هدى توفيق زوجة وأم لطفلين تقول.. لقد تربيت في منزل نتبادل فيه جميعنا الأحضان والقبلات ولقد اعتدت وأنا صغيرة ألا أنام إلا بعد أن يداعب أبي شعري بيديه حتى تغفل عيناي،
ولعل هذه العادة كانت أهم جزء في سعادتي منذ كنت صغيرة، لدرجة أنني لفت نظري زوجي لها أثناء فترة خطوبتنا ووعدني بالحفاظ على هذه العادة لكن بعد الزواج اكتشفت أن زوجي ينظر لهذه الأمور على أنها ( لعب عيال).
•زوجي ونشرات الأخبار
(حنان.ع): أظن أن أسرتي تصلح لأن تكون نموذجاً مثالياً للجفاف الأسري.. ورغم أنني متزوجة منذ خمسة أعوام فقط ولدي ابن وابنة في مرحلة الروضة إلا أنني أشعر أنني متزوجة منذ سنوات طويلة.. فلقد جفت عواطفنا من العام الأول لزواجي.. فزوجي منزو دائماً ومشغول بمتابعة البرامج الإخبارية على كل الفضائيات في غرفة منفصلة عن بقية المنزل.
•ابني يقلد أباه
( لقد حاولت في البداية ولكنني فشلت) إنها أم فيصل التي تتحدث وتوضح: منذ بداية زواجي حرصت أن أظهر لزوجي الحنان والحب الذي كنت أكنه له وأفهمته أن علاقتنا كنبتة ضعيفة تحتاج للرعاية والاهتمام حتى تنمو وتقوى، فلم يفهمني واستهزأ بحديثي والآن أصبح زواجي جافاً ولا يخلو يوم من المشاحنات وتأثر بذلك ابني الصغير ذو الأربع سنوات فبدأ يمص أصابعه ويقرض أظافره وبدأ يعامل أخته الأصغر بطريقة جافة وقاسية مقلداً أباه.
عزيزي المربي.. هل تود أن يتحول مشهد حياتك الجاف لمشهد رطب بفضل اللمسات والقبلات والأحضان فلتستفد من التجارب التالية:
•الصبر مفتاح السعادة الزوجية
السيدة ( معصومة.ع) مرت في بداية زواجها بمراحل الجفاف العاطفي لكنها استطاعت علاج هذا الجفاف فتقول تزوجت بعد قصة حب قصيرة لمدة شهرين، ومر على زواجي الآن 9 سنوات مضت بحلوها ومرها وليس لدي سوى ابن واحد عمره 6 سنوات هو بمثابة ضوء ينير حياتنا، ولا أستطيع حالياً أن أشكو من الجفاف في علاقتي الزوجية، فابني هو ظل أبيه ودائماً يتحاوران معاً ويتناقشان كأنهما صديقان، بالطبع لا يكف عن احتضانه وتقبيله والخروج معه، وأحلى فترات حياتي هي التي نسافر فيها نحن الثلاثة سوياً، ولكن هذه الأيام السعيدة التي أعيشها الآن لم تأت بسهولة فهي نتيجة لصبري واحتمالي للعديد من المواقف والأزمات التي كادت تودي بحياتنا لكنني تمسكت ببيتي.
•طبيعة عمل زوجي
أما السيدة/ أم بدر فتقول:
لا أعتقد أن أسرتنا تعاني من الجفاف على الأقل حالياً، فزوجي حينما يكون مشحوناً بالعمل ينعكس ذلك على البيت وخاصة أن عمله يتطلب قدراً كبيراً من الدقة، فزوجي يناقش في كل كبيرة وصغيرة ويريد تنظيم أمور البيت والأطفال حسب رؤيته رغم عدم معرفته بالكثير من أمور المنزل ومشاكل الأولاد، وقد عانيت من هذه المشكلة فترة طويلة وكلما تناقشنا كنا نختلف أكثر فهو يتمسك برأيه وأنا كذلك، وكان الحديث لا يعجبني لأنني أعلم بظروف بيتي وأبنائي, ولكن الاصبر والوقت خير علاج لمثل هذه الامور.
العدد (31) يونيو 2001 ـ ص: 12
مجلة وليدي