ضعي كل المخاوف جانبا يا أرواح
ولا تفكري في أن زوجك سيعود لأذيّتك, لأنّك ساعتها ستتصرّفين على هذا الأساس وتنظرين له بهذا المنظور
وبهذا ستخطئين تأويل وتفسير أي خطوة منه
زوجك في الأصل محب
وكما تغيّر عليك للسلب, سيتغيّر ويرجع لأصله بإذن الواحد الأحد.

ثم اعلمي أنّ أذاه صدر في فترة عمى البصيرة,
كذلك لم يكن معك من يخشاه وقد أعماه الشيطان
الآن هو يعلم أنّ أهلك خلفك وظهرك مسنود
إلى جانب أنّه بالتأكيد يخاف الله وهذا ما يبدو من تصرّفاته
لا بدّ أن يخشى من أن يعود إلى ظلمك

لا تغفلي عن أنّ وجهته في هذه الظروف الحالكة جعلها إلى رحاب بيت الله
بينما كان بالإمكان أن يختار من بقاع الأرض ما فيه الرفاهية ويتّوجّه نحو أي مكان فيه اللهو واللغو
لكن الحمد لله الذي هداه لما فيه التقرّب منه
هذا سيزيده خشية من الله وخوفا من عقابه

لا تقولي أيضا أنّ زوجك لم يأخذ العقاب الكافي
خلي الأمر للّه
ربّما سيجعل من سعيه لمحاولة إرضائك وتعويضك ما ينسيك ذلك
ثم إن في الإسلام لا وجود لشرط تصافي القلوب بأن تأخذ حقّها من العقاب قبل ذلك,
شعورك هو من المثبّطات لا غير

أمامك الآن طريقان فمن الذي هو أجدر عندك بالإتباع ومن الذي هو أحق بخوضه:

*تمسّك قويّ بحياتك الزوجية وبزوجك أبي أولادك ومجاهدة نفسك والشيطان والسير قدما لحياة جديدة
ضمانات نجاحها أقوى من عراقيلها

*أو ترك كلّ ما يتعلّق بماضيك وأوّلها زوجك
لترينه يبني حياته من جيد وأطفالك في ذهاب ورواح بينك وبينه وأنت حبيسة النّدم والحسرة

أتوقّع أنّه آن الأوان وأنّك بلغت مرحلة اتخاذ القرار الصحيح الذي سعيتِ له منذ وضعت هذا الموضوع.

أسأل الله أن ييسّر أمرك ويسعد قلبك .