدعو النبي صلى الله عليه وسلم كل من يريد الزواج أن ينظر إلى من يريد أن يتزوجها..
ويعلل ذلك النظر بأنَّه أدوم للمودَّة والألفة بين الزوجين..
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعونا إلى النظر إلى ظاهر المرأة قبل خطبتها؛ فأعتقد أنَّه من الأولى ومن الضروري العناية بالبحث عن الأمور الأكثر خفاءً والأعمق أثرًا في الحياة الزوجيَّة ..
مثل: مدى التزامها وحرصها على التمسك بتعاليم الإسلام ..
وكذلك مدى تحلِّيها بالجوانب الأخلاقية المختلفة ..
وما تتسم به من سمات اجتماعيَّة ونفسيَّة وثقافيَّة ..
إن الشاب الملتزم يريد فتاة كهذه ..
ملتزمة صالحة واعية ..
تعينه على نوائب الدهر ..
تبني معه أسرة مسلمة صالحة ..
أساسها التقوى راسخاً ..
تربي أبناءها تربية إسلامية صحيحة .. جهادية .. تغرس فيهم حب الخير ..
تجعل بيته روضة من رياض الذكر ..
يفوح عبير الإيما في أركانه ..
الشاب الملتزم الآن ..
يضع نصب عينيه سؤالاً واحداً ..
" هل هي ملتزمة ؟؟ " ..
قد لا تفهم الأسرة معنى سؤاله ..
فتجيب الأم والأخت والخالة والجدة ..
نعم ملتزمة ما شاء الله عليها ..
تصلي وتصوم وتبر والديها ..
لا .. ليس هذا هو الالتزام ..
الالتزام روحي وحسي ..
هناك من تصلي .. ولكنها تسمع الأغاني ..
هناك من تصلي .. ولكنها متأثرة بالغرب ..
هناك من تصلي .. ولكنها لا ترع للزوج حقوقاً ..
ذكرت قبل قليل صفات الفتاة الملتزمة ..
ولكن ماذا لو لم يجد الشاب تلك الفتاة في مجتمعه ؟؟
هل يبقى بدون زواج ؟؟
أم أن هناك حلاً ؟؟
إذا لم يجد الشاب الفتاة التي يرى أنها ملتزمة بحق ..
فلا ييأس .. ولا يظن أن الحياة توقفت ..
يرى وينظر حوله ويستخير ويستشير ..
وأي فتاة يرى نفسه مالت إليها وارتاحت لها .. يتقدم لخطبتها ..
ويتبع معها ما يلي ..
1- الاستعانة بالله تعالى:
وذلك بالإكثار من الدعاء لها بأن يفتح الله قلبها لدعوته وللالتزام بتعاليم دينه.
2- لتكن دعوتك لها بلسان الحال:
فالداعية حينما يكون ملتزمًا بتعاليم الإسلام ..
حريصًا على الاستزادة من فعل الخيرات ..
باذلاً كلَّ ما في وسعه للابتعاد عمَّا يغضب الله تعالى ..
يصير صاحب أثر عميق في نفوس مَن حوله..
حتى وإن لم ينطق بكلمةٍ واحدة ..
أمَّا إذا ملأ الدنيا كلامًا وخطبًا وأحاديث ..
وعمله لا يصدِّق هذا كلَّه، فلن يكون لكلامه أثرٌ يُذكَر في نفوس من يدعوهم..
ولذا نرى الإمام الحسن البصري حينما يريد أن يحدِّث الناس عن عتق الرقاب يظل يؤجل الحديث في هذا الموضوع حتى أعتق هو أولاً، وقيل في هذا المقام أيضًا: إنَّ فعل رجلٍ واحدٍ في ألف رجل، خيرٌ من قول ألف رجلٍ في رجلٍ واحد..
إذن فلتكن دعوته لها بسلوكه العملي ..
وبحسن المعاملة معها ومع أهلها.. لما له من أثرٍ عميقٍ جدّا في نفسها ونفوس أهلها جميعًا..
3- اتبع سياسة النَّفس الطويل:
فالدعوة إلى الله تحتاج إلى الصبر وعدم التعجل في قطف الثمار ..
فمن الضروري أن يعمل كلَّ يومٍ على أن يغرس في نفسها معنى أو قيمة ..
أو يكسبها سلوكًا أو يدلها على عمل الخير دون تعجُّل لرؤية النتيجة بصورةٍ سريعة..
4- لتبدأ بالأساس:
وأقصد بالأساس أن تبدأ معها بالفرائض ..
فهي أحب الأعمال إلى الله ..
كما بيَّن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الذي يرويه عن رب العزَّة: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه) رواه البخاري.
ويمكنه أن يركز معها في البداية على المحافظة على الصلاة في أول وقتها..
وخاصَّة صلاة الفجر التي تمنح صاحبها شحنة إيمانية، يلمس آثارها طوال يومه ..
وهناك عدة أمور أخرى مرتبطة بالصلاة أيضًا، منها:
- التزام الصمت عند الأذان، وترديده مع المؤذن، ثم ذِكْر الأدعية المأثورة بعده..
– أداء الصلاة في أول وقتها..
- مجاهدة النفس للتحلي بالخشوع في الصلاة ..
- المواظبة على الأذكار المأثورة بعد أداء الصلاة ..
- المحافظة على أداء النوافل القبلية والبعدية..
5- القليل الدائم:
يبدأ مع خطيبته بعملٍ بسيطٍ يمكنها المحافظة على أدائه ولا يثقل عليها..
وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإنَّ الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل) رواه البخاري.
6- إيجاد الدافع لديها:
وذلك بذكر فضائل كل عمل من الأعمال التي يتفق معها على القيام بها..
فهذا يوجد لديها دافعًا ذاتيّا لأدائها..
7- احرص على ربطها بصحبةٍ صالحةٍ:
فالصحبة الصالحة خير معين للمرء في سيره نحو الله عزَّ وجلَّ ..
ولذا أوصَى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بها، فقال تعالى: (واصبِر نفسَك مع الذين يدعون ربهم بالغداةِ والعشِيّ يريدون وجهه ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تُطِع مَنْ أغفلنا قلبه عن ذِكْرنا واتَّبَع هواه وكان أمرُه فُرُطًا)
هذه بعض الأمور التي قد تعين الشاب الملتزم على تكوين الأسرة التي يحلم بها ..
نسأل الله للجميع الصلاح والهداية والرشاد ..
وأن يوفق شبابنا وفتياتنا للخير .. ويرزقهم من يكون قرة أعين لهم ومن ذريتهم ..
تمنياتي للجميع بحياة سعيدة ..[/size]