أنا والله فاهمك يا أستاذة
بس أحيانا المرء تضيق فيه الدنيا ويشعر باللامعنى والعدم وهو في الحقيقة يحفل بنعم يجب عليه أن يستشعر السعادة ولا يجعل للشيطان أو للروتين مدخل.
أنا مثلك أعشق السفر، وعندي مايجعلني أسافر لأي دولة في العالم بأي وقت أريد، وكان عندي اجازة قبل اسبوع تعرفي كان نفسي أسافر لو لمصر بما أن العملة طايحة، بس هناك أولويات وهناك احتياطات لازم اعملها وهناك تربية للنفس بألا تكون منطلقة نحو كل ماترغب به لكي لا أجد نفسي صفر اليدين في يوم ما، مع ذلك حزمت حقائبي وذهب لبيت أهلي في مدينتهم واستقريت عندهم ذلك الاسبوع ولم أصرف كثيراً.
اللي أقصده أنه يجب أن نضغط على انفسنا ونتنازل عن بعض مانرغب لأجل مصلحة أهم، ولا نتضايق ولا نزعل وكأن سعادتنا مربوطة بهذه السفرة أو تلك الفستان.
الروتين زي ماقلت لك البحر أو أطلعي للسطح وأشوي لك همبرغر، أو نطي من السطح على سيارة زوجك قبل مايمشي علشان تسوي فيه مقلب، أو روحي للمولات اللي مافيه أكثر منها، ولا روحي اشتري حاجة ووزعيها للفقراء في البيوت المعدومة، ولا روحي لمكة وخوذي عمره، ولا اطلعي للبر واتسابقي أنتي وزوجك مثل ماكان يفعل الرسول عليه الصلاة مع عائشة، ولا العبي شبرا أمرا شمس نجوم، اخلقي من اللاشيء متعة وسعادة، والمتعة والسعادة لاترتبط بالاشياء الكبيرة بل حتى بالصغيرة من الممكن أن نجعلها مصدر سعادة لنا، وإلا ماذا يعني أن الفقراء من أكثر الناس سعادة والابتسامة مرسومة على شفاههم!!؟ لأنهم يستمتعون وينبسطون بأي شيء ولا يجعلوا الاشياء المادية أو الكبيرة مصدر سعادتهم وفرحهم.
أنتي الحمدلله تعيشي باستقرار كبير جداً، وهذا الروتين والملل يأتي أي زوجين في العالم، طبيعي جداً، وعندك زوج ماشاء الله تبارك الله لقطة الله يحفظكم، ويكفي انه متفاهم معك ويقدرك ويحبك ويسمع لك، الله يحفظكم وييسر أمورك.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..