مما لاشك فيه أن الزواج سكون للنفس وهدوء للأعصاب وراحة للبال
وإشباع للعاطفة وهو طمأنينة للروح وهو ستر واحصان .
فبالزواج تصرف الطاقة الكامنة المتأججة وتهذب الشهوة
الجامحة ويتخلص الشاب من دوران الافكار والمشاعر .
وهو بإذن الله يصرف النفس عن كل قبيح فهو أعض للبصر وأحصن للفرج
وبه يحرز الشاب نصف دينه، فقد قال الهادي الأمين -صلى الله عليه
وسلم- "من تزوج أحرز نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي"
بل ورغب -صلى الله عليه وسلم- الشباب إلى الزواج فقال" يامعشر
الشباب من استطاع منكم الباه فليتزوج، ومن لم يستطعه فليدمن
الصوم، فإنّ الصوم له وجاء"
وهو المجال الصحيح لتفريغ الشهوة الجنسية والرغبة العاطفية
وهو الطريق الأوحد لإشباع الشهوة الجنسية والحاجة العاطفية.
وفي الكبت ضرر للشاب ومن ثم المجتمع المحيط به وهو مايعرف
بالضرر المتعدي .
إذ ضرره لايقتصر على نفس الشاب وإنما يتعداه إلى المجتمع
المحيط به.
وإذا نظرنا إلى طلاب المرحلة الثانوية وكذا الجامعية قد
انصرفوا عن الزواج المبكر بدعوى الدراسة وهذا خطأ ولايعد
مبرراً سليماً.
إذ أن هناك من تزوج ولم يتأثر مستواه الدراسي بل ارتفع كثيراً.
أما إذا كان السبب قلة ذات اليد وضعف الحيلة وشح الموارد
المالية فإنه قابل للحل إذ يمكن تذليل المصاعب المادية من
قبل الوالدين والدولة, ومن خلال التعاون مع المؤسسات الخيرية
التي تتولى هذه المشاريع .
وفي الحقيقة الدعوة للزواج المبكر ليست إحدى المستحيلات بل هي
دعوة ممكنة التحقيق في الواقع بعد تعاون وتظافر جهود الجميع
في خلق الاجواء الملائمة.
والزواج المبكر يهيئ للشاب أرضية خصبة للإبداع والابتكار حيث
يتخلص العقل من تشتت الذهن وانقطاعه بسبب التفكير الدائم
بالجنس ويتفرغ للبحث والتحقيق والنظر الى الامور العلمية بعمق
وتركيز واستقرار وصفاء ذهن.
ويعود الشاب على تحمل مسؤولياته واقتحام غمار الحياة والجد
والمثابرة والعمل الدؤب.
وقد تقوم الزوجة بمساعدته في التغلب على المشاكل والمعوقات
الدراسية أو الحياتية فيطمئن باله وتسكن نفسه ويتفرغ
للمثابرة والاجتهاد.
وهو يساعد على تفهم الزوجين كل منهما للآخر ويخلق جوا من الود
والصفاء والألفة.