اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقل نعمة
من غير أمر عليكم, وأكون ممتنّة لكم, ولكم جزيل الشكر,
ودّي وبقوّة أنّها ما تكمل سنين عمرها تتوجّع على نفسها,
أحيانا تقول لو انّ والدها كان حيّ, ما كان أرغمها,,,
|
ابنتي الكريمة
سأكتب الرسالة واقرئيها بهدوء وأعيدي قراءتها ثم أرسليها لها بالاسلوب الذي ترينه مناسباً
الرسالة
ابنتي الكريمة فلانة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت بأمر زواجك بدون رأيك لذلك أحببت إفهامك كيف تتجاوزين هذا الأمر.
بداية من أصعب الأمور على النفس وأثقلها وأشدها ألما أن يعامل الإنسان بدون رأيه لأمر يخصه ويعني بقية عمره ونحتاج لإرادة قوية لتجاوز هذا الألم.
ولكن هناك زاوية أخرى للموضوع لابد أن ننظر إليه منها وهي أين الله من هذا فهو المدبر والمقدر ولحكمة خفية يهيء الأسباب والمسببات والظروف ليتم ما يريد لا معقب لحكمه وقد وقع ما قدره لك ورضيه لك واختارك له.
وتيقني ابنتي الكريمة أن الله لا يقدّر لك إلا الخير وليس مطلوباً منه عز وجل أن يبين لنا أو يشرح لنا كيف الخير فيما قدّر.
فإرادتك وإرادة والدك وإرادة الجميع تحت إرادته( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) الآية.
ولنفتح معاً باب لو.
لو كان والدك موجودا لاختار غير هذا وقد يكون أسوأ أو أحسن.
ولو تم أخذ رأيك لتزوجت أحسن أو أسوأ.
وكلها احتمالات.
ولكن زوجك الآن وذريتكما واقع ملموس وأنظري هل دينه صفاته الآن وتعامله معك ومع ذريتكما مناسب لتكملي الحياة معه أم لا فإن كان حسنا لك وتحبين ذلك منه فاحمدي الله الذي يسر من يجبرك عليه وإن كان ليس كذلك فأخبري إخوانك بذلك لتبحثي عمن ترينه مناسباً ويبحث هو عن غيرك ثم تدخلين عالم الاحتمالات من جديد.
ابنتي الكريمة
الإعلام كله يعمل على وتر المرأة وإرادتها وحريتها ولكن أنت أنعم الله عليك بدينٍ كريم يجعلك ترضين بالقدر وما قدّره الله لك.
وقد ورد في الحديث الشريف إحدى الصحابيات رضي اللهعنها وعنهن عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطبها ثلاثة فاختار لها الرسول أحدهم فكرهته وأمرها به ثم فرحت فيما بعد أنها تزوجته.
بقيت نقطة أخرى نفسية وهي حجم الموضوع وهو حديثك عنه بكل مجلس وكل فرصة مما يعمق الجرح ويزيد عدد المتفرجين ومتابعي مسلسلك وقد يصل لزوجك وأهله والأسرة ولا طائل من ذلك فليس لأحد قدرة على العلاج ولا إعادة ما سبق وقد تم أمر الله.
والآن لو كمت بكراً وخطبك زوجك وشاوروك عليه فهل تقبلين به. ؟
الجواب هو البحث عن الكامل ولن يوجد فكلنا مكونون من مائة نقطة منها سبعون حسنه وثلاثون دونها ولكن نختلف في ذلك وكذلك النساء.
واحتسبي لله الرضا وسترين الخير.
وفي الحديث إذا احب الله عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
وهتاماً ستمر دقائق حياتك أمامك دقيقة دقيقة فإن صنعتي فيها السعادة مرت سعيدة مع زوجك وذريتكما وإن صنعتي فيها الولولة والبكاء والحديث عن هذا الموضوع فستمر بتعاسة من صنعك فاختاري.
وفقك الله.