جدتي لامي هي الي عاشت الي ما بعد زواجي بفترة سنتين
كنا نروح بين كل فترة و فترة نجلس عندها ثلاثة ايام تزيد او تنقص
تطول اذا كانت امي مريضة او نفاس
و في المناسبات نجتمع كلنا خلاتي باولادهم
خلاني كانوا يشتغلوا في حقول النفط ما عدا واحد مستقل بالسكن مع اسرته و الباقي نسائهم و اولادهم ساكنين قربها و اثنين معاها في نفس البيت
كانت هي رجل البيت و مرجعية الكل في اي خطوة
امرأة حكيمة و صبورة
تصوروا لما نجتمع كلنا لايام عندها
ما كانت تحكي قصص
كل ايامنا معاها كانت قصص
عندهم حوض كبير يجمعوا فيه الماء عشان يسقوا النخيل و الشجر
في الصيف اول ما تطلع الشمس وقت الضحي ننزل الحوض للسباحة
كلنا مع بعض بنات و صبيان
و كانت ينزل معانا ابن خالي الكبير علي اعتاب المراهقة عشان يكون قريب اذا اخد غرق
و مع ذلك ما كانت تثق فيه توقف تراقب من بعيد يمكن يلتهي يسبح و يتركنا نغرق
و مهما طال بقاءنا ما تتركنا و لا تمل و نأخد الوقت الي نبغيه حتي احنا نمل و نطلع
تكون مستنية بالفوطة
كل ما طلع واحد تنشفه و تلبسه
و تجي الفقرة الثانية
تدخل غرفتها و ندخل وراها
تجلس علي الارض مقابلة الدولاب
و ما غير تفتش في اغراضها
تشيل هذا الكيس و ترجع تحطه
تدور علي الحلاوة و البسكويت الي مخبيته لقدومنا
ما تلاقي الي تدور عليه غالبا
و تجد كيس ثاني ناسيته من زمان
هذا جابه خالكم فلان ذاك اليوم و نسيته
و هذا جابته اختي داك اليوم و نسيته
و ما نطلع الا و احنا شبعانين
يناودنا امهاتنا عشان نأكل و نهرب منهم للعب في الحديقة
تلحقنا جدتي مسكينة و تجلس في الشمس و الحرارة
تراقب هذا و تستفقد الثاني تري انتبهوا
احنا الصيف اخاف تطلع لكم العقرب من الرمل
و ما تقوم الا اذا عطشنا و قمنا للبيت نشرب تجي ورانا
نرجع ممردغين بالتراب لباسنا و شعورنا و امهاتنا يزفونا ليش كذا
جدتكم بتعوم علي هواكم و ما تتربوا طول ماكم عندها
جدتي ما هموها
وش فيها التراب نظيف مثله مثل الماء ما يضرهم
روحوا هاتوا غداهم جيعانين
نجلس ناكل و نتخاصم و هي في وضع الحكم و المراقب
يكون بلغ مننا التعب مبلغه و نخلد للقيلولة
ما دري ليه الحين الاطفال ما عادت تنام الظهر
يمكن التعب و كثرة اللعب كانت سبب في نوم النهار
بعد العصر نقوم و تحط سينية الشاي ( لاتاي )
الشاي مقدس عندها في هذا الوقت
و لازم الكل يشرب الشاي مهما كان عمره لو رضيع
مع اعتراض امهاتنا و تديهم الاذن الطرشة
طول ماهم عندي ما لكم دخل
كنا مثل الي يفكوا قيوده و احنا عندها
نتخلص من الاوامر و القوانين
حتي. يجيك احساس سلبي ناحية امك كأنك ما تحبها و ليش مش متفهمة مثل الجدة
بعدها تروح في نهاية الحديقة عشان تحلب عنزاتها و نروح وراها و ندخل بيت العنزات
نزاحم بعض و نراقبها و هي تنتقل من واحدة للاخري حتي يمتلأ الاناء
تطلع رغوة فوقه
و تعطينا نشرب
و كل واحد يصير عنده شوارب من الرغوة
يأذن المغرب و نرجع البيت و ريحتنا غنم
و ترجع امهاتنا تخاصم عشان الريحة
وين يناموا الحين و الجو برد بعد غياب الشمس
ما يصلح نحممهم الحين
و الثانية تقول بروح بيتي كل ما جيت هنا تعبوني اكثر
جدتي تقول لها روحي مين قالك تعالي
و يرجعوا يتوددوا لها لتكون زعلت
بالليل نطلع لسطح البيت عشان ننام
وقتها ما كان فيه مكيفات
و ماكان الجو حار اصلا مثل الحين
نتعاون نطلع الاغطية و الافرشة و هي تمدهم و توضح لكل واحد مكانه عشان يمسكه للايام المقبلة
الصغار تقربهم ليها و كلما كنت اكبر تكون فرشتك ابعد
و سوء حظه الي يجي الاخير جنب الحيط خصوصا اذا كان خواف
و تطمنوا تراني لفيت بالضوء
ما في حشرات و لا شئ
ننام نحلم بطلوع الضوء
و يبدأ يوم جديد
نلقاها جالسة في الحوش مع سينية الافطار
تنتظر استيقاظنا
ما اذكر انها خوفتنا او رعبتنا حتي لو بالمزح
كانت اكثر شي تحكينا عن الصحراء لما كانوا يرحلوا في فصل الربيع وقت الرعي
هذا كان في طفولتها و شبابها
بعد زواجها ما صارت تروح معاهم
و تحكينا طبعا عن فترة الاحتلال وقت رحلوا جدي و بقيت مع اولادها دون معيل
الله يرحمها و يجعل الجنة مثواها
ايامنا معها ما تتعوض و سبحان الله سعة صدرها للاطفال هذه ملكة عجيبة
لها اثر علي التربية
احفادها من خلاني الي عاشوا عندها
كلهم مميزين و ناجحين تبارك الله
ما فيهم مدخن و لا تارك صلاة و لا عصبي
و حتي البنات نفس الشي يشتروا بالذهب
كأني تكلمت كثير ما