إكتشاف ميول الاطفال - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-2004, 03:42 PM
  #1
زهرة برية
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زهرة برية
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 725
زهرة برية غير متصل  
doodah

الــمـــيــول والحاجات الأساسية

يعتبر سلوك الاطفال نتيجة لعدد كبير جدا من العوامل فبينما يبدو أن سلوكهم قائم على ميولهم الخاصة إذ نجد أن أن وراء سلوكهم دوافع ومحركات أخرى تعمل على توجيه نشاطهم ... وهناك قدرات الطفل ومواهبه التي تعمل كمحركات لسلوكه ايضا ً ... ثم هناك الحاجة إلي النجاح والحاجة إلي الحصول على التقدير الاجتماعي من الغير , وكذلك الحاجة إلي الشعور بالأمن ... كما أن هناك حب المخاطرة والنزعة إلي التعبير عن النفس بمختلف الوسائل الابتكارية . وكل هذه تعتبر من محركات السلوك التي يصح أن ترتبط بميول الاطفال .
فمثلا الحاجة إلي الانتماء لجماعة أو للوجود بين الاصدقاء , يشعر الاطفال عادة بالحاجة إلي رضاء زملائهم عنهم , وخصوصاً الزملاء الذين يحبونهم ويبادلونهم الحب ... وغالباً مايكون تشابه الميول عاملاً أساسياً في تقبل الزملاء للفرد والرضا بوجوده في جماعتهم . واشتغال الفرد بالامور التي يميل إليها , يساعده على الشعور بالاطمئنان الداخلي . واشتغال الطفل في نشاط يتفق مع ميوله الطبيعية يساعده على الشعور باهميته الذاتية وعلى الشعور بقيمته وقدرته على النجاح في الحياة .
وهناك دافع قوي آخر وهو الرغبة في الابتكار والخلق ويمكننا أن نري ذلك في الاطفال الصغار عندما ينغمسون في اللعب بالطين , أو قص الورق , أو تلوين الصور ... ويظهر ذلك ايضاً فيما نشاهده من اقبال الاولاد الكبار على العمل مدد طويلة في تركيب نماذج القطارات او الطيارات أو غيرها . ونحن جميعاً نشعر بالرغبة في أن نقوم بعمل نافع وجميل . ويجب أن يحاول كل من في المنزل والمدرسة دائماً ان يشجع الطفل , ويهيئ له فرص القيام بالنشاط الابتكاري

وفيما يلي بعض الاقتراحات التي تفيد في مساعدة الاطفال على اشباع حاجاتهم الاساسية عن طريق الميول :

1. استغل معرفتك بميول الطفل فيما تقترحه من الهوايات التي يصح له ان يشترك فيها خارج المنهج الدراسي المعتاد . فقد يبدو أن الطفل الصغير يعرف مايناسبه من نواحي النشاط التي يصح أن يعمل فيها في وقت فراغه , ولكن كثير من الاطفال يتنقلون من عمل الي آخر مدفوعين بمجرد تقليد لغيرهم , أو الاشتراك في المجموعة التي يوجدون معها , أو لمجرد قتل الوقت ... مع إن لكل طفل ميوله الخاصة التي يجب البحث عنها . فإذا كانت اختبارات الميول مثلا تدل على وجود ميول علمية او ميكانيكية , فمن الممكن أن نوجه الطف بمقتضاها للعمل في الاعمال اليدوية أو عمل نماذج الطائرات باعتبار , على اعتبار أن هذه النواحي اقرب ماتكون إلي ميوله وهواياته .
2. ساعد الطفل على أن يتقن العمل الذي يميل غليه في وقت فراغه . فكثيراً مايكتسب الشخص الشعور بالمقدرة والاهمية من إحدي هواياته . ولذلك يجب ان نشجعه ونزوده بالكتب التي تساعده على اتقان مايعمله في هوايته مهما كان نوعها ... وإذا كنت تعرف من اصدقائك الكبار ممن عُرفوا بالميل لمثل تلك الهواية فإنه يصح ان ترتب للطفل وسائل الاتصال به للافاده من خبراته وتجاربه فيها .
3. ساعد الاطفال من ذوي الميول المشتركة والمتشابهين في هواياتهم على التلاقي وتكوين الجماعات التي تساعدهم في نواحي هواياتهم . فالميول المشتركة من اقوي العوامل التي توطد أواصر الصداقة . وعندما نتيح فرص التلاقي للاولاد ذوي الميول المشتركة فنحن انما نقوي عندهم الشعور بالتقدير الاجتماعي الذي يعتبر من أقوي حاجاتهم النفسية الهامة .



حـــدود مـــراعـــاة الــمـــيــول

هناك ظروف تستوجب أحياناً عدم التمسك بمراعاة الميول ... فالاولاد لايقدمون على عمل مايميلون إليه فقط , كما أنه من الصعب أحياناً أن نحبب إليهم الاعمال التي يجب ان يقوموا بها .
فإذا كان لدينا طالب لايميل للهندسة ولكن الكلية التي يريد الالتحاق بها تحتم عليه معرفة الهندسة لكي يتمكن من الدخول – فلابد لهذا الطالب ان يدرس نظريات الهندسة . وكذلك طالبة لاتكره المواد الاجتماعية ولكنها لابد أن تتقن دراسة قدر معين من المعلومات التاريخية لكي تنجح في الامتحان , ولهذا تضطر هذه الطالبة لدراسة التاريخ رغم كرهها له . من هنا نجد أن هناك دوافع أخري خلاف الميول . وهي في الحالات السابقة الرغبة في الالتحاق بكلية معينة . ومع أن للميول اهميتها التي لاتنكر إلا أن هناك حدوداً لهذه الاهمية . فالطلاب وكذلك الكبار قد تضطرهم بعض الظروف للقيام باعمال لايكون لديهم الميل الكافي إليها مادام هناك دوافع اخري وراء هذه الاعمال بصرف النظر عن ميلهم اليها أو نفورهم منها .
فإذا كان الهدف مهما بدرجة كبيرة وكان الجزاء بالقدر الكافي فسيعمل الطلاب مثلا على تحقيق ذلك الهدف , رغم كون العمل لتحقيقه مملاً أو غير مريح , بل رغم كونه مكروهاً تماماً .
وقد تكون مهمتنا كآباء ومدرسين أحياناً أن نجعل الاطفال يدركون الاهداف البعيدة التي يؤدي تحقيقها الي الحصول على الارتياح في المستقبل برغم ماتتطلبه هذه الاهداف من عمل أو دراسة لايميل إليها الاطفال الآن .
ومن مظاهر النمو فعلاً أن يتعلم كل واحد منا أن من الواجب عليه أن يقوم ببعض الاعمال التي لايميل إليها بل وحتى التي يكرهها اذا كان هناك هدف هام من ورائها .


وللحديث بقية للحديث عن غرس الميول
__________________

كم جاهل مد العلوم حبائلاً *** لوقيعة و قطيعة و فراقِِ
يدعو إلى قتل الفرنجة بينما *** هو و الفرنجة فى عناقِِ
يمشى وقد نُصِبَت عليه عمامة *** كالبرج لكن فوق تل نفاقِِ
قديم 31-01-2004, 01:39 AM
  #2
زهرة برية
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زهرة برية
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 725
زهرة برية غير متصل  
icon51

غــــرس الــمـــيــول

لا يستطيع الاطفال الصغار أن يلعبوا وحدهم دائماً ... ولذلك فمن الضروري توجيه الطفل لانواع اخري من النشاط كلما تقدم نموه ... وغرس الميول في الاطفال يتوقف كثيراً على توجيه الطفل في لعبه وعلى مصاحبته فيه , إذ أن النشاط الجديد على الطفل يسهل عليه الاضطلاع به إذا وجد من يشاركه فيه .

الـــخـــبـــرات الـــمـــنـــزلـــيـــة

قد لايتوفر دائما وجود حديقة أو كوم من الرمال ينشغل فيه الطفل ... ولكن اتساع المكان ليس أمراً ضرورياً ... فمن الممكن أن يجد الطفل فرصاً كثيرة تثير عنده الاهتمام باللعب رغم عدم اتساع المنزل الذي يعيش فيه . فالامر يتوقف على تآلفك مع الطفل بحيث تعرف كل مايهتم به وتلم بامكانياته في العمل , وبحيث يمكن أن تعرف الاشياء التي يمكن أن تثير اهتمامه باللعب داخل المنزل وايها يمكن أن تثير اهتمامه خارجه . ومن الممكن أن يتعلم الطفل الكثير من المهارات عن طريق اللعب بعرائس الورق والمكعبات الملونة وغيرها من الالعاب الصغيرة التي تكسبه معلومات وأفكاراً جديدة عن الناس وحياتهم . كما أن القصص يمكن أن تنمي لديه الميول الادبية , كما أن الالغاز الحسابية والعددية يمكن أن تكسبه الميل للحساب , أما الميول الميكانيكية فيمكن أن تقويها نواح كثيرة بالمنزل كإستعمال الشاكوش وأدوات النجارة وغيرها في التصليحات المنزلية البسيطة . وتفتح الكتب أيضاً أبواباً كثيرة لميول الاطفال وخبراتهم فالقصص عن الطبيعة وجمالها وحكايات البطولة وماشابه كلها تزيد في فهم الطفل للعالم الذي يعيش فيه ... والخبرات التي يكتسبها الطفل عن طريق القراءة تزيد في معلوماته وتدربه على الاستجابات الانفعالية ... وتساعده على تنمية الميول الادبية والعلمية او الميل للخدمة الاجتماعية أو اي ميل آخر . ويمكن أيضاً تقوية الميول الموجودة وغرس ميول جديدة عن طريق الرحلات إلي الاماكن المختلفة كالمتاحف والمصانع وغيرها والاجابة عن كافة الاسئلة التي يسألها الطفل عند رؤيته لتلك الاماكن . فن طريق الاجابة على هذه الاسئلة وموقفنا منها يمكن أن نؤثر بشكل كبير في ميول الاطفال .
ومت أهم العوامل التي تساعد على تنمية الميول أن يتدرب الطفل على الموازنة والمقارنة ومعرفة أوجه الشبه والخلاف بين الاشياء والعلاقات التي تربط الحوادث الجارية في محيط حياته ومن أمثلة ذلك تمييز الطفل للالوان ودرجاتها وتمييز أنواع الاخشاب مثلا أو ماركات السيارات المختلفة ومقارنة الترام بالمترو وغيرها .
وكلما اشترك الكبار مع الصغار في ميولهم ونواحي نشاطهم ساعد ذلك على تحبيب الطفل في النشاط واشعاره بقيمته ... ولذا نجد أن بعض الاسر تنظم برامج لهذا الغرض , كقضاء احدي الامسيات في قراءة القصص مع الاطفال , أو الاستماع لبرنامج موسيقي ’ أو الذهاب لأحد النوادي , أو تنظيم عمل جماعي لرعاية الحديقة مثلا .

وللحديث بقية
__________________

كم جاهل مد العلوم حبائلاً *** لوقيعة و قطيعة و فراقِِ
يدعو إلى قتل الفرنجة بينما *** هو و الفرنجة فى عناقِِ
يمشى وقد نُصِبَت عليه عمامة *** كالبرج لكن فوق تل نفاقِِ
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM.


images