قبل الخروج ، و لتعذر الاستجابة التي رجوت ، أود فقط تجلية ما بضميري هنا . من عادة قبائل البادية و عوائل نجد التخطيط و التنفيذ التام لكامل حياة ابنائها حتى بعد الزواج ، بمعنى يأتي الأب بعمارة عبارة عن شقق و " يفرض" على أبنائه الذكور السكن في تلك الشقق بعد الزواج ، ليس هذا فقط بل بعض من تلك العائلات تتحكم حتى في الحياة الاقتصادية للابن " الداخل و الخارج" و الحياة الزوجية . و من هنا و أنا محاسبة أمام الله على حديثي هذا وقفت أو عايشت شخصيا حالة - وعايشت معنويا حالات كثر لا تختلف عنها كثيرا- طلاق سببها الرئيس الأول و الأخير هي سلطوية أهل الابن و تحكمهم المطلق بحياته . الابن يشبه حال أخونا كثيرا ، أعني بدلا على بناء شخصيته كـ"شخص مستقل " أي إنسان طبيعي ينظر الأبوين في تنمية مهاراته العقلية السلوكية الوجدانية إلخ ...منذ الصغر إنما؟ بدلا من ذلك تم بناؤها على هيئة شخص " تابع و منفذ للأوامر فقط " ، عندما يرى حال هذا الابن يشفق و يرثي له المرء صدقا إنما من المحال و الظلم أن يجعل للأبرياء من تلك الخطيئة يد في ذلك ، حتى لو كانت مخطئة إنما خطؤها يصب في جهات أخرى لحظية ... متعلقة فقط بزمان معايشتها لذلك الابن في عمره المتأخر ، و ليس عنه و حوله منذ الولادة و حتى الممات - شخص مسير على الإطلاق ، و مهمش الذات -. بالمقابل ... يربين الأناث على صورة "قوة عاملة+مادة حراسة " لا غير ، و أيضا على مبدء " تهميش و تسفيه رأيها و أسلوبها و فلسفتها بالحياة عموما " ، لدرجة أغلللب إذا لم يكن كل الأباء يرتقبون تزويجها بأحر من الجمر و يرون في ذلك عملية تملص من تلك المسؤولية و فلسفتها إلى الزوج ، و دلالة على جودة لإنسانيتها و لسمعتهم بين أفراد الجماعة ، و من هنا وهو ما أريد الوصول إليه يعمد الآباء إلى زجر الفتاة بمجرد لجوئها لأهلها على اعتبار أنه نقل تلك المسؤولية لمتفضل آخر و هو الزوج ، فتجري تلك العبارات " لكم اللحم و لنا العظم ، من بيتك إلى القبر ... إلخ " فضلا عن الاشتغال بـ " دور المصلح الموفق " ؟! و كثيرا ما عايشت بعين الواقع مشهد وصول الابن شاكياً زوجته الناشزة حتى لو كانت جيدة مظلومة إنما يعتبرها البدو " علوم رجال" فيهب من فوره هو و أمها أحيانا إلى الانكباب على ذم و سب الفتاة المتمردة أمام زوجها أولا ، و من ثم أداء ذلك أمامها من باب الترهيب حتى لا تعود مرة أخرى " و تفشله قدام الجماعة ". هو كان كما ذكرت هي كانت كما ذكرت ( و لسوء الحظ لم تكن لا حكيمة و لا مستقرة انفعاليا ، مما زاد الأمور سوء و جعل صورتها عند الآخرين في غير محلها ... و أعني إذا تستقبل ضغوط أهل الزوج و تدخلاته و تخرجها على هيئة صراخ و توتر و جدال مع زوجها على أمور مختلفة تماما عن الأسباب التي زرعت في داخلها كل ذاك الضغط النفسي و الانفعالي فتتخاصم معه حول أمور أخرى غالبها تافهة حتى لم أعطيت أمك هدية و لم تعطني لم فتحت القناة الفلانية و أنا أريد الأخرى إلخ ). المهم ... في أولى و حلاوة أيام الزواج كانا شغوفين بحب بعضهما ، و إنما لم يدم الأمر طويلا حتى بدأت الخصومات الناتجة بالأصل بدء و انتهاء من سبب واحد " انعدام الخصوصية " التي لا تتحقق إلا في " مسكن مستقل خارج عمارة الأبوين ، دخل اقتصادي مستقل ، خصوصية وجدانية و سلوكية داخل البيت للزوجين المعنيين! و ضمنها خصوصية التربية للأبناء " . طبعا رغم كون الابن مظلوم منطقيا هنا ، إنما بما أن الأنثى هي الحلقة الأضعف خاصة في تلك المجتمعات ... فـ تم الطلاق بسهولة ، طلاقا رجعيا أوليا ثم أعادها أبوها ، ثم ثانيا ثم أعادوها ، و هي الآن بائن و معها أطفال. بعد شكوى الابن و أنا أبصر في أدق تفاصيل كلامه أثناء حديثه مما قد لا يبصره غيري .. أي وهو يتحدث و يظن أنه هو هو نفسه يتحدث ؟ أنا أبصر حديث نسوة أهله و أبويه*1 مغلفا بثقافة عرفية و كل الشوائب المضرة و الموجعة و الظالمة التي ليس منها " جزء الحقيقة" . " إذا كنت لا تريد النهوض من مهدك في أحضان والديك بعد ، ... فلا تتزوج ؟ ّ " هكذا ببساطة. و عبارتي لم تكن تعني قطعا و منطقيا أي ذرة من شعرة من خاطر لمفاهيم مذمومة كالعقوق و قطع الرحم ، إنما هو المنطق الرباني أيضا في كون الخصوصية و الاستقلالية حق للزوجين و أسرتهما الخاصة ... اقرأ في السيرة كيف قسم الرسول بيوت زوجاته ، و تأمل كثيرا في آيات و تفاسير الاستئذان و العورات ، و بل ؟ في الحكمة و الفلسفة البلاغية و راء ألفاظ " حفظ البيت " المتكررة بالقرآن . المؤلم بالقصة ، بعد حديثي و إهلاك نفسي بإيصال تلك الحقيقية .. بعد بينونة تلك المرأة وتشتتها و ابنائها بطلاقها ، و خطبت له أمه بعد أسبوع و أقامت عرسه بعد شهر ، من هنا عاد لسابق عهده بالسكن داخل عمارة أبويه إنما؟ ... بدأت مجددا المنغصات و المشاكل مع زوجته الجديدة ، و حينها فقط ؟ فهم متأخرا .. متأخرا جدا ، و شرع ببناء بيت خارج العمارة بل في حي آخر و استقل هو وزجته الجديدة في كل شيء ، و حقق لها كل ما بح صوت الأولى من أمان و أحلام - كان قد حرم الأولى منها تنفيذا لحديث أهله- و رجاءات لمجرد " الاقتناع بدء (بمنطقية) رغباتها " قبل الوصول لمرحلة " التنفيذ " .... و أعني الاقتناع بمنطقية رغباتها إذ أن ضمن الاسطوانة التي تشبع منها عقله الباطن هو بأن " زوجتك خبيثة المقصد تود التفرقة بين أهلك ، تصدك عن أبويك ، تنفر منهم فينفرون منها*2 ". بينما الحقيقة التي هي نفسها لتواضع فكرها و حكمتها عجزت عن إيصالها بالطريقة الصحيحة ... الحقيقة فقط هي " الحاجة إلى الاستقلال " . __________________________________ *1 و *2 هنا مسألة نفسية و هي حيل يمارسها محيط الابن على عقله الباطن ، بمعنى مثلا هي كانت تريد منه أن ينفذ لها مهمة في الساعة 3 مساء ، و قد وافقت تلك الساعة قبل الآذان بعشر دقائق ، فتخاصما تقول نفذه بسرعة ثم اذهب للصلاة ... يأتي شاكيا لنسوة بيته فيصغن هم صورة ماحدث بطريقة خطيرة " تمنعك من الصلاة " . هي " تتفق معه " حول عدة أمور زوجية أمر طبيعي باعتبار الزواج شراكة ؟ بعد " الاتفاق الجماعي لهما معا " و بعد " التنفيذ الجماعي لهما معا " ... تبصر نسوة بيته ذلك فيقلن له " أنت أمعة ضعيف شخصية ، تمت السيطرة عليك " ؟! . هي و هو يتناقشان فيتجادلان ، فتزعم إحدى نسوة المنزل الإصلاح آتية إليه : " أعلم بأن زوجتك سيئة الخلق ، و هي تمنعك من الصلاة ، و تسيطر عليك بتنفيذ قوانينها التي تفرضها عليك ، ووو إلخ " من تصوير خطير و خبيث للمشاهد إلى أن تصل " إما 1- و لكن لا بأس ، دعها في بيت أهلها لتعرف حجم بشاعتها ... عندها تندم و تعود . أو 2- فطلقها يا مسكين ، و نحن نزوجك بأفضل منها - تلك التي سوف نعاود كرتنا نحن النسوة معها و ستفهم أنت ذلك متأخرا جدا جدا - . و من ثم الابن يذهب و هو يردد في عقله الباطن كل تلك الأحاديث باقتناع ، أحاديث لا تمت له ولا لها و لا حتى الواقع و الحقيقة . |
الاخ الكريم شادو
برجاء ان تتابع معي وتنفذ ما كتبته للأخ الكريم وبعد التنفيذ اكتب النتائج بموضوعك ان شئت ردودي 10-89-119 |
متابع بشده وشاكر لك جميل طرحك
المشكلة ان موضوع الاخ بدر جعلني لا أحس بمشكلة لدرجة اني قررت العودة لقراءة ماكتبت لاتذكر ما أعانيه!! اعانك الله بدر شكرا استاذتي الفاضله |
أبدا لا تقس نفسك بغيرك انتبه ان تخدر يقظتك بالقياس
انت شادو فقط تأمل ذاتك المشكلة في وجودك و ليست اجتماعيه أغمض عينيك وتأمل وجودك انقل ردي الخاص بالكتابة الى موضوعك وأقرأه عدة مرات وأقرأه فأنا اوجهه لك وحدك كما وجهته لك وحدك واستغرق في الإصلاح |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|